أورنج الأردن تشارك في ملتقى "تعزيز مشاركة المرأة ذات الإعاقة اقتصادياً في القطاع الخاص" حالة الطقس المتوقعة الخميس والجمعة الحياري: الاحترام الذي يتمتع به الأردن وقيادته شجعت حلف الناتو على فتح مكتب له في عمان الأمن: مقتل شخص طعنا في القويسمة بالعاصمة عمان “التعليم العالي” تطلق أولمبياد اللغة الإنجليزية العالمية للجامعات 2024 جيدكو و نهر الأردن توقعان 159 اتفاقية منح لمزارعين وزير ة الاستثمار تبحث مع سفيرة رواندا سبل التعاون في مجالات الاستثمار أبو السمن يتفقد عددا من مواقع العمل في محافظة البلقاء هل قناة" المملكة" إضافة للإعلام الأردني؟ وزير الداخلية يزور المعهد المروري الأردني المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة ورشة عمل عن حقوق الإنسان في الأردن والدور الأمني لحمايتها متخذ القرار والوضع الإقتصادي... 54 شهيدا بثلاث مجازر يرتكبها الاحتلال بقطاع غزة خلال يوم ارتفاع أسعار النفط عالميا المنتخب الوطني لكرة القدم بالمركز 68 عالميا مهرجان جرش ينظم ملتقى الفن التشكيلي دعما لأهالي قطاع غزة أستراليا: أي بديل عن حل الدولتين غير مقبول الأشغال تباشر العمل بمشروع صيانة وتعبيد طريق المدورة - معان المستقلة للانتخاب تحيل 3 أشخاص بينهم أمين عام حزب للنائب العام
كتّاب الأنباط

اللجوء السوري بين الإنسانية والأمن

{clean_title}
الأنباط -

اللجوء السوري بين الإنسانية والأمن

 

أ.د.محمد طالب عبيدات

 

الأردن آوى ونصر وجبر كل من إنكسر، وتاريخه مشهود له بالإنسانية والعروبة فعامَلَ اللاجئين من فلسطين والعراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها كمهاجرين وأنصار، وأجزم بأنه لا يستطع أحد أن يُزايد في ذلك على الأردن رسمياً وشعبياً، ولذلك فتعالي بعض الأصوات للمطالبة بفتح الحدود لإستقبال مزيد من اللاجئين وإن كنا نتعاطف معهم إنسانياً -وأنا شخصياً أشاطر المتعاطفين- فيه كثير من المحاذير والتخوّفات الأمنية التي نخشى عقباها، وعلينا جميعاً تفهُّم الظروف المحيطة قبل إطلاق أي مبادرات أو مطالبات لفتح الحدود:

1. هنالك وجهتا نظر في مسألة اللجوء السوري من درعا على الحدود الأردنية: إحداها إنساني ومناشدات وتعاطف مع الأشقاء لإستقبالهم وفتح الحدود كنتيجة لظروفهم الصعبة، والأخرى إبقاءهم في الأراضي السورية بمخيمات يرعاها المجتمع الدولي وحماية قوات دولية ومساهمة الأردن في ذلك.

2. الحقيقة تقول أن الصراع الدائر في درعا على الأرض السورية هو بين السوريين أنفسهم؛ قوات النظام وفصائل وتنظيمات معارضه يربو عددها عن المائة، وبالطبع سوريا والشعب السوري هما الضحية.

3. الأردن يَستقبل حالياً أكثر من مليون ونصف لاجىء سوري بالرغم من الأزمة الإقتصادية الخانقة التي يعاني منها، في الوقت الذي عجزت الكثير من دول العالم أن تستقبل بضع آلاف منهم!

4. تجربتنا مع أفواج اللاجئين القسريين أن يبقوا داخل حدود أراضيهم في مناطق آمنة لأسباب يعرفها الجميع، وبالتالي يتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاههم ولا تتحمل الدولة المستضيفة لهم أي تبعات إقتصادية أو سياسية أو أمنية.

5. الواجب الإنساني والأممي والأمني يمكن تقديمه على الأرض حتى لو بقي اللاجئون على أراضي بلدهم، وهذا فعلاً ما تم عمله على الأرض من خلال القوات المسلحة الأردنية 'الجيش العربي' إعتباراً من اليوم من حيث الإعاشة والمتابعة الصحية وغيرها.

6. بالمقابل القراءات الأمنية للوضع وفِي ظل ما يتعرّض له الأردن من ضغوطات سياسية وإقتصادية ومحاولات لتمرير صفقة القرن كلها تؤشّر لضرورة أخذ الحيطة والحذر من إستخدام بعض الخلايا النائمة لبعض الفصائل للعبث بالأمن الوطني الأردني في حال تم فتح الحدود حالياً، والدليل على ذلك إنتشار الكثير من الفيديوهات لفصائل في الداخل السوري تهدد الأردن في أمنه وإستقراره.

7. الخلايا النائمة لبعض الفصائل ربما تستخدم العبث بالأمن أو بالأفكار أو بالفكر المتطرّف وتعيد موّال الحركات الإرهابية أو تصدير الأزمات التي نحن في غنى عنها، مستغلّة حالات التعبير المطالبية الحضارية عن الرأي التي يعيشها الأردن ومواطنيه.

8. مطلوب في هذه المواقف العصيبة الوقوف مع الوطن وتغليب لغة العقل على العاطفة، فوضعنا الإقتصادي يئن ولا نريد مكوثه أكثر في غرفة الإنعاش، ووضعنا السياسي والأمني نُحسد عليه.

بصراحة: نتعاطف مع اللاجئين السوريين إنسانياً، ولم نقصّر تاريخياً في ذلك، لكننا نقف في خندق الوطن في الوقت الذي يتعرّض وطننا الحبيب لضغوطات من كل حدب وصوب في المجالات السياسية والإقتصادية والأمنية، وما تقوم به قيادتنا السياسية وأجهزتنا الأمنية هو عين العقل في هذه الظروف.