البث المباشر
"مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة مديرية الأمن العام تطلق خدمة “التدقيق الأمني للمركبات” عبر الرقم الموحد "117111"

العقبة مدينة لا تنام

العقبة مدينة لا تنام
الأنباط -

 د عبدالمهدي القطامين

 

 

 

بات ليل العقبة هذه الأيام موصولا بنهارها, وغدت من المدن التي لا تغفو الا قليلا.

 

فبينما كان مؤشر الساعة العملاقة التي تتوسط قلب المدينة يقترب ببطء نحو الثانية بعد منتصف الليل كانت الاسواق تعج بالمتسوقين وسيارات الاجرة العمومية تجوب مختلف الشوارع ناقلة الركاب الباحثين عن التسوق او عن لحظة خلود للراحة على شاطئ البحر.

 

   واستجابة لهذه الحركة الليلية عمدت بعض المطاعم الى فتح ابوابها للرواد لا سيما تلك التي تقدم الوجبات الخفيفة مثل الحمص والفول والفلافل واخرى التي تقدم الماكولات البحرية من السمك الطازج حيث ينتقي الزبون السمكة التي يريد من حوض مياه مليء بالاسماك الحية ثم يختار طريقة الطهي التي يرغب بها ويجلس مستمتعا بمنظر البحر في انتظار وجبته التي يستغرق اعدادها قرابة الساعة.

 

   ويقول الشاب مهند محمود الموظف في سلطة المنطقة الخاصة الذي التقيناه عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل في شارع الحمامات التونسية لقد بهرتني العقبة الى ابعد حد فانا قادم جديد اليها بحكم العمل ولم اكن اعرف او اسمع عنها فهي مدينة كبرى من حيث الخدمات المقدمة وهي قرية صغيرة من حيث سهولة مواصلاتها وسرعة الوصول الى جميع ارجائها في زمن لايتجاوز العشر دقائق ، واهم ما يميزها هو البحر الذي لم يكن مبهرا بالنسبة لي وحدي وانما لاغلب الاردنيين الذين لم يعتادوا المشي على شواطئ البحر.

 

ويضيف ان العقبة هي المكان الوحيد في الاردن الذي يمكن للمرء فيه ان يحاور البحر ويسامره او يلتقي اصدقاءه على مقربة من امواجه في ساحة مدرج الثورة العربية الكبرى التي تطل مباشرة على البحر وتمكن الجالس هناك من الاستمتاع بمنظر الامواج المرتده عن الحواف الاسمنتية التي وضعت لحماية المتنزهين.

 

   ويتنهد الحاج ابراهيم عبدالله وهو يستذكر العقبة ايام زمان حيث لم تكن تشكل في اواسط الخمسينيات الا منطقة السوق القديم الذي تجمعت فيه الدكاكين الصغيرة التي تقدم الخدمات التجارية المحدودة وكان من النادر ان تشاهد احدا قادما من خارج العقبة باستثناء بضع عشرات من العمال القادمين للعمل في ميناء العقبة الذي كان يستقبل بضائع محدودة لا تكاد تذكر وكان الخروج ليلا من منطقة السوق الى اطراف العقبة التي اصبحت الان قلب المدينة مغامرة لا تحمد عقباها خوفا من ضواري الليل المنتشرة وخاصة الضباع.

 

   ويضيف الحاج ابراهيم ان شوارع العقبة لم تكن معبدة باستثناء الشارع الرئيس الواقع في المنطقة التجارية اما الشوارع الاخرى فكانت ممهدة بالرمل الذي كان يتحول الى قطعة ملتهبة من شدة الحرارة في شهري تموز واب وحتى الشوارع المعبدة كان المشي عليها كأنه نوع من انواع العقاب حيث كان الاسفلت وبفعل ارتفاع درجة الحرارة يسيل ليعلق باقدام المشاة.

 

ولا يخفي الحاج ابراهيم حنينه الى تلك الايام رغم قساوتها مستذكرا مزاياها حيث المجتمع المتراحم والمتواد فكان اذا مرض احد من ابناء العقبة آنذاك فان اهل المدينة كلهم يبادرون الى زيارته والتسامر معه. كما كانوا يمضون لياليهم في سهرات مشتركة فيجتمعون ايام الصيف في باحات البيوت وفي ايام الشتاء يجتمعون حول مواقد النيران.

 

ويشير الى ان اهم السهرات التي كانت تعيشها العقبة في ذلك الوقت هي تلك التي تعقد لوداع صياد ينوي السفر في البحر ليمضي عدة اسابيع في رحلة البحث عن الاسماك حتى اذا عاد فان الكل يؤمون منزله للاطمئنان عليه وليروي لهم حكاياته مع البحر في حالات غضبه وصفائه.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير