الملكية: لا تغيير على جدول رحلات الشركة “مهرجان جرش” ينظم “ملتقى الفن التشكيلي” دعماً لأهالي قطاع غزة أجواء صيفية عادية في أغلب المناطق اليوم وغدا وفيات الجمعة 19-7-2024 استشهاد 10 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال منزلين وسط قطاع غزة "عندما يلتقي الشرق بالغرب" الفنان التونسي محمد الجبالي يشارك في “جرش” 2024 هل من الآمن تناول الجبن بعد تعفنه؟ تسبب السكر والسكتة القلبية .. ما هي متلازمة كوشينغ؟ هل تحمل القطط الأليفة مفتاح مكافحة السمنة؟ علامات تشير إلى إدمان السكر رصد فيروس يسبب شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في غزة الخارجية تستدعي السفير الهولندي في عمّان وتوجه رسالة احتجاج لحكومة بلاده الأمن العام يطلق محطة التوعية المتنقلة ضمن حملته المرورية بني مصطفى: مذكرة التفاهم تهدف لترسيخ الشراكة واستمرار التعاون مع البلقاء التطبيقية انقطاع جزئي مؤقت في الخدمات الرقمية وتطبيق "سند" يومي 19 و26 تموز وزير الخارجية يلتقي نظيره المصري سفارة جنوب أفريقيا ومبرة أم الحسين تحتفلان باليوم الدولي لنيلسون مانديلا الأردن يدين إقرار الكنيست الإسرائيلي لمقترح يعارض ويستهدف منع إقامة الدولة الفلسطينية الجامعة العربية تدين إعلان الكنيست الإسرائيلي برفض إقامة دولة فلسطينية
عربي دولي

ترامب: بوتين «منافس» وليس «عدوًا»

{clean_title}
الأنباط -

قمة ترمب – بوتين تحسم الوجود الايراني  في سوريا

ترامب: بوتين «منافس» وليس «عدوًا»


 

 

الاتباط - مامون العمري

 

يبدو الملف السوري من اكثر الملفات حضورا في المشهد المقترب والقمة الموعدة يوم  السادس عشر من هذا الشهر في هلسنكي بين الرئيس الامريكي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين ،  رغم ان الكثير من المراقبيين يجد ان واشنطن خرجت من الملف السوري ولم تعد ذات اثر دبلوماسي او سياسي ، وكذا في المشهد العسكري في الداخل السوري الا من  قاعدة التنف ، وقواعد اخرى

الانباط في ملف اليوم تقدم الرؤية الامريكية التي ستعرض في قمة هلنسكي ( قمة ترمب – بوتين )  ونحن نعمد الى الاخذ بقراءات امريكية وروسية مترجمة من بعض الصحف ، وكذلك الى تحليل ما بين ايدينا من معطيات وتصريحات  ، وما لدى ذاكرة التاريخ من معلومات نستطيع ان نجعل منها مراجع استهلالية لاستشراف سيناريوهات الغد في سوريا التي ذبحت مع اشراقة كل شمس صباح قبل ما يزيد عن سبع سنوات .

وامام القمة المنتظرة يقف العالم في حالة من الترقب والحذر ، لكن القلق الابلغ سيكون في الاطراف ذات الغلاقة بالازمة السورية جوارا  وفاعليين في المشهد ،فمثلا وانقل هنا عن رويترز يشعر نواب وخبراء أمن ألمان بقلق متزايد من احتمال أن يتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إجراءات غير متفق عليها مع حلف شمال الأطلسي خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

وقال بيتر باير منسق العلاقات عبر الأطلسي في الائتلاف الحاكم الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل لسلسلة صحفية ألمانية أنه لم يتم ضم دول حلف شمال الأطلسي في التخطيط لاجتماع قمة ترامب وبوتين في هلسنكي في 16 يوليو تموز.

