أورنج الأردن تشارك في ملتقى "تعزيز مشاركة المرأة ذات الإعاقة اقتصادياً في القطاع الخاص" حالة الطقس المتوقعة الخميس والجمعة الحياري: الاحترام الذي يتمتع به الأردن وقيادته شجعت حلف الناتو على فتح مكتب له في عمان الأمن: مقتل شخص طعنا في القويسمة بالعاصمة عمان “التعليم العالي” تطلق أولمبياد اللغة الإنجليزية العالمية للجامعات 2024 جيدكو و نهر الأردن توقعان 159 اتفاقية منح لمزارعين وزير ة الاستثمار تبحث مع سفيرة رواندا سبل التعاون في مجالات الاستثمار أبو السمن يتفقد عددا من مواقع العمل في محافظة البلقاء هل قناة" المملكة" إضافة للإعلام الأردني؟ وزير الداخلية يزور المعهد المروري الأردني المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة ورشة عمل عن حقوق الإنسان في الأردن والدور الأمني لحمايتها متخذ القرار والوضع الإقتصادي... 54 شهيدا بثلاث مجازر يرتكبها الاحتلال بقطاع غزة خلال يوم ارتفاع أسعار النفط عالميا المنتخب الوطني لكرة القدم بالمركز 68 عالميا مهرجان جرش ينظم ملتقى الفن التشكيلي دعما لأهالي قطاع غزة أستراليا: أي بديل عن حل الدولتين غير مقبول الأشغال تباشر العمل بمشروع صيانة وتعبيد طريق المدورة - معان المستقلة للانتخاب تحيل 3 أشخاص بينهم أمين عام حزب للنائب العام
كتّاب الأنباط

خطاب الكراهية.. النسور وغرايبة مثال حي 

{clean_title}
الأنباط -

بلال العبويني

لا يقل مشروع قانون الجرائم الإلكترونية الذي أقرته الحكومة السابقة خطورة عن مشروع قانون ضريبة الدخل الذي حرك الشارع وساهم في رحيل حكومة الملقي.

للأسف،مشروع قانون الجرائم الإلكترونية لم يأخذ حقه من الاحتجاجات الشعبية ،ويشعر المرء أحيانا أنه تم التعامي عنه قصدا على اعتبار أنه ليس أولوية في مقابل أولوية المال والضغط الاقتصادي.

غير أنما غاب عن أذهان القيادات النقابية التي ساهمت في حراك الرابع ،أن القانون سينضم إلى القوانين السالبة لحق التعبير و إبداء الرأي على وسائل التواصل الالكترونية الحديثة ،وبالتالي إمكانية أن يتعرض الجميع للمساءلة في حال تحرك الشارع احتجاجا على قرارات حكومية مستقبلية.

كان من المفروض على الحكومة أنتبادر إلىسحب مشروع القانون وإلغاء التعديلات الفضفاضة التيطرأت على تعريف خطاب الكراهية ،و الذي إلى اليوم لم يتفق العالم على مسطرة واضحة تُعرّف ما هو خطاب الكراهية والفرق بين حرية الرأي والنقد وبين الحض على الكره و البغضاء.

اليوم، الكرة في مرمى جميع مستخدمي وسائل التواصل الحديثة في عدم إعطاء السلطة التنفيذية و التشريعية مبرر الإقرار مثل هذه القوانين السالبة للحريات بخلط الحابل بالنابل في النشر وعدم التفريق بينما هو نقد مباح وما هو تجريح وتشهير واغتيال للشخصية.

بعد التشكيل الحكومي ،شهدنا على وسائل التواصل كما هائلا  ومُوجّها من الإساءات ضد وزراء بعينهم ،نالت من حياتهم الشخصية وأهل بيتهم ،في أسلوب غيرأخلاقي البتة، ما شكل صدمة بتخطيه حدود المقبول من النقد ،بل بتعديه على الأخلاق التي من المفروض أن يُجبل عليها المرء في سني تربيته الأولى في بيت عائلته.

في ما قرأت من هجوم طال الوزيرمثنى غرايبة على وسائل التواصل الاجتماعي ،لم ألحظ ما يؤشر إلى أنه غيركفؤ لتولي المنصب أو إلى أنه سلب وسرق مالا عاما.

بل إن التجريح الذي طاله ، بدافع الغيرة و الحسد أحيانا ، وبدافع التفكير المتكلس لدى البعض الذين انطبع في أذهانهم شكل او وصفا محدد اللوزير ،لم يجدوا فيه ما يمكن نقده إلا أن زوجته فنانة.

فهل الفن معيب ؟ ،وهل أخفى غرايبة إبداع زوجته ومهنتها حتى أصبح اليوم سرا و انكشف وبات من الواجب فضحة؟.

ثم ما هو الجرم الذي اقترفته وزيرة الثقافة بسمة النسور واستدعى كل ذلك الهجوم عليها ؟ ،هل التدخين جريمة أم أن من امتلك كلبا في منزله يستحق الرجم وعدم التوزير؟.

للإسف،يحترف البعض النبش في التاريخ الشخصي للغير و إن عجز في العثور على ما يستحق النقد ،فإنه يلجأ إلى المحرم باجتزاء تصريح هنا أو قول هناك ويخرجه عن سياقه ليكون مسيئا ويتم ترديده على هذا النحو الجارح الذي شهدناه.

في التشكيل الحكومي والإحباط العام الذي رافقه ،ثمة الكثير الذي يجب أن يقال ، لكن دون إساءة شخصية و تجريح لا اخلاقي.

بالنسبة لي ثمة ما يجعلني على غير توافق مع الوزيرين غرايبة و النسور في بعض المواقف السياسية، داخلية وخارجية،لكن ذلك لا يعطيني المبرر للانتقام منهما عبر التعرض لخصوصياتهما.

لذلك،علينا جميعا أن لا نعطي السلطات مبررا لإقرار قانون يسلب حريتنا في التعبير بخلطنا عن قصد أو غير قصد بين النقد والتجريح.

ورغم ذاك،فإن على وزيرة الدولة لشؤون الإعلام جمانة غنيمات أن تعمل جاهدة لإلغاء التعديلات التي طرأت على قانون الجرائم الالكترونية ، وتعديل بقية القوانين التي تكبل حرية التعبير ، فهي صحافية تدرك قيمة حرية التعبير في تطويرالحياة السياسية و الاجتماعية و الإعلامية.//