منذ سنين طويلة، والتحذيرات تنهمر إزاء ما يجري تحت الحرم القدسي، والمسجد الاقصى، حصرا، من حفريات، وانفاق، دون ان تتوقف اسرائيل عن هذه الممارسات.
هذه الحفريات خطيرة جدا، لانها تؤدي الى خلخلة كل البنية الترابية والصخرية تحت الحرم القدسي، وعند حدوث اي هزة، او محاولة تفجير، في اي موقع، فإن انهيار المسجد الاقصى، امر يعد واردا، وبرغم هذه الكارثة الجارية يوميا، الا ان العالمين العربي والاسلامي، يتفرجان وكأن الامر لا يخصهما.
آخر هذه التحذيرات، تحذير المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، مما سماه كارثية الحفريات التي تجريها سلطات الاحتلال في منطقة القصور الأموية، أسفل الجزء الشمالي من مبنى الـمتحف الإسلامي، الواقع في الجانب الغربي من المسجد الأقصى المبارك، واشار المفتي في بيان له، يوم امس الثلاثاء، الى ان هذه الحفريات سوف تتسبب بخلخلة الأبنية الإسلامية الموجودة في المنطقة جميعها، ومن ثم هدمها، لتغيير هوية المدينة المقدسة، وتهويدها بالكامل، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال تتظاهر بالتفتيش عن أساسات الهيكل المزعوم.
اسرائيل وبرغم عدم وجود اي ادلة، على وجود الهيكل، الا انها مصرة على البحث في هذه المنطقة تحديدا، ومنذ عقود وهم يبحثون، عن اي دليل على وجود هذا الهيكل، الا ان لا دليل ماديا على وجوده، هذا على افتراض انه كان موجودا فعليا، في فلسطين كلها، ذات يوم، واضافة الى ما سبق، يبدو السيناريو واضحا، اذ ان عدم وجود ادلة او بقايا من الهيكل، يقود اسرائيل الى مخطط تجهيز الحرم القدسي، او المسجد الاقصى، من اجل الهدم في ظل ظروف طبيعية، توطئة لاقامة هيكل جديد.
حتى علماء الاثار الاسرائيليين، يعلنون وبشكل واضح، انهم لم يعثروا على اي دليل على وجود هذا الهيكل، بل ان بعضهم نفى وجوده من الاصل، وبعضهم نفى وجوده في هذا الموقع، مفترضا انه قد يكون في موقع آخر في فلسطين، واخرون خلطوا الدين بالعلم، ويواصلون الحفر تحت الحرم القدسي، وهذه المنطقة حصرا، التي تعد من اقدس مواقع المسلمين في العالم، لكونها القبلة الاولى وثالث الحرمين الشريفين.
في كل الاحوال لابد من منع عمليات الحفر تحت الحرم القدسي، لان هذه العمليات المتواصلة ستؤدي لاحقا الى كارثة، ولن ينفع عندها الغضب، في اللحظة التي نرى فيها- لاسمح الله- المسجد الاقصى وقد تهاوى كليا او جزئيا، خصوصا، ان هناك جماعات ارهابية في اسرائيل مستعدة لتنفيذ عمل ضد الاقصى، من اجل الوصول الى تلك اللحظة، اي اقامة هيكل سليمان.
تحذير المفتي، وقبله تحذيرات خبراء مسلمين وعرب وفلسطينيين، وتحذيرات المقدسيين، واوقاف القدس، كلها يجب ان تحظى بوقفة عندها، بدلا من اعتبار الامر عملا يوميا عاديا، من اعمال اسرائيل في منطقة، تفرض عليها الوصاية والاحتلال والادارة والتبعية ايضا.
يحفرون تحت الاقصى، ويتركون لنا المونديال، حتى نتشاغل وننشغل، بعد ان تاهت البوصلة، وبتنا عرب التيه، بما تعنيه الكلمة حرفيا، ظاهرها وباطنها.
الدستور