زاوية سناء فارس شرعان
نكبة فلسطين ومأساة غزة … !!!
رغم معاناة الفلسطينيين منذ النكبة عام ١٩٤٨ وتشريد اكثر من ٦ ملايين يعيشون كلاجئين في شتى بقاع الارض الا ان اوضاع الفلسطينيين في الضفة الغربية تختلف عن اوضاعهم في قطاع غزة رغم ان الضفة والقطاع تعتبر ان اراضي محتلة علاوة على ان اوضاع غزة اكثر مأساوية من حال اهالي الضفة الغربية.
ففي الضفة متسع من الارض رغم استيلاء الكيان الصهيوني على مساحات شاسعة من الاراضي وتحويلها الى مستوطنات وطرق التفافية للمستوطنين في حين ان قطاع غزة لا تزيد مساحته عن ٣٦٠ كيلو مترا مربعا مكتظ بالسكان الذي يصل حد الانفجار … فعلى هذه البقعة الجغرافية التي لا تكاد ترى على الخريطة يعيش زهاء مليونين من السكان غالبيتهم العظمى من اللاجئين الذين ارغموا على مغادرة مدنهم وقراهم قسريا تحت وطأة الجرائم الفظيعة التي اقترفتها العصابات الصهيونية.
قطاع غزة تحول الى قنابل متفجرة امام الكيان الصهيوني بسبب شدة المعاناة والضغط الذي بلغ حد الانفجار ما مكن ابناء القطاع من طرد الصهاينة على مستوى جيش الاحتلال الذي يعتبره الصهاينة بانه لا «يقهر» او على مستوى المستوطنات التي حرص جيش الاحتلال على تفكيكها وترحيلها من القطاع قبل ان ينسحب من غزة.
وبسبب حقد العدو على غزة حيث تعتبر موطنا للمقاومة والكفاح المسلح خلافا للضفة الغربية التي حولتها السلطة الى منطقة محايده ومسالمه في الوقت ذاته حيث تحول السلطة دون سكان الضفة والكفاح المسلح الذي يمارسه اهالي القطاع عمل الكيان الصهيوني على فرض حصار جوي وبحري بري قاتل على قطاع غزة منذ ١٢ عاما تحمل سكان القطاع على الرضوخ والخضوع للاملاءات الاسرائيلية بالاضافة الى ابعادهم عن الكفاح المسلح والمقاومة باعتبار الضفة الغربية انموذجا يحتذى.
بسبب هذه الاوضاع تجري الاتصالات فلسطينيا وعربيا ودوليا لعلاج الاوضاع في قطاع غزة الذي يعاني حصارا غير مسبوق ويفتقر سكانه لابسط متطلبات العيش الكريم فهم بلا ماء ولا كهرباء وبلا غذاء ولا دواء ولا مستشفيات وبلا محطات لتنقية المياه وبلا ادوات للنظافة …
وقد تلقى اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس دعوة من المخابرات المصرية لزيارة القاهرة والتباحث حول سبل تحقيق الانفراج المطلوب في غزة من خلال الاتصالات مع الكيان الصهيوني والدول الكبرى لا سيما وان الاوضاع في غزة لا تطاق ولا تحتمل.
التحرك المصري الجديد بشأن غزة يأتي في مرحلة تحرص فيها واشنطن على ابرام صفقة القرن بين الدول العربية واسرائيل رغم ان السلطة الفلسطينية لا توافق على هذه الصفقة كما تعارض اي تحرك لانقاذ قطاع غزة من خلال تحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية فيه او اقامة دولة في القطاع تمتد على اجزاء من الاراضي المصرية حتى منطقة العريش …
وتخشى السلطة من اقامة دولة او كيان فلسطيني في غزة بانه تجاوز للسلطة وانهاء مشروعها في اقامة دولة فلسطينية … وكل ما تطالب به السلطة هو السيطرة على غزة وضمها الى الضفة كما كان عليه الحال قبل الانفصال واطاحة حركة حماس بالسلطة في القطاع وطرد قواتها من القطاع الى الضفة.
السلطة تسعى الى اجهاض الجهود الدولية بما فيها الجهود التي تبذلها حركة حماس وحركات المقاومة الاسلامية لانهاء الحصار عن قطاع غزة حيث قام وفد من حركة حماس بزيارة لموسكو مؤخرا … ويعتزم هنية زيارة مصر بدعوة من المخابرات المصرية لمتابع جهودة فك الحصار المفروض على غزة ومتابعة آخر تطورات القضية الفلسطينية بما في ذلك اقامة
الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس … !!!