البث المباشر
"مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة مديرية الأمن العام تطلق خدمة “التدقيق الأمني للمركبات” عبر الرقم الموحد "117111"

الميراث الخطير لحكومة أقالها الشعب

الميراث الخطير لحكومة أقالها الشعب
الأنباط -

الميراث الخطير لحكومة أقالها الشعب

وليد حسني

لا أظن ان تكليف عمر الرزاز بتشكيل حكومة خلفا لحكومة هاني الملقي سيغير من معادلة الإحتجاج في الشارع كثيرا، فسيبقى الرجل وحكومته تحت انظار الناس حتى يتبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود في حكومة تم تشكيلها على انقاض حكومة تم تكسيرها وترحيلها شعبيا وبضغط شعبي غير مسبوق.

التكليف الملكي للرئيس الرزاز  بالأمس لن يضيف جديدا للمحتجين إلا بالقدر الذي يشعرهم فيه بأنهم حققوا بعضا من مطالبهم وليست كلها، مما سيمنحهم المزيد من القوة الداخلية الدافقة للإستمرار في التوافد على الدوار الرابع أو "الدوار الرابح" أو "الدوار الرائع" كما سماه محتجون تفاؤلا منهم بربح جولة ينتظرونها.

سحب مشروع قانون معدل لقانون ضريبة الدخل لم يتم، وهو مطلب اساسي للمحتجين، اما قضية تغيير النهج فتلك قصة أخرى تشبه كثيرا تلك الخطبة العصماء التي يلقيها استاذ علم الأحياء على الطلبة شارحا لهم عن مميزات وتفاصيل الأميبا وخصائصها.

ولن تقوم الحكومة الجديدة ايضا بسحب مشروع القانون المعدل لقانون ضريبة الدخل لعدة محاذير سياسية، وستترك هي الأخرى لمجلس الأمة بغرفتيه النواب والأعيان استخدام سلطته الدستورية في رد القانون للحكومة.

ووفقا لمصادر تحدثت اليها فان ارادة ملكية وشيكة بدعوة مجلس الأمة للإجتماع في دورة استثنائية قصيرة تستمر يوما واحدا على الاقل ينعقد مجلس النواب في الفترة الصباحية ويقر رد القانون بدون اي نقاش، يتلوه مجلس الأعيان ظهر اليوم نفسه ويقرر المصادقة على قرار مجلس النواب برد القانون ليعود للحكومة لتجري حوله مشاورات وحوارات عديدة، فيما تصدر الإرادة الملكية بفض الدورة الاستثنائية. مساء اليوم نفسه.

والدستور يمنح الحكومة الجديدة مدة ثلاثين يوما للتقدم لمجلس النواب بالبيان الوزاري في حال كان المجلس منعقدا، واذا كان في فترة اجازة فان على الحكومة المبادرةبطلب الثقة من خلال دورة استثنائية تدعو اليها بالتوافق مع مجلس النواب.

ولعل ابرز مهمات الرزاز الضاغطة عليه لا تتعلق في إدارة أزمة معدل قانون ضريبة الدخل، او في معالجة تداعيات السياسات الاقتصادية لحكومة كان هو فيها، بل في مدى نجاحه بالمقاربة بين حجم الأعداء والناقدين الذين تشكلوا ضده ابان عمله على تطوير الثانوية العامة،وبين محبيه ومريديه ومؤيديه ممن يثقون به.

مشكلة الرئيس المكلف عمر الرزاز أنه سيدخل اختبارا في غاية الخطورة والأهمية فشل فيه كل من سبقه من الرؤساء الذين يتم اختيارهم على اسس وقواعد توجب فقدانهم الإمتداد الشعبي والجماهيري، مما يفقد كل الرؤساء خاصية التأثير الشعبي ، وهو ما سيقع فيه الرئيس الرزاز حين يجد نفسه عاريا تماما أمام الجمهور.

وسيجد الرئيس المكلف نفسه أمام اختبار ربما أشد خطرا يتعلق بمدى قدرته على مخالفة اصحاب الرأي الضاغط في الدولة، ومدى جرأته على رفض بعض ما يطلبونه او يشيرون عليه به.

وأمامه معضلة احتواء الشارع مجددا بعد ان لم يعد بمقدور الناس الصمت، وعليه التعامل بمنتهى الجدية مع هذا الملف الخطير جدا وادارته إدارة عقلانية في منتهى المسؤولية والحذر، لأن أية إصابات خطرة في صفوف المحتجين او قوات الأمن ستفضي الى مأساة.

وعلى الرئيس الجديد مصارحة النقابات والمواطنين بالدرجة الأولى بما آلت اليه الأمور داخل الدولة، وعليه ان يقول للناس ان المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستينا لاجارد لم تحترم رغبةالاردن  فيما يتعلق بقانون ضريبة الدخل، بل وتجاوزت حدودها مهددة بانه إذا لم ينفذ الأردن المطالب المحددة من صندوق النقد الدولي فان الصندوق لن يعطي الاردن أية شهادة براءة وحسن سلوك لتسهل حصوله على قروض دولية وهو ذات الكلام الذي سمعه رئيس الوزراء السابق هاني الملقي من رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي مطلع شهر ايار الماضي، وذات الكلام الذي سمعه الوزيران زياد فريز وعمر ملحس اثناء زيارتهما الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية، وهي الأسباب التي تقف وراء تعنت الحكومة وعدم سحبها مشروع القانون من اجل المحافظة على فرص الأردن في الحصول على قروض جديدة.

امام الرئيس الرزاز عشرات الملفات.. وعليه فتح مغاليقها صفحة صفحة،وكأنه يصحح صفحة اختبار في امتحان الثانوية العامة..//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير