زاوية سناء فارس شرعان
ابعاد ايران عن الحدود الاسرائيلية … !!!
بعد فشل مباحثات روسية اسرائيلية في تل ابيب حول اقتراح روسي لابعاد القوات الايرانية ما لا يقل عن ١٠٠ كم عن خطوط التماس مع الكيان الصهيوني في كل من القنيطرة والجولان تبرز الحاجة لتدخل امريكي للخروج من المأزق الذي آل اليه الوضع سيما وان اسرائيل هددت جهارا نهارا بأنها ستواصل ضرب اي تواجد عسكري ايراني في سوريا وهو الأمر الذي أزم العلاقات بين موسكو وتل ابيب في بعض الاحيان رغم ان روسيا تسعى جاهدة لتحقيق مطالب الكيان الصهيوني والسهر على أمنه …
فاسرائيل لا تتساهل بشأن أمنها وسلامتها ولا تسمح لأي قوات مهما كانت بالاقتراب من حدودها او المساس بمجالها البري او الجوي … فطائرة السوخوي السورية التي اسقطها الكيان الصهيوني فوق هضبة الجولان السورية المحتلة امس الثلاثاء لم تكن بصدد اختراق الحدود الاسرائيلية او قصف مواقع اسرائيلية على الاطلاق لأن سوريا باعتراف اسرائيل لم تطلق رصاصة واحدة على الكيان الصهيوني منذ حرب ١٩٧٣ التي اضافت اسرائيل خلالها احتلال جزء آخر من هضبة الجولان علاوة على ما احتلته عام ١٩٦٧ ..
من المؤكد بما لا يقبل مجالا للشك ان طائرة السوخوي السورية التي اسقطتها اسرائيل كانت تقصف بعض فصائل المقاومة السورية في جنوب سوريا التي عكف الطيران الروسي والسوري على قصفها طوال الاشهر الثلاثة الأخيرة والكيان الصهيوني يعرف ذلك حق المعرفة ورغم ذلك اسقط الطائرة السورية التي لم تدخل المجال الجوي الاسرائيلي بل اوشكت ان تدخل هذا المجال ..
وطوال الثورة الشعبية السورية لاسقاط النظام واقامة نظام آخر على انقاضه يقوم على الديمقراطية والتعددية السياسية الحرية وحقوق الانسان دأبت اسرائيل على ضرب مواقع عسكرية ايرانية في مختلف انحاء سوريا كما دأبت على ضرب قوافل من الاسلحة التي ارسلتها ايران لحزب الله في لبنان عن طريق سوريا …
الكيان الصهيوني حريص على اخراج القوات الايرانية من جميع الاراضي السورية لأن اي تواجد عسكري ايراني في سوريا من شأنه تهديد أمن اسرائيل الأمر الذي لا يمكن قبوله من قبل حكام الكيان الصهيوني.
وتشترط اسرائيل على روسيا كذلك عدم وجود قوات او ميليشيات ايرانية ليس في سوريا فحسب وانما على الحدودالسورية العراقية كذلك حيث تعمل اسرائيل على تحقيق المطالب الامريكية باغلاق الطريق البري بين طهران وبيروت عبر بغداد ودمشق ما دفع اسرائيل الى التشدد في مطالبها ورفض الاقتراح الروسي بشأن ايران الظرف الراهن الذي يشهد توترا في العلاقات الايرانية الامريكية وتصعيدا في التصريحات المتبادلة خاصة فيما يتعلق بالتهديد بالحرب واغلاق مضيق هرمز اذا لم يسمح لايران بتصدير نفطها واصرار امريكا على فرض الحصار على ايران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي …
الكيان الصهيوني يستغل اي خلاف بين امريكا وايران للتحريض على الأخيرة وطالما طلبت تل ابيب بضرب المنشآت النووية الايرانية وتدميرها لضمان عدم حصول ايران على السلاح النووي رغم ان تل ابيب تملك اكثر من ٢٠٠ قنبلة نووية وهو ما يضاهي الترسانة النووية البريطانية التي تعتبر ثالث قوة نووية في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا حيث تمكنت من صناعة القنبلة النووية عام ١٩٥٣
اسرائيل رفضت دوما ابرام الاتفاق النووي مع ايران وعملت على اقناع الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما بعدم ابرام الاتفاق وكانت المحرض الرئيسي للرئيس ترامب للانسحاب من هذا الاتفاق ولانسحاب ايران من كافة انحاء سوريا … !!!