وقال باير لمجموعة فونكه الإعلامية في مقابلة نُشرت يوم السبت‭ ‬“هناك مخاوف متزايدة في التحالف بشأن الاتفاقيات التي يمكن أن يتوصل إليها بوتين وترامب“.ويستعد ترامب للتوجه يوم الثلاثاء إلى أوروبا حيث يعقد اجتماعات مع حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي في بروكسل كما يزور بريطانيا قبل عقد اجتماع مع بوتين.

وقال باير إن اجتماع القمة الذي عقده ترامب في الآونة الأخيرة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في سنغافورة أثار مخاوف من أن ترامب سيعطي فرصة لبوتين كي ”يخدعه“ في هلسنكي.

وأضاف باير أن ” كيم لم يقدم سوى وعود حتى الآن. لا نعرف ما إذا كان قد توقف عن تخصيب اليورانيوم. ترامب فقط هو الذي وصف القمة بأنها ناجحة“. وباير عضو في الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه ميركل.

وقال فولفجانج إيشينجر رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن وسفير ألمانيا السابق لدى واشنطن إن من الممكن أن يرفض ترامب التوقيع على بيان خلال اجتماع قمة حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع في بروكسل مكررا ما فعله في اجتماع قمة مجموعة السبع.

وقال إيشينجر لصحيفة دي فيلت في مقابلة نُشرت السبت ”لا يمكن استبعاد ذلك“، وأضاف أنه على الرغم من انتقاد ترامب فإن حلف شمال الأطلسي في أفضل حالاته منذ سنوات في ضوء زيادة الانفاق العسكري وجهود تعزيز الدفاعات في دول البلطيق وبولندا بعد ضم روسيا لمنطقة القرم من أوكرانيا في 2014.

وقال كريستيان ليندنر زعيم الحزب الديمقراطي الحر المؤيد لقطاع الأعمال في مقابلة مع صحيفة دويتشلاند فونكه إنه لا يثق في ترامب وإن تصرفاته بشأن التجارة وفي مجال الأمن ليست في صالح الولايات المتحدة على المدى البعيد، وقال ”إنه متقلب جدا.. يمكن للسيد ترامب تغيير موقفه 180 درجة خلال 24 ساعة“. ولكن ليندنر حذر من تزايد المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في ضوء أن الولايات كانت وستبقى أوثق حليف لألمانيا.

على اية حال تواصل موسكو العمل على تأهيل المنظومة الحاكمة والذهاب نحو جني الثمار في إعادة الإعمار قبل نهاية هذا العام، وتراهن القيادة الروسية على بلورة تسوية مع الرئيس دونالد ترامب تكرس إنجازاتها، لكن المساومة المنتظرة حيال الدور الإيراني في سوريا تنطوي على عناصر غامضة مرتبطة باللعبة الكبرى في مجمل الإقليم، وتجعل من الصعب الجزم حول مآلات “الحروب السورية”.

يسود الإرباك في مقاربة أحد أبرز محاور قمة هلسنكي أي هدف إدارة دونالد ترامب المتمثل باحتواء إيران انطلاقا من ضرب النفوذ الإيراني وتحجيمه في سوريا. واللافت تصريح مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون موفد ترامب إلى موسكو تمهيدا للقمة، عن عدم اعتبار الرئيس بشار الأسد مشكلة إستراتيجية، وما يكشفه عن مسعى لخلاصة دبلوماسية أولية للكارثة السورية من خلال بلورة الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل اتفاقا يضمن للرئيس السوري بشار الأسد الاحتفاظ بالسلطة، مقابل تقديم روسيا تعهدات بخصوص إخراج قوات إيران ومحورها ليس فقط من الجنوب إنما من سوريا عموما.

لكن إزاء ما يُحكى في واشنطن عن استعداد الرئيس ترامب لإقرار سياسة تضفي شرعية على الأسد، مقابل التوصل إلى بدء مسار فك الارتباط الإستراتيجي بين موسكو وطهران، تخشى بعض الأوساط الروسية من مساومات وحلول وسط تغطي تصرف الأميركيين من موقف اللاعب القوي، كي يتمكنوا من فرض تنازلات على الروس، والمرتبة الأولى في قائمة هذه التنازلات هي التسوية في سوريا حسب السيناريو الأميركي.

ولذا لاحظنا أنـه بالـرغم من تهليل البعض المسبق بالصفقة المنتظرة والدور الإسرائيلي في بلورتها، أتى تصريح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن “أهمية الوجود الإيراني في سوريا” وذلك بعد طمأنة نائبه ميخائيل بوغدانوف لإسرائيل بأن “الوجود الإيراني في سوريا هو لضرب الإرهاب وليس ضدها” (أي إسرائيل)، ليتبين أن الموضوع الإشكالي لا يزال محل أخذ ورد أو قيد التفاوض، وهذا ما يفسر أيضاً برمجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة عاجلة إلى موسكو في العاشر من يوليو لاستطلاع موقف الرئيس فلاديمير بوتين والتأثير عليه قبل القمة المنشودة.

اذ كشف السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد أنّ صانعي السياسات في الإدارة الأميركية يخطّطون للإحتفاظ بقاعدة التنف، حتّى تقوم إيران بسحب مقاتليها من سوريا.

ووفقًا لما نشره "معهد الشرق الأوسط"، فإنّ مسؤولين في وزارة الخارجية الروسيّة يردّدون باستمرار أنّ إيران وسوريا لن تُساوما على التنف وتوافقا على خروج  القوات الإيرانية من سوريا، لا سيّما وأنّ الرئيس السوري بشار الأسد كان أعلن أنّ لا وجود لقوات إيرانية في سوريا، ما يعني أنّ النظام السوري ليس بوارد الموافقة على أي نوع من الإتفاقات حوبل الإنسحاب الإيراني من سوريا، في الوقت الذي ستصرّ روسيا على مغادرة الولايات المتحدة.

الجدير ذكره أنّ هذه القاعدة تابعة للتحالف الدولي، وهي تقع في الصحراء السورية بالقرب من الحدود مع العراق والأردن، وقد استُخدمت كمعسكر تدريبي للمقاتلين السوريين ضد تنظيم "داعش" منذ العام 2016.  

وعلى الرغم من حجمها الصغير، بحسب صور منتشرة على الإنترنت لقاعدة التنف، إلا أنّ تلك المنطقة لها تأثير كبير، بسبب موقعها. كما أنّ هناك منطقة تُحيط بها، يمنع على القوات الإيرانية والسورية الدخول اليها. وقد انتشرت معلومات أنّه خلال قمة هلسنكي التي ستجمع الرئيسين الأميركي والروسي فإنّهما سيناقشان مصير هذه القاعدة.

ويبدو أنّ النظام السوري يريد استعادة السيطرة على التنف، ولكن حتّى الآن لا تزال العناصر التابعة للتحالف في القاعدة.

توازيًا، فقد أشارت صحيفة "دايلي تلغراف" الى أنّ واشنطن قد تُغلق هذه القاعدة التي يتمركز فيها ألفان من عتاصر التحالف الدولي. فقد ردّد الرئيس الأميركي أكثر من مرّة رغبته بانسحاب قواته من سوريا.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقى علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي بعد ساعات من لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وفي الوقت الذي لم تُعلن تفاصيل اللقاء، إلا أنّ ولايتي أبلغ المراسلين في موسكو أنّ إيران وروسيا ستستمرّان بالتعاون في سوريا.

من جانبه، قال مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جون بولتون، إنّ القمة التي ستجمع ترامب وبوتين تقدّم فرصة لمحادثات موسّعة قد تساعد على خروج القوات الإيرانية من سوريا.  

"فورين بوليسي": 16 تموز تاريخ مهم.. خروج "حزب الله" من سوريا بين ترامب وبوتين!

