زاوية سناء فارس شرعان
جنوب العراق والثورة على ايران … !!!
الاحداث التي يشهدها جنوب العراق بدءا من من البصرة والناصرية والديوانية والسماوه وذي قار وصولا الى بغداد في الأونة الأخيرة كشف عن حقيقة هائلة لم تكن في الحسبان تتمثل في رفض شيعة العراق وهم الغالبية الساحقة في جنوب العراق لما يعرف بسياسة الهيمنة الايرانية وتصدير الثورة الى العديد من الاقطار العربية رغم الاعتقاد السائد بان شيعة جنوب العراق هم وقود السلطة الايرانية في تحقيق توسعها في الوطن العربي وبسط سيطرتها على العالم الاسلامي.
وما يؤكد اكتشاف هذه الحقيقة الهتافات التي صدحت بها حناجر الجماهير في جنوب العراق بمطالبة ايران برفع يدها عن الجماهير الشيعية في العراق باعتبارهم عربا اولا واخيرا رغم كونهم ينتمون للمذهب الشيعي ..
فجماهير جنوب العراق في ثورتها ومظاهراتها لم تكن تهدف لتحقيق اهداف سياسية تخدم التيارات والاحزاب وانما كانت في تحركها تستهدف تحسين مستوى المعيشة وتوفير كافة الخدمات وتحسينها لجميع المواطنين في الشمال والجنوب … من هنا كانت تحركاتهم مطلبية لتلبية الاحتياجات ولهذا السبب لم يهتفوا للاحزاب والتيارات السياسية التي كانت تميل في غالبيتها الى تأييد التدخل الايراني في العراق لتحقيق الهيمنة والسيطرة …
اما الاحزاب وفي غالبيتها الساحقة تطلعات شيعية تميل الى ايران وتأييد توسعها على حساب الارض العربية اوجد بونا شاسعا بين الجماهير المطالبة بتوفير الخبز والعيش الكريم في بلد يتمتع بثروات هائلة لا تقتصر على البترول والثروة المعدنية وانما تشمل مقدرات صناعية وزراعية وثروات هائلة تحت الارض وفوقها كالمياه التي تعتبر عملة نادرة لا تتوفر الا في العراق بالاضافة الى غابات النخيل التي يستخرج منها العراق نحو ٩٠ في المائة من تمور العالم التي تصدر لمختلف الدول في الشرق والغرب.
في مظاهرات او ثورة جنوب العراق لم تلعب الاحزاب والتيارات السياسية العراقية دورا مهما بعد ان الغت الجماهير دورها وركزت على معيشة المواطن وابتعدت عن الاهداف والتوجهات السياسية التي تتاجر بها الاحزاب لتحقيق مصالح صنيعة لها على حساب الاغلبية الساحقة من الشعب.
في حقيقة الامر تأثر شيعة جنوب العراق بعدد من الشخصيات وقادة التيارات والاحزاب العراقية خاصة الشيعية وفي مقدمتهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي طالب ايران علنا بعدم التدخل في الشؤون العراقية مؤكدا ان شعب العراق اعلم بمصلحته واقدر على تحقيق اهدافه وغاياته ،،، موقف الصدر وتياره شجع المئات من شيعة جنوب العراق على الانتصار لهويتهم القومية على حساب انتمائهم الطائفي … فكون سكان جنوب العراق شيعة لا يلغي قوميتهم العربية التي ينتمون اليها منذ الاف السنين كما ان كونهم شيعة لا يعني تبعيتهم لايران بأي حال من الاحوال …
انتماء شيعة العراق لقوميتهم العربية يعتبر نقطة فارقة في تاريخ العراق الحديث حيث كانت ايران ولا تزال تهيمن عليهم كونهم شيعة يدينون لها بالولاء … وهكذا تمكن نوري المالكي من تسلم مقاليد الامور من خلال موالاته لحكم الملالي في ايران وهو الهدف الذي يسعى كل شيعي مسيس لتحقيقه.
الا ان ثورة جنوب العراق وضعت حدا للتغول الايراني في العراق بحيث تمكنت بعض القيادات الشيعية من الخروج من الشرنقة وشق عصا الطاعة على النفوذ الايراني ما يبشر بنهضة عراقية جديدة تضمن وحدة العراق شيعة وسنة وتمهد لعودة ولاء الاكراد لتراب العراق الأمر الذي يعيد للعراق مركزه القيادي في الوطن العربي … !!!