1500 إرهابي.. الأمر بسيط
بلال العبويني
قدر قائد المنطقة العسكرية الشمالية العميد خالد المساعيد أعداد إرهابيي داعش المتواجدين في حوض اليرموك داخل الأراضي السورية من 1000 إلى 1500 إرهابي، وهؤلاء منهم من عناصر جيش خالد الموالية لتنظيم داعش الإرهابي.
منذ سنوات، وهذه المجموعة الإرهابية المجهزة بعتاد وأسلحة ثقيلة، تحت نظر القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، فهم تحت السيطرة المحكمة بما لا يترك لأي منهم تشكيل أي تهديد على حدودنا الشمالية.
اليوم، وبعد آن آلت السيطرة على مختلف مناطق الجنوب السوري للجيش العربي السوري، فإنه من الممكن القول إن هذه المجموعة الإرهابية وبهذا العدد لا تشكل خطورة كبيرة سواء على الأردن أو حتى على الجنوب السوري، إذا ما كان هناك اتفاق وتخطيط مسبق لإنهاء وجود هذه المجموعة الإرهابية.
من جهة الحدود الأردنية، قلنا إن المجموعة الإرهابية تحت نظر وسيطرة القوات المسلحة الأردنية وهي بمعنى أنها محاصرة من جهة الأردن، ويمكن أن تشتد عليها الرقابة والحصار من قبل قوات الجيش العربي السوري وقوات حليفه الروسي؛ وهذا الأخير ثمة مهمة لديه وتكمن في العمل على ضمان أن تشدد قوات الاحتلال الإسرائيلي الرقابة والحصار على قوات خالد المرابطة قرب الأراضي المحتلة.
عند ذاك، وإذا ما تشكلت القناة والاتفاق والتنسيق المسبق، فإن أمر قوات خالد الموالية لداعش في تلك المنطقة يكاد يكون منتهيا إما بالهزيمة العسكرية وإما بالترحيل إلى إدلب شأنهم في ذلك شأن بقية الفصائل المسلحة والإرهابية التي اختارت من قبل ترك السلاح واللجوء إلى محافظة إدلب التي يتجمع فيها اليوم الغالبية العظمى من الإرهابيين بانتظار الانتهاء منهم عندما تحين ساعة الصفر لانطلاق المعركة الكبرى لتحرير إدلب.
لقد احتمت قوات خالد الإرهابية وغيرها من العناصر الإرهابية كجبهة النصرة بالجيش الإسرائيلي باتخاذها من مناطق القنيطرة السرية والمناطق المحاذية للأراضي السورية المحتلة في الجولان.
وظلت على مدار السنوات الماضية تتلقى الدعم اللوجستي وغيره من جيش الاحتلال الإسرائيلي، باعتبار أنها لم تعلن في يوم من الأيام أن الاحتلال الإسرائيلي يشكل لها عدوا، إلى الحد الذي وصل بأحد من عرف بنفسه بقيادي بالجيش الحر المقرب من جبهة النصرة إلى المراوغة والهروب من الإجابة كثيرا عندما سأله مذيع في لقاء تلفزيوني "هل ستواجهون الجيش الإسرائيلي في حال قرر اجتياح مناطق بالجنوب السوري؟".
اليوم، الواقع تغير وما يجب أن يطول بقاء جيش خالد الإرهابي في المنطقة، إذ لا بد من المسارعة إلى إنهاء وجوده عبر توافق وتخطيط وتنسيق سابق ومشترك بين مختلف الأطراف، وأظن أن الأمر ممكن حتى وإن لم توافق قوات الاحتلال الإسرائيلي على ذلك.
فالأمر لا يحتاج كما قلنا إلا إلى قرار سياسي، حتى تصبح بعده قوات خالد الإرهابية ذكرا بعد أثر، ويرتاح الأردن وسوريا على وجه الخصوص من أي تواجد إرهابي على طول مساحة الجنوب السوري ليتمكن المواطنون السوريون من العيش بأمان واستقرار، وليتمكن الجانب الأردني والجانب السوري من عودة الحياة إلى طبيعتها دون قلق من أي تواجد للإرهابيين قد يعكرون في يوم صفوة الحياة التي تحتاجها الدولتان وأجهزتهما العسكرية والأمنية والحكومية ويحتاجها قبل ذلك السكان القاطنون على مقربة من شريطي الحدود.//