قبل الدخول فى طبيعة الحدث الإجرامي والحديث حول المهنية والاحترافية في تعامل الاجهزة الامنية، علينا ان نستفهم عن توقيت هذا العمل! والوقوف عند ماهية الرسالة التي حملها.
واذا كانت متلازمة الحدث والتوقيت صحيحة في استنباط عنوان ماهو قادم وطبيعته فان هذا الحدث يأتي ضمن معادلة سياسية وليست امنية اي ان هذا الحدث لن يحمل جيوب اقليمية ضاغطة بقدر ما يحمل رسالة سياسية ذات مرام محددة، ما يقودنا لتحليل المتلازمة عبر دراسة تزامن هذا التوقيت مع هذا الحدث بعد ما تم الوصول لانجاز سياسي تحقق عبر ثبات الدبلوماسية الاردنية بموقفها تجاه المشروع الاقليمي القادم فان صحت هذه القراءة فان الأردن يكون بذلك استطاع المسك بلجام المشهد ولاينصاع لرياحه الامر الذي يدلل على نجاح المساعي الاردنية في المشاركة الجزئية باعادة بلورة ما هو قادم بالشكل والمضمون.
ولقد ساقتني موجبات تشير دلالاتها على ذلك من واقع تقديري لطبيعة الأدوات المستخدمة في الحدث الاجرامي كونها نفس الأدوات المستخدمة في تشكيل دوامات رياح التغيير الطاردة والجاذبة التي مازالت رياحها تعصف على المنطقة وانظمتها وتحدث انزياحات مجتمعية ذات دلالات جديدة.
وبحرفية ومهنية عالية تعاملت الاجهزة الامنية مع هذا الفعل الاجرامي الذي بدأت حلقاته من الفحيص وصولا إلى السلط، وبدت وكأنها تقوم بمناورة بالذخيرة الحية فلقد استطاعت الاجهزة الامنية الاردنية ان تقدم امثولة في العمل الأمني بشقيه الاستخباري والميداني بطريقة أثبت قدرتها للتعاطي مع هذه العصابات الإجرامية التكفيرية بمهنية عالية الامر الذي عزز الثقة بالدولة ومؤسساتها بتميز قدرات المؤسسة الامنية من الحفاظ على أمن الوطن وسلامة مواطنيه وحماية منجزاته التنموية و السياسية.
ولقد استطاع شعبنا الاردنى ان يسجل بالالتفافة الشعبية حول قيادته اضافة نوعية عززت من حالة المنعة المجتمعية عبر حالة الوحدة الوطنية والتي برزت بأبهى صورها عندما سجل أعلى درجات الانضباط والإلتزام مع رسالة التوجيه الوطني وبين صدق انتمائه الراسخ لوطنه وولائه لقيادته بصورة جعلت جسم الوطن يتحرك حركة متناسقة مع التوجهات العامة للدولة.
ولقد كان لأداء الإعلام دور ايجابي هذه المرة افضل من سابقاتها نتيجه تقديم الخبر بشفافية ومهنية حيث تابع اعلامنا الرسمي والخاص مجريات الامور بطريقة متصلة وقدم من خلالها نهجنا الوطني وموقفنا القيمي والانساني ازاء حالة الفكر العدمي للخوارج ووسائلهم المرفوضة التي تقف عند عدم القبول بالآخر تستند للعنف والتدمير.
وحرص جلالة الملك على توجية رسالة مباشرة لهذه الشرذمة التي أرادت النيل من مناخات الامان التي بها ننعم عندما أكد جلالته على إصرار الدولة للمضي في الحرب ضد التطرف والغلو والأفعال الإرهابية من خلال فكر تنويري مضاد يقوم على ديموقراطية القبول والتعددية اضافة الى عمل ميداني رادع.
ولإيمان الاردن بقيمه الانسانية ودوره في الحفاظ على الامن والاستقرار بالمنطقة باعتباره يشكل منارة فكرية تنويرية وحصنا قويما في حفظ امن المنطقة واستقرارها فلقد كانت دائما مواقفه السياسية نابعة من هذا الثابت الذي يريد الخير والسلام الذي تحفظه الاجيال وتصونه والذي يمكن ان يبني عليه بتشكيل حالة تنموية قادرة على بناء روابط اقليمية، لذا شكل الاردن ذلك الرأي الموضوعي الذي يحترمه صانع القرار الدولي وياخذ به باعتباره يشكل احد الروافع المهمة في صناعة القرارات الاستراتيجية للمنطقة الامر الذي يجعله مستهدفا لاكتسابه هذه المكانة الدولية.<br><br>الامين العام لحزب الرسالة الاردني