البث المباشر
بعد ليلة من الصمود.. النشامى إلى نصف النهائي لمواجهة السعودية المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها فتح باب التقديم للدورة الأولى من جائزة زياد المناصير للبحث العلمي والابتكار الصحة العامة .. من خدمة اجتماعية إلى ركيزة أمن قومي الكهرباء الأردنية تؤكد سرعة استجابتها للبلاغات خلال المنخفض الجوي الأرصاد: تراجع فعالية المنخفض واستقرار نسبي على الطقس وزارة الإدارة المحلية تتعامل مع 90 شكوى خلال الحالة الجوية توقف عمل "تلفريك" عجلون اليوم بسبب الظروف الجوية إخلاء منزل في الشونة الشمالية تعرض لانهيار جزئي أجواء باردة في أغلب المناطق حتى الاثنين المصدر الحقيقي للنقرس دراسة : الاكتئاب الحاد مرتبط بخلل المناعة كيف يمكن لوضعية النوم أن تهدد الصحة الجسدية والعصبية؟ انطلاق مرحلة قرعة الاختيار العشوائي لبطولة كأس العالم فيفا 2026 إدراج شجرة زيتون المهراس على قائمة التراث الثقافي غير المادي الارصاد : تراجع فاعلية المنخفض الجمعة... التفاصيل للايام القادمة. الأردن والإمارات: ضرورة الالتزام بوقف النار في غزة وإدخال المساعدات 4 وفيات من عائلة واحدة بتسرب غاز مدفأة في الزرقاء الأرصاد: الأمطار تتركز الليلة على المناطق الوسطى والجنوبية وزارة الأشغال تطرح عطاء لإعادة إنارة ممر عمّان التنموي بالطاقة الشمسية

فرنسا … في اوجها والقها … !!!

فرنسا … في اوجها والقها …
الأنباط -

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

ترددت كثيرا في كتابة هذا الموضوع سيما وان الصحف والمواقع والفضائيات تتحدث عن الاولمبياد علي مدار الساعة بل ان بطولة العالم بكرة القدم التي بدأت في روسيا منذ روسيا اكثر من شهر تستحوذ على وسائل الاعلام في المشرق والمغرب الا ان انتزاع فرنسا لكأس العالم بكرة القدم في المباراة الأخيرة التي جرت مع كرواتيا في موسكو حضرني الى الكتابة دون تردد …

فالرياضة غدت جزءا من النشاط العالمي كغيرها من النشاطات الصناعية والزراعية والسياحية والثقافية والادبية بل ان بعض أمم العالم تتباهى بما حققه وتحققه على صعيد الرياضة وخاصة كرة القدم التي تحولت الى لعبة تكاد تحتكرها امم اوروبا الغربية وامريكا الجنوبية …

وعندما نتحدث عن الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا اول ما يتبادر الى اذهاننا البرازيل والارجنتين والاورغواي واسبانيا وايطاليا والبرتغال وفرنسا والمانيا وهي الدول التي استأثرت بكأس العالم طوال دوراته التي عقدت في عدد من عواصم ومدن العالم الشهيرة … فقلما نشهد احدى دورات هذا المونديال في غياب احدى المنتخبات المعروفة عاليما … وكيف بمنديال يعقد في غياب ايطاليا وهولندا واقصاء الارجنتين والبرازيل واسبانيا والبرتغال التي تتابعها جماهير كرة القدم في مختلف اقطار الارض.

واذا كنا نعرف بان الرياضة كغيرها من الفنون التي تتسابق الامم لتحقيق الانجازات بشأنها فيجب ان لا نفرق بين شعب او آخر او دولة واخرى على صعيد ممارسة لعبة كرة القدم.

وينبغي ان لا نعطي الافضلية للدول الكبرى او المتقدمة صناعيا وعسكريا واقتصاديا … فكرواتيا يجب ان تعامل كالصين التي يبلغ عدد سكانها اكثر من مليار نسمة فيما لا يزيد عدد سكان كرواتيا عن ثلاثة ملايين … كما ان الاورغواي هي من افضل منتخبات العالم بكرة القدم لا يصل عدد سكانها الى ثلاثة ملايين في حين ان الهند التي يقارب عدد سكانها المليار نسمة لا يمتلك مثل منتخب الاورغواي…

واذا كانت المنافسة بين شعوب العالم للفوز بكأس العالم تتم على اساس العدل وعدم التمييز بين هذا المنتخب او ذاك على اساس القوة العسكرية والاقتصادية فان ذلك ينبغي عدم تجاوز الفوارق بين الامم والشعوب … فهناك شعوب لم تلعب اي دور في التاريخ بل ان بعض الدول من الصعب ان تهتدي الى موقعها على الخريطة فيما هناك دول معروفة تاريخيا وجغرافيا وحضاريا بناء على الدور الذي يعتبر في الحضارة الانسانية واسهامها في النهضة العالمية علميا واقتصاديا وثقافيا…

صحيح ان الحسم في النهاية يقوده للاحتراف في ممارسة لعبة كرة القدم وخبرة بعض المنتخبات الطويلة بهذا الشأن مثل منتخبات دول اوروبا الغربية وامريكا اللاتينة وهي التي تشارك في الاولمبياد كل ٤ سنوات ولكن مشاعر الناس غالبا ما تميل الى هذا الفريق او ذاك فيما ينحاز البعض الى الدولة التي ينتمي الىها المنتخب وفقا لاهمية الدلة واهميتها ومقدراتها السياسية والاقتصادية والسياحية والحضارية.

ففي حالة المباراة النهائية على كأس العالم بين كرواتيا وفرنسا نجد الفرق الهائل بين الدولتين … فكرواتيا اقليم صغير من اقاليم يوغسلافيا السابقة لا يتجاوز سكانه الثلاثة ملايين وهي انه متخلفة اقتصاديا وسياسيا رغم ان امرأة تحكمها الأمر الذي يعد انجازا سياسيا كبير …

اما الدولة المقابلة فرنسا فهي احدى الدول المتقدمة في العالم السياسي واقتصاديا واجتماعيا وهي احد الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي ومن دول النادي الذري والتي ساهمت في انهاء الحربين العالمية الاولى والثانية.

وفرنسا على قوتها العسكرية والاقتصادية اسهمت في تطوير الحضارة والمدنية فابتدعت المقاييس والمعايير التي استمدتها دول العالم علاوة على انها غيرت وجه التاريخ من خلال ثورتها التي غيرت وجه الارض ونشرت الحرية والاخاء والمساواة والعدالة والديمقراطية والتعددية …

ولعل ما يضاعف فرحة فرنسا بفوزها بكأس العالم للمرة الثانية ان هذا الفوز يصادف ذكرى اليوم الوطني الفرنسي في الرابع عشر من شهر يوليو تموز وهي ذكرى الثورة الفرنسية او ما يعرف بيوم الباستيل حيث تحررت فرنسا من الظلم والطغيان واضحت في مقدمة دول العالم تأييدا لتحرير الشعوب وخلاصها من الظلم والاضطهاد … !!!

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير