الدكتور ابو غزالة: " الشبكة العربية للإبداع والابتكار، مستقبل أمة.. " أورنج الأردن تشارك في ملتقى "تعزيز مشاركة المرأة ذات الإعاقة اقتصادياً في القطاع الخاص" حالة الطقس المتوقعة الخميس والجمعة الحياري: الاحترام الذي يتمتع به الأردن وقيادته شجعت حلف الناتو على فتح مكتب له في عمان الأمن: مقتل شخص طعنا في القويسمة بالعاصمة عمان “التعليم العالي” تطلق أولمبياد اللغة الإنجليزية العالمية للجامعات 2024 جيدكو و نهر الأردن توقعان 159 اتفاقية منح لمزارعين وزير ة الاستثمار تبحث مع سفيرة رواندا سبل التعاون في مجالات الاستثمار أبو السمن يتفقد عددا من مواقع العمل في محافظة البلقاء هل قناة" المملكة" إضافة للإعلام الأردني؟ وزير الداخلية يزور المعهد المروري الأردني المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة ورشة عمل عن حقوق الإنسان في الأردن والدور الأمني لحمايتها متخذ القرار والوضع الإقتصادي... 54 شهيدا بثلاث مجازر يرتكبها الاحتلال بقطاع غزة خلال يوم ارتفاع أسعار النفط عالميا المنتخب الوطني لكرة القدم بالمركز 68 عالميا مهرجان جرش ينظم ملتقى الفن التشكيلي دعما لأهالي قطاع غزة أستراليا: أي بديل عن حل الدولتين غير مقبول الأشغال تباشر العمل بمشروع صيانة وتعبيد طريق المدورة - معان
كتّاب الأنباط

التمتع بالقسوة..

{clean_title}
الأنباط -

وليد حسني

 

غالى النواب كثيرا في قسوتهم على الحكومة على مدى خمسة ايام شبعت الحكومة فيها شتما وقسوة لتفوز بالثقة التي تشبه "إبل سعد" في المثل العربي الجاهلي الشهير"أوردَها سعدٌ وسعدٌ مشتمل، ما هكذا تورد يا سعدُ الإبل".

وبدت القسوة النيابية ممتعة لأهلها ولأصحابها، فقد كان القساة من على منبر الخطابة يؤدون دورا غاية في المتعة القاسية التي كانت قريبة جدا من رئيس الوزراء ووزرائه، فعلى بعد اقل من مترين فقط كان الرئيس الرزاز يحس بالأنفاس الساخنة للنواب وهم يتناوشونه قدحا وذما ونقدا، ولم يملك أية خيارات غير فضيلة الصمت والإستمتاع وباهتمام يحسد عليه لكل ما نفثه النواب من عُقَدٍ، ولا اظنه خطر على باله استذكار محفوظاته من القران ليستذكر"من شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد ".

بعض النقد النيابي القاسي كان في مكانه تماما، ويلامس بحق المعنى الدستوري للرقابة النيابية على الحكومة، لم يكن ثمة شطط في مقولات نواب حاولوا التمركز في صندوق النقد السياسي، والاكتفاء بحراثة البيان الحكومي، وربط الحكومة الحالية بوقائع المجتمع الأردني، وانهيالات واقعنا السياسي والاقتصادي، والتأسيس على ذلك لإستشراف مستقبلنا المجهول.

لقد كانت ثمة مفاصل يتم نسفها تحت القبة بخطاب نقدي نيابي مقبول لا احد يمتلك ترف رفضه او بناء النقد على النقد، لكن وفي الواجهة الأخرى ثمة الكثير من اللغة الجارحة التي لا تحتكم للمعقول السياسي، بالقدر الذي كانت تهَوَّمُ فيه شذر مذر في قضايا لا تخدم موضوع الخطاب الحكومي، والوظيفة البرلمانية في شيء.

هناك على خاصرة العبدلي ومساء الخميس انتهت ايام تعداد المثالب والمناقب، وانفض سامر عُكاظ على اعتماد بيان الحكومة وخططها، وما سيبقى عالقا بانتظار إعادة الإختبار مجددا هو تلك التعهدات التي أطلقها عشرات النواب بالعودة مجددا لمحاسبة الحكومة وتعداد منجزاتها فيما يعرف بــ"مهلة المئة يوم".