أبرز صاموئيل شاراب، عالم سياسي بارز لدى مؤسسة راند، وزميله جيفري مارتيني، باحث في شؤون الشرق الأوسط، أهمية قمة هلسنكي الوشيكة بين الرئيسين الأمريكي ترامب، والروسي بوتين،ولفت الكاتبان في مقالتهما الأخيرة، في مجلة "فورين بوليسي" إلى أن الولايات المتحدة لن تحصل على كل ما تريده من خلال القمة، ولكنهما قالا إنه من الحكمة بمكان حماية مصالح واشنطن قبل فوات الأوان.

تطور إيجابي

 

ويشير الكاتبان لتقارير تفيد بأن ترامب يفكر بعقد صفقة بشأن سوريا مع فلاديمير بوتين، خلال قمتهما في هلسنكي يوم 16 يوليو( تموز). ويبدو من حيث المبدأ بأن ذلك سيكون بمثابة تطور إيجابي. فإن الهجوم المتواصل للقوات السورية النظامية ضد أحد المناطق القليلة الباقية تحت سيطرة المعارضة، يبرز الأنظار الماسة لأن تتبع الولايات المتحدة حلاً ديبلوماسياً إن كانت حريصة على حماية مصالحها في الصراع، وأهمها مكاسب حققتها ضد داعش، مع العمل على حصر النفوذ الإيراني في سوريا.

أهداف متطابقة

 

وحسب كاتبي المقال، تمتعت الولايات المتحدة في سوريا، طوال السنوات الأربع الأخيرة، بميزة واضحة عندما. فقد تطابقت أولى أولويات أمريكا في إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش في شرق البلاد، مع أولويات النظام في دحر قوات معارضة في غرب سوريا. وكان ذلك يعني، من الناحية العملية، أن دمشق أذعنت للعمليات الأمريكية وسيطرة واشنطن على شرق البلاد، ومن ثم تخليها عن المعارضة السورية، تدريجياً في عهد أوباما ومن ثم سريعاً في عهد ترامب. ولكن كل تلك الترتيبات غير المكتوبة يتم إبطالها اليوم في ظل تغيير كلا الجانبين لأهدافهما.

 

مقدمات

 

ويقول الكاتبان إن عدداً من المحللين افترضوا أن نظام الأسد ليس مهتماً سوى بما يعرف باسم" سوريا المفيدة"، وهو وصف يطلق على خط يعبر منطقة مكتظة بالسكان تمتد من غرب سوريا نحو درعا في جنوبها باتجاه دمشق وحمص وحماه وشمالاً نحو حلب.

ولكن بعد سبع سنوات من القتال، اتضح أن الأسد وحلفاءه يولون أهمية أكبر للماء والكهرباء والمناطق الزراعية والنفط، وللسيطرة على مناطق حدودية، وجميعها تقع في شرق سوريا. وما الهجوم على جنوب غرب سوريا، والذي تم خلال الأسابيع القليلة الماضية، إلا مقدمة لما سيليه شرق نهر الفرات، حيث تدعم الولايات المتحدة قوات سوريا الديموقراطية التي تسيطر على الأرض هناك.

ويلفت كاتبا المقال لمحاولات بذلها نظام الأسد، بدعم من تنظيمات مدعومة من إيران، ومرتزقة روس، لإقامة مواقع شرق الفرات. والآن صارت مسألة وقت قبل أن تهاجم تلك القوات حلفاء أمريكا شرق الفرات. ولذا يرى الكاتبان أن عقد صفقة مع الروس، حلفاء سوريا، قد يشجع روسيا على إقناع الأسد بعدم السعي لاستعادة جميع المناطق السورية بالقوة.


 

تبدل أهداف

 

وحسب الكاتبين، بالتوازي مع بروز أهداف جديدة للحكومة السورية، ظهرت أيضاً أهداف حديثة لواشنطن. فاليوم، وبعد إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، بدأت إدارة ترامب التركيز على" طرد إيران خارج سوريا. ويبدو أن تلك الإشارات الخطابية تلاقي موافقة المعسكر الأكثر عدائية لإيران ضمن الإدارة، والمنقسمة ما بين مؤيدين لتخفيض التزامات أمريكا الخارجية، وبين داعمين لاستخدام القوة العسكرية ضد خصوم أمريكا في المنطقة.


