انخفاض أسعار النفط بعد توقعات ارتفاع مخزونات الخام الأميركية 90 % من أسر قطاع غزة تعاني انعدام الأمن المائي مدير المعهد القضائي يلتقي وفدا من المجلس الأعلى الفرنسي رئيس بلدية الزرقاء يغرس سارتي العلم الاردني أمام منزله بمناسبة عيد الاستقلال جيلٌ بعد جيل.. كيف تغيّر وجه المهنة البيضاء..؟؟ الخدمات العامة: ظروف العاملين بالقطاع السياحي في تراجع مستمر منذ 5 سنوات ‏مصادر خاصة للانباط : بوتين يوجه دعوة رسمية للشرع لزيارة روسيا لبنان: مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة بوادي الحجير تخفيضات الرسوم الجمركية الإضافية بين بكين وواشنطن تدخل حيز التنفيذ نقابة التخليص:رفع العقوبات عن سوريا سيدعم قطاع النقل وتجارة الترانزيت متصرف الجامعة يدشن حملة صيف امن انطلاقا من متحف الشهيد وصفي التل الرئيس الفرنسي : ما يحدث في غزة مأساة إنسانية مروعة ويجب وقفها العراق يرحب برفع العقوبات المفروضة على سوريا عشرات الشهداء جراء القصف الإسرائيلي لجباليا ومخيمها شمال غزة المجموعة العربية في الأمم المتحدة ترفض المقترح البديل بشأن المساعدات غزة المملكة المتحدة ترفض الخطة الإسرائيلية بشأن توزيع المساعدات في غزة "الفاو " تحذر من انعدام الامن الغذائي الحاد في غزة مجلس الأمن يناقش الملف اليمني اليوم العجلوني: معالجة جميع المشاريع المتعثرة في منطقة البحر الميت التنموية وعددها 11 مشروعًا وإطلاق خطة جديدة خلال زيارته إدارتي التقاعد وفرع ضمان عمّان المركز

   اجبد  لماذا ؟ 

   اجبد   لماذا  
الأنباط -

عبدالهادي راجي المجالي                          اجبد

 لماذا ؟ 

أمس تعرضت قوة مكافحة الإرهاب , لوابل من الرصاص الكثيف ...وسقط بهم المبنى ...لكنهم في النهاية نفذوا الواجب الذي كلفوا به ...ماذا حدث بعد ذلك ؟

الذي حدث أن ضابطا (نشميا) من دائرة شؤون الأفراد وصلته برقية من المدينة الطبية , تفيد بأن الضابط الذي خرج في المهمة يوم أمس قد استشهد ...وهنا على هذا الضابط العامل في شؤون الأفراد  أن يخرج ملف الشهيد , عليه أن يقلبه ...وأن يقرأه كاملا  ويعرف حجم الدورات التي تلقاها , ورأي قادته به ...واخر راتب قبضه , واخر إجازة حصل عليها , وعليه أن يذرف دمعة , على أخ له في السلاح والواجب ..,من ثم يغلق الملف نهائيا , ويكتب عليه كلمة شهيد , ومن ثم يحفظه دون أن يفتح مرة أخرى .

هذا هو قدرهم في كتيبة المهمات الخاصة , فهم لايعرفون حين يخرجون في مهمة , هل ستغلق ملفاتهم نهائيا ؟ ..ويكتب عليها (شهيد ) أم أنها ستفتح مرة أخرى كي يحفظ بها المزيد من الدورات والترفيعات ..والمناورات .

قدرهم أن يستشهدوا فقط ...أن تنسف بهم المباني , وأن يواجهوا الرصاص بصدورهم , وقدرنا نحن أن نتشاجر حول مقالة في الأجندة الوطنية , لملهم تربى في أحضان (كارنيغيه) ويريد تعليمنا أصول الليبرالية والدولة الحديثة , أن نختلف حو رأي الوزيرة الفاضلة – حماها الله-   في تسعيرة (الطائة) ولا ندري هل صارت الوزارة وزارة (للطائة) بدلا من الطاقة ...وقدرنا أن نستوزر , قدرنا أن ننتج من الثرثرة أضعاف ما ننتج من الفوسفات ..قدرنا أن ندافع عن هذا وندين ذاك ..وأن نصفق لزيارة (كشك أبو علي) ....

فقط ما أريد أن أعرفه هو شيء واحد : شعور الضباط في مديرية شؤون الأفراد , وهم يحملون ملفات شهداء العملية ...شعور وكيل أول في المدينة الطبية , وهو يمشي في الممر حاملا جثثهم النبيلة والكريمة والطاهرة الشريفة ...وصوت يأتيه من خلف الجدار قائلا : ترفق بهم يا هذا ..فقد كانت العملية قاسية , عليهم ولم يتراجع أي واحد منهم .

فقط ما أريد أن أعرفه , هو رفاقهم في الكتيبة , والذين جاءوا على عجل كي يقومون بتوديعهم , وإلقاء النظرة الأخيرة عليهم قبل تكفينهم ووضعهم في النعوش ....هؤلاء هم الأردنيون الحقيقيون ..هؤلاء هم من أنحني لبساطيرهم ..وأقبل اليد التي صمتت ولم تعد تتحرك ...

هذه هي حياتهم , وهذا هو قدرهم ..أن تطوى ملفاتهم وتحفظ وأن يجلس رفاقهم في كتيبة المهمات الخاصة , بجانب بعضهم ويتبادلون الحديث الصامت , وفجأة ومن دون إخطار تنفجر الدموع في عين واحد منهم ...

صدقوني أن علاقة , من يخوضون الموت سويا والقتال سويا هي أقوى من علاقة من ارتموا , على كراسي المناصب الفاخرة تحت مسميات مهمة ...لأنها علاقة دم ورصاص ..وهل يوجد في العمر اسمى من أخوة الرصاص والعسكرية ؟

ترفق يا سيدي الضابط بملفات الشهداء , غلفها بالنايلون واحفظها في مكان عال جدا ..من الخزانة , ترفق بها فلم يبق لهم من الحياة غير الأوراق ..وصور الدورات , ولتكن يدك حانية وأعرف أنك يا ابن التراب والجيش , ستكون حانيا على صورهم ..وتقاريرهم وكل دوراتهم وسيرتهم العطرة ...وقبل الملف مثلما تقبل جبهة الوالد وتراب البلد , وكسوة الكعبة ..قبله بشفتيك واقرأ عليه من كتاب الله بعض السور القصار ...

واتركني يا بن دمي في حزني العصيب فمنذ أمس وأنا بين دمع ودمع ...وأسأل , لماذا هو الموت وحده يكتب علينا ..ووحدنا يكتب علينا ..لماذا يا بن دمي والتراب ؟

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير