إيناس أبو شهاب
حالة من اللا حالة
قد تشعر أحياناً بحالة غريبة ومشاعر متناقضة بين قوة وضعف و أمان وخوف وتمرّد وسُكون، وتسرح قليلاً و تتساءل بينك وبين نفسك ما سر هذا الكون، ولمَ غيرك غارق بالسعادة بينما تتخبط أنت في دروب الحياة كتائه أو مجنون، مع أنك تحاول أن تعيش كشخص ناجح ولكنك قد تشعر بأنك عديم النفع و لتقلبات الزمن مرهون، ويكأن القدر قد سدد نحو صدر دربك سهماً وجعلك تنزف كل أحلامك بينما غيرك لا زال على عهده يتنعم بما وهبه الله به من أموال و بنين، وأنت ربما تتساقط من كثرة الديون، وتحاول أن تهرب من الواقع المؤلم وتغلق عينيك وتحلم بأن تكنز مال قارون، أو أن تتجمل خطوات دربك وتعثر على كنز مكنون، لتهدأ حياتك من كثرة الكوابيس والأوهام والظنون، ولتنعم بالنوم بعد أن طال بك هدلِ الجفون، و لتشعر بأن الحياة جميلة ومليئةً بالألحان والفنون، وأنها خالية من الوصولية والسلبية وأن من يُخطئ سيُعاقب بالقانون، وأن العاصي من رحمة الله مطرود وفي النار ملعون، وأن عدل السماء سيأتي ذات يوم وتعيش على أثره في حالة امتنان وستشعر بأن الكون أصبح ذا قيمة ومضمون، ثم تفتح عينيك وتتمنى أن يتحقق حلمك لكيلا تبقى لتقلبات القدر مسجون.
فلا تيأس من التمني فالحكمة دائماً في التأني ومن يصبر سَينول، وإن أيقنت برحمة ربك لن ينفد أبداً صبرك وانتظارك للفرج لن يطول، فبعد كل نهاية بداية ولا بد للعُسر أن يزول.//