إلى الطريق الصحراوي
حنان المصري
أيها الجرح النازف الذي يئن على خاصرة الوطن ،،
أيها الجنوب المبتلى بصحراء لوحتها شمس الصيف الحارقة ، ورياح الخماسين المشبعة بآلام من عبروا بها ولم يصلوا فألفت الغربة والإغتراب ..
يحملونك إثم الضحايا الكثيرة والفقدان الكبير وأنت مجرد طريق ، نعم مجرد طريق لكنك حي تشعر وهم لا يشعرون ،،
كيف يشعرون بك ومواكبهم الفورويل تسابق الريح وتسبقه ..
كيف يشعرون بك وأنت آخر سلم اولوياتهم واهتماماتهم ..
لم يعرفوك حق المعرفة ، لم يعرفوا تفاصيلك ولم يختبروا معاناتك على مر السنين ..
عانيت كثيرا في زمن ازدهار الطفرة العراقية
وقبلها طفرة ازدهار التجارة مع السعودية
ولا زلت تئن من جراحات الحمولات الزائدة التي تركت آثارها البشعة على معالمك ،،
لم تشفق عليك عوامل الزمن فاهترأت اجزاؤك الثلاثمائة وعشرون كيلومترا بعدد رعبنا وخيباتنا وآلامنا ،، بعدد دموعنا وانكساراتنا .
بقيت صامدا رغم طبقات الأسفلت المتعددة بعدد العطاءات غير المجدية !! التي اثقلت كاهلك ،، ورغم الحفر التي نالت منك ،، ففقدت انسيابا مزعوما اصبح وهما مستحيلا ،، ورغم المطبات والتحويلات التي تحايلوا بها علينا وعليك ورغم ...
رغم المنح التي صرفت ولم تصرف عليك ، ورغم عشرات الحكومات والوزراء الذين تعاقبوا علينا وعليك .
ضحاياك ليسوا مجرد أرقام في إحصائية الحوادث المرورية
ولا خبرا صحفيا عابرا .
فأنت أيضا ضحية ونحن أيضا مشروع ضحايا .//