بين طريبيل العراقي ونصيب السوري
بلال العبويني
كان لإغلاق معبري طريبيل العراقي ونصيب السوري تأثير سلبي كبير على الاقتصاد الأردني، بعد أن كانا يشكلان رئتي الأردن في استيراد وتصدير البضائع عبرهما.
غير أنه وبعد أن استطاع الجيش السوري من السيطرة على معبر نصيب، يمكن القول إن رئتي الأردن ستعاودان التنفس من جديد بعد أن تمكن الجيش العراقي في وقت سابق من بسط سيطرته على طريبيل، ما أفضى إلى افتتاحه في آب من العام الماضي
لكن، ثمة قيمة عظيمة من سيطرة الجيش السوري على نصيب تزيد من أهميته بالنسبة للأردن وربما بأضعاف ما حققه فتح طريبيل منذ افتتاحه اليوم، ومن تلك:
أولا: بسيطرة الجيش السوري على نصيب ومناطق واسعة من الجنوب يكون قد تمكن من السيطرة على الطريق الدولي الأطول في سوريا والبالغ مساحته 470 كلم من أقصى شمال البلاد حيث محافظة حلب إلى أقصى الشمال حيث محافظة درعا.
وذلك يعني أن البضائع الأردنية بعد التوصل لاتفاق فتح المعبر مع سوريا وبدء التبادل التجاري، ستصل إلى أقصى نقطة في سوريا، وبإمكانها ذلك دون أن تضطر إلى تفريغ البضائع في معبر نصيب ليتم نقلها إلى باقي المدن السورية كما هو معمول فيه بمعبر طريبيل.
ذلك أن الطريق في سوريا آمنة، على خلاف ما هي في العراق، وقد كتبنا في هذه الزاوية من قبل، أن القيمة لا تكمن في فتح المعابر فحسب، بل بتأمين الطريق المؤدية إلى المدن والمحافظات، لأن تفريغ حمولة الشاحنات الأردنية بالمعبر ومن ثم نقلها بشاحنات أخرى من شأنه أن يزيد الكلفة ويؤثر على جودة المنتجات، تحديدا إن كانت محدودة فترة الصلاحية.
ثانيا: إن أهمية فتح نصيب تكمن أيضا في أن البضائع الأردنية ستكون الطريق مفتوحة أمامها لتصل إلى الجمهورية اللبنانية عبر البر، وفي ذلك قيمة كبيرة من حيث تقليل كلفة النقل عبر الجو وأسرع في الوصول إلى وجهتها من النقل البحري.
ثالثا: إن حركة نقل الركاب عبر معبر نصيب باتجاه الأراضي السورية واللبنانية هي أعلى من نظيرتها عبر معبر طريبيل، وفي ذلك قيمة عظيمة أيضا في تسهيل حركة العبور، والتي من شأنها أن تساهم في عودة السوريين المقيمين في مدن ومحافظات الأردن، خارج مخيمات اللجوء السوري، ولذلك فوائد أيضا، منها تقاضي ضرائب بدل المغادرة وما إلى غير ذلك.
رابعا: تاريخيا اعتاش الكثير من الأردنيين وتحديدا في الرمثا على التجارة بالمنتجات السورية، كما هو الحال لسكان درعا بالنسبة للمنتجات الأردنية، ما خلق قيمة اقتصادية وحركة تجارية نشطة على طرفي الحدود، على عكس ما كان عليه الأمر في طرفي الحدود العراقية الأردنية.
خامسا: الطريق السورية الواصلة من معبر نصيب إلى أقصى الشمال السوري، مناطق مأهولة تقريبا ومن شأنها أن تخلق فرصا تجارية كبيرة بما تتمتع به من أمن واستقرار على عكس الطريق الواصلة بين معبر طريبيل وبقية المناطق العراقية، حيث الصحراء التي تعاني إلى اليوم من تواجد بؤر لإرهابيي داعش.
في كل الأحوال، فتح معبر نصيب من بعد فتح معبر طريبيل سيكون له أثر مهم على الاقتصاد الأردني، بانتظار أن يتم تطوير التبادل التجاري مع العراق عما هو معمول به اليوم من حيث الإجراءات ونوعية المنتجات المصدرة، وبانتظار أن يسارع الجانبان الأردني والسوري إلى الاتفاق على فتح المعبر وبدء التبادل التجاري بينهما.//