 

تراجع نفوذ

 

وبرأي الكاتبين، بالرغم من تقلص النفوذ الأمريكي في سوريا جراء مكاسب النظام الأخيرة، لا زالت هناك فرص أمام واشنطن وروسيا للتوصل إلي تسوية تحفظ بعضاً من مصالح أمريكا. فالكرملين لا يريد استمرار حملته الجوية في سوريا إلى أجل غير محدد، من أجل نتيجة تخدم أساساً مصالح الأسد وإيران. لذلك، يتوقع أن تدعم روسيا تسوية سياسية تحقق لها هدفها الرئيسي: لا تغيير للنظام في دمشق، ولا وجود عسكرياً أمريكياً دائماً في سوريا.

ويختم الكاتبان رأيهما بالإشارة إلى أن تسوية كهذه لن تمثل تنازلاً كبيراً من جانب واشنطن. كما ستحقق صفقة من هذا القبيل هدف واشنطن الرئيسي – منع عودة ظهور داعش وعدم منح إيران يداً طولى في توسيع نفوذها في الشرق الأوسط.  وتحذر روسيا من السماح لإيران بالسيطرة على سوريا، ولا مصلحة لها في السماح لداعش بالظهور مجدداً. كما لحلفاء واشنطن الأقرب للحدود مع سوريا، الأردن وإسرائيل، أهداف مشابهة. إنهما يعارضان بشدة وجود أية قوات موالية لإيران بالقرب من حدودهما.

ونبقى  في مجلّة "فورين بوليسي" الأميركية مقالاً تطرّقت فيه الى قمة هلسنكي المرتقبة، بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، معتبرةً أنّه إذا حاول الأخير الضغط على بوتين للمساعدة بإخراج القوات الإيرانيّة، فمن الأرجح أنّه لن يتلقى إجابةً.

ونقلت المجلّة عن خبراء ومسؤولين قولهم إنّ بوتين ليس لديه مصلحة بإخراج إيران من المعادلة المعقدة في سوريا، وحتى ولو كان يرغب بذلك، فهو لا يملك القدرة اللازمة لتنفيذ تلك المهمة.

وقال مستشار ترامب للأمن القومي جون بولتون إنّ القمة توفّر إمكانية لـ"محادثات كبرى" تهدف الى إخراج القوات الإيرانية من سوريا، الغارقة في الحرب منذ العام 2011. واعتبر بولتون أنّ إتفاقًا من هذا النوع سيشكّل خطوةً الى الأمام في تعزيز المصالح الأميركية في المنطقة، والتي تضمّ كبح النفوذ الإيراني. لكنّ عددًا من المسؤولين قالوا إنّ تصريح بولتون يعكس قراءة خاطئة من الإدارة الأميركية لوضع روسيا في المنطقة، بحسب المجلّة.

فقد قال مايكل ماكفويل الذي كان سفيرًا أميركيًا لدى موسكو "أعتقد أنّه من المبالغ به التفكير بأنّ بوتين قادر على إصدار أمر  للقوات الإيرانية كي تخرج من سوريا"، مضيفًا "لا يملك بوتين هذا النوع من النفوذ على إيران".

وعلى الرغم من عدم التوافق دائمًا بين موسكو وطهران، فقد أشارت الصحيفة الى أنّ روسيا وإيران تدعمان النظام السوري، وأفضى تعاونهما في سوريا الى انقلاب الدفة لصالح الرئيس السوري، وتحقيق هدف روسيا لمنع تغيير النظام الذي يعدّ موطئ قدم رئيسي لها في الشرق الأوسط.

