في بداية شارع (البحتري)، يوجد مسجد ملحق بالكلية العلمية الإسلامية، وهو مسجد قديم...يأتيه الناس من أبناء
المنطقة ويقيمون فيه صلاتهم، وأمام المسجد يوجد شارع فرعي..وهو مهم أيضا لأن رجلا طاعنا في السن يجلس فيه
أيضا، ويبيع الفواكه وأكياس البلاستيك للمصلين.
بالمقابل في نفس الشارع يوجد فندق، وبه مجموعة من المطاعم ومجموعة من أماكن السهر، وهو فندق قديم، ومعروف...ويرتاده الناس بكثرة، ومن حقه أن يعمل ويستثمر ويؤسس طقسا ليليا للفرح...
الغريب في المشهد، أن المساجد تغلق أبوابها بعد صلاة العشاء وبالتالي تصبح ساحاتها والشوارع التي أمامها فارغة تماما..والسهارى يبدأون نوبات الفرح بعد العشاء..وأنا غالبا ما أركن سيارتي أمام المسجد، لأني أرتاد مقهى هنالك أمارس فيه أقسى أنواع الرياضات الجسدية وهي :- (الهند)...
وحين أنهي جولات (الهند) أعود لأخذ سيارتي، وأكتشف أن ساحة المسجد والشارع الذي أمامه، قد أصبحا مرتعا.. للسيارات الفاخرة، والتي تمتطيها بنات في أول العمر وأول الفرح... مشهد مؤلم بكل تفاصيله، وما يزعجك فيه..أن للكنائس والمساجد في بلادنا حرمة، كما للإستثمار حصانة أيضا..ولا يجوز لمن غادر سهرة بعد الساعة الواحدة، أن يتمختر بكل مستلزمات السهرة أمام مسجد، يذكر فيه اسم االله...ويؤمه الغلابى والمعوزين من أعياهم تعب العمر، لايجوز لمن يملك فائضا هائلا من المال..ويركب أفخم السيارات، أن ينهي سهرته على وقع وخطى من غادروا بعد صلاة العشاء...
أن لا ألوم الفندق، ولا أعاتبه..ولا اتهم السهارى فيه بالمجون فمن يأتي لمكان..فاخر مثل هذا من حقه أن يفرح، ولكني أحزن حين تتحول بوابة مسجد لموقف سيارا فاخرة، تنتظر من أنهوا السهرة على وقع الأنخاب..
هل القصة سوء تخطيط؟ أم سوء إدارة...أم تقاعس محافظ..نحن لا نريد أن ندمر استثمارا كلف الملايين، بالمقابل لانريد أن نخدش حرمة مسجد...
في عمان من حق الفقراء، أن يكون لهم مكان..وورع وتقوى من حقهم أن تكون لهم خطى..مؤمنة، وأن يكون لهم..فرحهم الخاص بالصلاة والعبادة....
المسألة تحتاج لتنظيم، وضمير أيضا.
Hadi.ejjbed@hotmail.com
الرأي