مشاركة العرب في المونديال.." تعا ولا تجي"  !!

الأنباط -

مشاركة العرب في المونديال.." تعا ولا تجي"  !!

عمان الانباط ..عوني فريج  

عندما نتحدث عن المشاركة العربية في مونديال روسيا 2018 .. نسترجع كلمات الاغنية المعروفة " تعا ولا تجي وكذوب علي " باعتبارها تجسد واقع الكرة العربية خير تجسيد وتحاكي بصراحة طموحات امة العرب الذين افتخروا بوصول اربع منتخبات عربية الى المونديال ..لم ينجح منهم أحد بالمنافسة والصعود الى الدور الثاني وكفى الله المؤمنون شر القتال ..!

لم تنجح كرتنا العربية بعكس الصورة الطيبة عن مسيرة كرة ضاربة في التاريخ ولها صولات وجولات وسبق لها اقتحام اجواء المونديال منذ عام 1934 عبر منتخب مصر ... غير ان هذا الانجاز الذي لم تبلغه وقتها العديد من المنتخبات العريقة ..لم يتواصل بل ان المشاركات العربية جاءت على شكل طفرات.. لم تنجح كرتنا حتى باستنهاض همم النجوم ومنهم من يلعب بصفوف اقوى فرق الدوري الاوروبي ..فكانت المشاركة تعبر عن واقع مؤلم تعيشه كرتنا منذ سنين طوال وهي التي تحاول البحث عن هويتها المفقودة وهيبتها التي ضاعت رغم بعض الطفرات البسيطة التي لا تغير القناعات بأن الكرة العالمية في واد ..وكرتنا العربية في واد أخر ...!!

المشكلة ان المشاركة العربية في مونديال روسيا كانت الاكبر عبر المنتخبات الاربعة المغرب والسعودية وتونس ومصر ..وان تحدثنا عن الخبرة فقد نالت تلك المنتخبات الكثير منها وهي التي سبق وان سجلت الظهور في النهائيات اكثر من مرة لا بل ان الكرة العربية سبق وان بلغت الدور الثاني عبر المنتخب السعودي ..ومنتخب الجزائر الذي عذب الالمان ابطال العالم في مونديال البرازيل وخرج من هذا الدور بشرف وسط علامات الاعجاب التي سجلها هناك ...ولأن الكرة العربية لا تستقر على حال ولا تعتمد التخطيط طريقا ونهجا لمسيرتها فقد غاب المنتخب الجزائري عن مونديال روسيا ..لا بل انه سجل نتائج متواضعة في التصفيات تذيل بها منتخبات مجموعته ..!!

غريبة فعلا كرتنا العربية ففي الوقت الذي يجوب فيه نجومها العديد من دول اوروبا ...ويخوضون المنافسات مع اقوى فرق الدوري هناك ...تجد ان تاثيرهم الفني على منتخباتهم لا يقاس مطلقا بالتاثير الذي يتركه نجوما بحجم ميسي ورونالدو ونيمار وغيرهم على نتائج منتخباتهم ..رغم ان نجومنا العرب وصلوا بمستواهم الى العالمية بدليل ما يقدمه النجوم محمد صلاح ورياض محرز والنني وبن عطيه مع فرق المقدمة الاوروبية ...الامر الذي يفتح باب التساؤل عن اسباب الاخفاق الكروي العربي في المونديال ؟

حصيلة متواضعة ..

ومع انتهاء المشاركة العربية عبر الرباعي الافريقي الاسيوي بحصيلة متواضعة قوامها فوزان حققهما المنتخب السعودي على شقيقه المصري والتونسي على بنما .. تفشل الكرة العربية من تحقيق امال جماهيرها التي توقعت ان يكون الناتج افضل لا سيما وان المنتخبات الاربعة ضمت في صفوفها مجموعة من خيرة النجوم الذين يلعبون في اوروبا وعلى راسهم محمد صلاح الذي فشل بقيادة مصر الى النتائج المرجوة ...حيث خسرت مصر مبارياتها الثلاثة امام الاوروغواي وروسيا والسعودية وسجلت هدفين وتلقت 6 اهداف ..في حين خسرت السعودية مباراتين امام روسيا بالخمسة وامام الاوروغواي بهدف ...وحققت الانتصار على مصر ..وسجلت هدفين وتلقت 7 اهداف ..اما منتخب تونس فقد فقد خسر مباراتين امام انجلترا وبلجيكا وحقق انتصارا ثمينا على بنما ..وسجلت 5 اهداف وتلقت 8 اهداف ..ولعل المستوى المميز الذي قدمه المنتخب المغربي كان هو الافضل ويستحق عليه مواصلة المشوار ..وهو الذي خسر مباراتين بصعوبة امام ايران والبرتغال ...وتعادل امام اسبانيا في مباراة تاريخية قدم فيها مستواه المميز امام افضل منتخبات اوروبا ...الحصيلة ان منتخباتنا العربية سجلت خلال مشوارها 11 هدفا وتلقت شباكها 25 هدفا ...!

لكن لماذا تواضعت المشاركة العربية بهذه الصورة ..يقول مدربنا الوطني الكابتن عيسى الترك : توقعت ان نذهب الى الادوار المتقدمة في ظل مشاركة المنتخبات الاربعة العريقة على هذا الصعيد بنجومها الكبار .. وما حصل يؤكد ان تقدم كرتنا ضعيف في ظل غياب الاحترافية الصحيحة مقابل الاعداد العلمي لمنتخبات النخبة المعروفة .. ويضيف التخطيط غائب عن كرتنا العربية الى جانب اهمية التفكير بكيفية تسويق اللاعب العربي في اوروبا حتى لو بالدرجات الدنيا حتى يكتسب الخبرة المطلوبة ..ويرى الكابتن عيسى بان منتخب المغرب كان الافضل من حيث المستوى والانضباط التكتيكي الفردي والجماعي ولو وفق بالفوز على ايران لربما واصل مشواره بكل ثقة وامل ..في حين اصطدم المنتخب التونسي بالواقع الاليم امام بلجيكا ربما تأثرا بالاداء الكبير الذي قدمه امام انجلترا ..لكنه اسعدنا بانتصار للذكرى على بنما ..وفيما يتعلق بالمنتخب السعودي يقول الترك  تاثر الاشقاء برهبة البداية امام روسيا لكنهم سرعان ما استعادوا حضورهم امام الاوروغواي قبل ان يحققوا انتصارهم الثمين على مصر وكان الافضل ..لكن المفاجأة جاءت من منتخب مصر الذي لم يقدم الاداء الذي يتناسب مع العراقة ومع وجود النجوم الكبار وعلى رأسهم هداف انجلترا محمد صلاح ..وينهي الترك حديثه بالقول لن تتقدم كرتنا دون احتراف حقيقي بدات المنتخبات تسير على نهجه ومنها اليابان وكوريا والسنغال ..!

وتبقى المشاركة العربية في المونديال على استحياء.. لا تلبي الطموح ولا تسر الخواطر ..ومن باب اداء الواجب او على رأي فيروز ...تعا ولا تجي !!!