في الوقت الذي وصلنا فيه مرحلة اليأس من المشاركة العربية ونتائجها في المونديال ..وفي الوقت الذي انهارت فيه احلامنا بعد ان سجلت المنتخبات العربية الاربعة خروجا مبكرا من الدور الاول ..بخسائر كشفت البون الشاسع في المستوى الفني بينها وبين منتخبات النخبة في العالم .. كان المنتخب العربي المغربي يسجل ختاما برائحة المسك وهو يقارع منتخب اسبانيا العريق بطل العالم الاسبق وأحد اقوى واكثر المنتخبات المرشحة للفوز بلقب المونديال الحالي ..بعد اداء بطولي كاد ان ينتهي لمصلحة اسود الاطلس لولا المجاملات وقسوة تعامل حكم اللقاء مع الفريق العربي المدهش ..!
كان بالامكان افضل مما كان ..لا سيما وان المنتخب المغربي فرض حضوره منذ بداية المباراة باسلوبه الفني الجميل وثقة لاعبيه بانفسهم ..وخطة الاداء التي رسمها مدربه الخبير الذي راهن منذ انطلاق المونديال على قدرات لاعبيه وهو الذي تسلم المهمة منذ سنوات .. وعمل على ايجاد توليفة من النجوم فاجأ فيها كل المراقبين وعشاق الكرة العربية ..خلال مبارياته الثلاثة التي خاضها ولم يكن يستحق فيها سوى الفوز قياسا لمجريات الامور .
ممثلنا المغربي بهذا الاداء وقبله امام ايران والبرتغال ..اكد بأن كرة القدم العربية لديها من الخبرة والموهبة والقدرات الفنية ما يؤهلها ليس فقط لتحقيق انجاز التأهل فحسب .. وانما مواصلة المشوار نحو الادوار المتقدمة ومقارعة المنتخبات الكبيرة التي لا تزيد بمستواها عن مستوى منتخباتنا العربية ..لو خاض اللاعبون المباريات بالعزيمة والاصرار والروح العالية والثقة بالنفس ..بمثل ما خاض به المنتخب المغربي مباراته الاخيرة امام الاسبان ..الذين هللوا للتعادل وخرجوا يشكرون الاقدار لانها انقذتهم من هزيمة ليست بالحسبان !!
الان وقد انتهت المشاركة العربية بكل الامها وامالها ...بافراحها القليلة واحزانها التي وسعت مساحة الوطن العربي بعد النتائج المخيبة التي تحققت .. لا سيما وان تمثيلنا كان كبيرا ويفترض ان يتناسب مع حجم المشاركة ومدى التقدم الذي بلغته الكرة العربية ..الان يجب ان تكون هناك مرحلة لمراجعة احوال كرتنا العربية وكيفية الوصول الى المستويات العالية لكي نضمن مشاركة فاعلة في البطولات الدولية ..وحتى لا نبقى نعيش على الطفرات والمفاجآت التي لا تأتي دائما ..!!
نشكر المغرب على ابداع نجومها ونقدر مشاركة منتخبات السعودية وتونس ومصر ونتمنى ان يكون لكرة القدم العربية حضورها المميز في مونديال قطر حتى تساهم في نجاح الدولة العربية التي نعتز ونفخر بتصديها لهذا الحدث الكروي العالمي وحتى يكون الحضور مشرفا تنظيميا وفنيا.//