زاوية سناء فارس شرعان
ثورة العطش في ايران … !!!
تشهد ايران حاليا ثورة متصاعدة بسبب نقص مياه الشرب ومياه الري في ضوء الجفاف الذي يضرب هذا البلد والذي يشهد ثورة صاخبة في العديد من المدن والقرى لتعويض النقص في مياه الشرب ومياه الري بسبب الجفاف …
بالاضافة الى توفير الخدمات الاخرى تشهد ايران ثورات صاخبة بحثا عن المياه في بعض المناطق … وتنحصر موجة العطش في اقليم عربستان العربي الذي انتزعته ايران بعد الحرب العالمية الاولي والحقته بالدولة الفارسية … هذا الاقليم الذي توجه فيه ٥ أنهر ولكنه يعاني من العطش بعد ان حولت السلطات الايرانية مياه الانهار فيه الى اقاليم اخرى ما ادى الى جفاف هذه الانهار ….
اقليم عربستان او الاهواز او المحمرة وعاصمته عبادان يقع في الجنوب الغربي من ايران ويمتد مئات الاميال على الشاطئ الشرقي للخليج العربي غني بانتاج النفط الذي يعتبر عصب البترول الايراني وهو عبارة عن سهول مترامية الاطراف تجري فيها خمسة انهار ما يوفر موارد مائية وفيره للشرب ولري المزروعات … وقد زار كاتب السطور سهول الاحواز حيث يجري نهر قارون الذي يصب في شط العرب الذي يتكون بعد لقاء دجلة والفرات ..
الجفاف الذي تشهده ايران جراء انحباس الامطار العام الماضي واستهلاك كميات كبيرة من مياه السدود بسبب الجفاف في فصل الصيف انعكس على نقص المياه بشكل كبير في ايران وخاصة في اقليم عربستان او الاحواز فعانى الناس من العطش وعانت المزروعات من نقص مياه الري فعاشت مدن الاحواز وعبادان صيفا بلا مياه ما ادى الى اندلاع ثورة شعبية عارمة منذ اكثر من اسبوعين لم تسلط الاضواء عليها رقم قمع المظاهرات الشعبية بشدة ما ادى الى سقوط اعداد كبيرة من الضحايا بالاضافة الى انتشار النيران في المحاصيل الزراعية التي تعاني نقصا في مياه الري..
اهالي الاحواز يطالبون بتوفير المياه اللازمة للشرب وللري بدلا من انفاق الاموال الكبيرة على سوريا بلا طائل وتجويع الايرانيين على اختلاف شعوبهم وقومياتهم ويطالبون كذلك برفع المستوى المعيشي للسكان وتنفيذ المشاريع المدرة للدخل في مختلف الاقاليم وعدم التمييز بين اقليم وآخر وتفضيل بعضها على البعض الآخر حيث تمارس التفرقة الطائفية والمذهبية ضد اقليم عربستان حيث تحول انهاره للاقاليم الاخرى وحرمان الاقليم منها ما ادى الى الجفاف الذي تعيشه البلاد حاليا ..
ايران مقبلة على ظروف استثنائية في مختلف المجالات لا سيما الاقتصادية في ضوء ما ينتظرها من وقت لتصدير نفطها في ضوء الخطة الامريكية لمنع تصدير النفط الايراني بعد انسحاب امريكا من الاتفاق النووي واعادة فرض الحصار على ايران في شتى المجالات … كما ان اصرار ترامب على اخراج القوات والميليشيات الايرانية من سوريا لتحقيق أمن اسرائيل واستقرارها قد تستنزف بعض الموارد الاقتصادية والمالية التي تعتبر ايران في امس الحاجة اليها لتحقيق التنمية في البلاد وتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للسكان وتنفيذ المشاريع التي توفر المزيد من الوظائف وفرص العمل لابناء البلاد ما يهدد الوضع في ايران بالزيادة في السوء والتدهور وينعكس علي الوضع الايراني سياسيا واقتصاديا وعلميا واجتماعيا ويهدد بانقلاب الامور على كافة الصعد.
ايران يجب ان تعدل بين مختلف الاقاليم والشعوب والطوائف … ومعاناة اقليم الاحواز من العطش الذي يصيب السكان والمزروعات امر غير مقبول ويدل على عنصرية سافرة وغير مقبولة في هذه الدولة التي لا تخفي اطماعها التوسعية في الدول العربية وخاصة سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين والسعودية … !!!