إن القلب ليحزن وان العين لتدمع وإنا على فراقكم يا شهداء الوطن لمحزونون ،لقد جاء خبر استشهادكم كصاعقة على الوطن ولم نصدق ذلك من هول المفاجأة وبشاعة الفعل والمنظر الذي قام به هؤلاء الجبناء، والله انه لتعجز الكلمات ويتفطر القلب ألما وحزناً على فراقكم ، اللهم اجعل في هذه الأيام المباركة بردا وسلاما عليهم مثواهم الجنة مع الأنبياء والصديقين والشهداء، اللهم أنزلهم منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين ، ولعن الله من استباح دماءكم ، تلك الفئة الضالة من صعاليك الأرض اجتمعوا على الشر والرذيلة والإساءة إلى الدين الحنيف.
ما زال أبناء الوطن ينزفون الدماء الطاهرة للذود عن حمى الأردن ، وما زال خفافيش الظلام لا تنام للتخريب والقيام بالأفعال الجبانة ، وهذا يتطلب زيادة الحرص وتحصين كافة المواقع القابلة للتهديد الأمني من خطورة وقوع أية اعتداءات مستقبلية عليها ، قد تشكل خطراً على حياة عسكر الوطن حماهم الله في أماكن عملهم من قبل هؤلاء الأنذال والقتله ، الذين يسعون في الارض فساداً وطغياناً لا يتقون الله بأعمالهم وأفعالهم .
إن هذه الأيام تعتبر يوم الوفاء بالدم للوطن الذين نفخر بعطائهم، وما زالوا يسطرون كل معاني حب الوطن باستمرار الفداء بأرواحهم من اجل رفع وطنهم ، وان هؤلاء شهداؤنا البواسل الأوفياء المخلصون لوطنهم الذين يضربون أروع الأمثلة في الإخلاص والوفاء والتفاني والشجاعة والتضحية ببسالة وحققوا البطولات والانتصارات العظيمة لحماية الوطن، هم شهداء الوطن قدوتنا نقتدي بهم ونسير على دربهم نفدي الوطن بدمائنا وأرواحنا، شهداء الوطن الذين أصبحوا جزءاً من وجداننا وأصحاب مكانة خاصة في قلوبنا وتاجاً على رؤوسنا، وما هي إلا جزء من عقيدتنا الإسلامية في حب الوطن والانتماء له.
إن الأردن يشكل نموذجاً في الدفاع عن جوهر الاسلام الخالي من التطرف والإرهاب ، وسيبقى يقدم الغالي والنفيس لمكافحة الارهاب والتطرف بكافة إشكاله وأنواعه , وان هؤلاء الشهداء عنوان للتضحية والشهادة , عنوان يمثلنا جمعيا , عسكر الوطن انتم أبناء الوطن , رحمة الله عليكم , عشتم أحرار ومتم أحراراً ، وهذا تأكيد لقوله تعالى ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ صدق الله العظيم.
والسؤال الذي يطرح إذا كانت المدارس وجامعاتنا والعشائر وغيرها ، تقوم باستخدام كافة الوسائل المساعدة على التخفيف من ظاهرة الإرهاب الفكري والمادي، فان على الهيئات التشريعية والقضائية ومؤسسات المجتمع المدني والهيئات الاجتماعية والدينية والسياسية والأجهزة الحكومية أن تساعد في تقليل كل من شانه أن يزيد أعمال الإرهاب ، وان يتم محاسبة كل من له أي علاقة بإشكال الإرهاب ، ولذا فانه لابد من أعادة تطوير السياسات والاستراتيجيات الأمنية لمكافحة الإرهاب بكافة صورة وإشكاله .
ومن هنا نشكر ونبارك ونشد على أيدي كل الأوفياء المخلصين من أبناء القوات المسلحة والمخابرات العامة والشرطة والدرك الذين يصلون الليل بالنهار للدفاع عن ثرى الوطن ليبقى قوياً عزيزاً مستقراً وآمناً أمام جشع الطامعين وغدر الغادرين والمتربصين الذين لا يريدون للأردن خيرا.