من جانبه، رأى يوري بارمين، المتخصّص بشؤون الشرق الأوسط في المجلس الروسي للشؤون الدولية أنّه من الواضح الآن أنّ روسيا لا تتخلّى عن شركائها بسهولة، ولو كانت عكس ذلك، لكانت تخلّت عن إيران والأسد منذ وقتٍ طويل.

وذكرت المجلّة أنّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو  قال إنّه سيثمّن كثيرًا الأمر، إذا تمكّن الروس من إخراج إيران من سوريا.

توازيًا، اعتبر ريتشارد نيفيو، الذي شغل منصب كبير خبراء العقوبات في وزارة الخارجية الأميركية أثناء المفاوضات مع إيران أنّه في الوقت الذي تنخرط موسكو في المفاوضات، فسيتعيّن على بوتين أن يقدّم تنازلات إذا أراد التحرّك ضد إيران. وأضاف: "إذا مضت الإدارة الأميركية قدمًا وقالت إنّها تريد إخراج الإيرانيين وحزب الله من سوريا وأنّها لا تزال تفكّر  بضرورة الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، في الوقت الذي تسعى الى انتقال سلمي وديمقراطي في سوريا، فهذه المطالب ستُثير ضحك الروس".

إشارة الى أنّ بوتين وترامب سيعقدان قمّة في هلسنكي، عاصمة فنلندا في 16 تموز الجاري، ولكن لم يُعلن أي جدول رسمي مفصّل عمّا سيبحثانه.

ترامب: بوتين «منافس» وليس «عدوًا»

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، إنه يعتبر نظيره الروسي فلاديمير بوتين «منافسًا» وليس «عدوًا»، وذلك قبل أيام قليلة على قمة بينهما.

وقال ترامب، لصحفيين وفق «فرانس برس» بعد قمة لحلف شمال الأطلسي في بروكسل: «قال البعض + هل هو عدوي؟، لا إنه ليس عدوي. هل هو صديقي؟ لا، لا أعرفه جيدًا، ولكن في المرتين اللتين قابلته فيهما انسجمنا تمامًا».

وأضاف: «لكن في النهاية هو منافس. إنه يمثل روسيا، وأنا أمثّل الولايات المتحدة.. وآمل أن يصبح صديقي يومًا ما، ولكنني لا أعلم».

وقال ترامب إنه سيناقش مع بوتين الحرب في سورية والنزاع في أوكرانيا والاتهامات بالتدخل الروسي في الانتخابات الأميركية 2016.

وأضاف ترامب، في مؤتمر صحفي في بروكسل: «سأسأل عن التدخل، وهو سؤالكم المفضل»، مضيفًا: «كل ما سأقوله هو هل فعلت ذلك؟ ولا تفعل ذلك مرة أخرى. وقد ينفي ذلك».

ووجه الصحفيون إلى الرئيس الأميركي سؤالاً حول ما إذا كان مستعدًا للاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014، بعد أن ذكرت تقارير أن ترامب ربما يكون مستعدًا للتنازل عن القرم لبوتين مقابل التعاون في سورية، فقال «ما الذي سيحدث للقرم؟ لا أستطيع أن أجيب عن ذلك، ولكنني لست سعيدًا بشأن القرم».

وألقى ترامب باللوم في مسألة القرم على سلفه باراك أوباما «الذي سمح بحدوث ذلك». وقال: «لقد تم ذلك أثناء رئاسة باراك أوباما وليس أثناء رئاستي. هل كنت لأسمح أن يحدث ذلك؟ لا».

وأشار إلى أنه يتوقع أن يناقش التدريبات العسكرية لحلف شمال الأطلسي قرب الحدود الروسية في بحر البلطيق، والتي تعتبرها روسيا استفزازية.

وتريد الدول الأوروبية أن تبقي الولايات المتحدة على التزامها بمواصلة الدفاع عن القارة تحت مظلة حلف شمال الأطلسي. وقال ترامب «سنتحدث عن هذه المسألة».