هذه المهلة لم تكن في يوم من الأيام مسطرة عمل للنواب للعودة لمحاسبة الحكومات السابقة والحالية، وفي كل مناسبة شبيهة بتلك المناسبة فان النواب يلوذون بتلك المهلة العصية على التطبيق لتبرير منحهم الثقة للحكومة، حتى تكر الأيام طولا وعرضا، وحتى تنسى الحكومة كم لبثت في كهف السلطة لطول الأمد، ولا يستذكر النواب مهلة المئة يوم، ولا يجرأون عادة على استذكارها ومتابعة تفاصيلها يوما بيوم، هناك على خاصرة العبدلي ومع كل حكومة لا يستذكر أحدٌ من النواب مسطرة الإمهال والإرجاء والفرص، و"العطوة" التي استخدمها اكثر من نائب وكأن ثمة ثأر بين السلطتين يستدعي تطبيق الموروث القبلي على مهمة دستورية لا علاقة لها بعباءة الشيخ، وجدائل الشهود.

 

غادرت الحكومة خاصرة العبدلي وهي ترفل بالثقة المريحة، وذهب رئيس الوزراء بشعبية اوسع مما أتيحت لسلف له، مما يدفع به دفعا هو وفريقه الوزراي لإبتداع الإبداع، ومسابقة الزمن باتجاه الناس الذين ينتظرونه على كل مفرق طرق ليحسوا بان ثمة تغيرا يصيب تفاصيل أيامهم، ويخفف عليهم قليلا مما فرضته حكومات الجباية الأخيرة عليهم.

الرئيس الرزاز وفريقه الوزاري أمام أكثر الإختبارات صعوبة وتحديا وقسوة، وهو اليوم يدخل في أخطر الإختبارات التي يمكن لحكومة ان تشهدها، فلا مجال امامه للتسويف، والمماطلة، والكذب على الناس، فقد جاء وهو يحمل إرثا ثقيلا مزدوجا يتمثل أولا بوراثته لحكومة جباية أشبعت المواطنين قسوة وتقتيرا وإفقارا، ولأنه ــ ثانيا ــ جاء نتيجة اعتصامات وتظاهرات الدوار الرابع والمحافظات الأخرى، مما اظهره هو وحكومته وكأنه جاء بإرادة الناس الغاضبين والمحتجين وكأنه خيارهم الذي تظاهروا من أجله، وهذه هي الطامة الكبرى.

هذان العاملان يجعلان من الحكومة الحالية وكأنها بالون اخذ كفايته من الهواء ليحلق عاليا، وحتى يضمن التحليق الآمن عليه التخلص من الكثير من الخيوط التي تمسك برقبته، هذه الخيوط هي التي تمثل الإختبار الصعب والقاسي، وليس لديه أية فرصة للتمتع بترف الوقت، فعيون كل المواطنين تنظر اليه بعين المنتظر المتربص والمحكوم بالأمل.

قال رئيس الوزراء كلاما مهما عن الأمل، وعن برامج عملية سينجزها في أقرب وقت، وقد صدّقه الناس، وركنوا لكلامه ووعوده بانتظار الوفاء بها، وعلى الرئيس وحتى ينقذ نفسه من ردات الفعل الشعبية المقبلة عليه سريعا تحقيق كل ما قاله، أو مصارحة الناس بما لا يستطيع فعله حتى ينقذ نفسه، فمنذ أيار الماضي وتحديدا اضراب 30 أيار تغيرت قواعد اللعبة بين الناس من جهة والحكومة من جهة أخرى، وربما أنها على وشك التغير الجذري بينها وبين الدولة..

لقد تمتع النواب بقسوتهم بالقرب من الرئيس الرزاز وفريقه الحكومي، لكنه يمكنه الرد على تلك المتعة القاسية بتحقيق منجزات يواجههم بها ويتركهم أمام الناس ليتمتع الشعب بالقسوة وهو ينتقدهم، فقد كان احد المطالب الرئيسية للمحتجين في الدوار الرابع إقالة السلطتين التشريعية والرقابية معا، فذهبت إحداهما ومكثت الثانية لبعض الوقت وليس كله..//