مر الأردن بعدة مراحل، أجملها فيما يلي : أولها :التأسيس، فقد انتقل من المرحلة البدوية لمرحلة أخرى هي الإستقرار والزراعة، ونشوء الدولة يتطلب ذلك ويتطلب مجتمعات زراعية منتجة.
ثانيها : الإستقلال وقد اكتمل في هذه المرحلة، نشوء الدولة
ثالثها : الحرب ...وكان لابد من اختبار قوة وصلابة الدولة عبر الحرب دفاعا عن المبادىء والقضايا التي تؤمن بها ..وقد خضنا في فلسطين حروبا طاحنة أثبتت قوة الدولة الناشئة، وصلابة المقاتل الأردني وعدالة القضية
رابعا : البناء ...وهي مرحلة يتم من خلالها إنشاء مؤسسات، تكون وجه الدولة وهويتها، وعنوان إنسانها ..وفي هذا الصدد قمنا ببناء نظام صحي عريق، ومؤسسات تعليمية مهمة، ونظام بيروقراطي صارم ..ومؤسسات أمنية يشهد لها الكل.
خامسا : الفيس بوك ..وهو يشكل أدق وأخطر مرحلة من عمر الدولة لأنه يختصر كل المراحل، فعبر الفيس بوك أصبح كل مواطن مستقلا ..ويستطيع أن يكون رأيه بمعزل عن الجماعة ويتجاوز قصة إستقلال الدولة إلى الإستقلال الشخصي.
وعبر الفيس بوك أصبحت الحروب أسهل فمن الممكن أن تطلق النار بأي تجاه، ومن الممكن أن تبدأ الحرب في أي لحظة، من الممكن أن يكون لك (ميليشيات ) وأعوان ...فالطلقة صارت (لايك) ..والقذيفة ممكن أن تختصر في (بوست) ...والصاروخ أصبح (شير) ...
ناهيك عن أن الفيس بوك، يوازي في تطوره من ناحية الإستقرار ..يوازي تطور الدولة حين تنتقل من مجتمع بدوي إلى زراعي ..كيف ذلك؟ شرح الأمر سهل جدا ...فالأردني صار مستقرا، ترك المقهى والأصدقاء وصارت سهرته على (الفيس بوك) ..وهذا بالطبع أدى لارتياح الزوجة نوعا ما.
ناهيك عن الحروب (الفيسيوكية) ..فأنت تستطيع أن تخوض أي حرب تندلع، حول الفساد ..حول المقالات، حل النواب ..وتستطيع أن تشارك بها دون أن يلومك أحد .. لو عاصر (ابن خلدون) الفيس بوك لنسف كل نظريته في نشوء الأمم وتطورها، لأن (الفيس بوك) اختصر مراحل الدولة كاملة فحتى الإغتيال تستطيع ممارسته عبره، وحتى الحب ..والوطنية والمبادىء ...والغضب والمسيرات، كل شيء تستطيع فعله .
لقد أصبح (الفيس بوك) من مقومات السيادة، ومن مراحل تطور الدولة، لا بل التتويج المنطقي لكل مراحل التطور الخاصة بها ..
حمى االله الفيس بوك .
Hadi.ejjbed@hotmail.com
الرأي