بَطَرُ نِساءِ غَزّة أجود موقع مكياج رخيص واصلي بأفضل الأسعار القوات المسلحة توضح أصوات تفجيرات على الحدود الشمالية الرفاعي يدعو الى التركيز على التعليم التقني "الاتحاد" في المجموعة الثانية بدوري أبطال أسيا للسيدات لكرة القدم الخارجية تدين إقرار الكنيست الإسرائيلي لمقترح يعارض ويستهدف منع إقامة الدولة الفلسطينية مبعوث صيني يشدد على حل الدولتين كسبيل وحيد قابل للتطبيق لقضية الشرق الأوسط بلدية السلط الكبرى والحكومة الإيطالية برنامج الأمم المتحده للمستوطنات البشرية يوقعان مذكرة تفاهم لتنفيذ مشروع السلط الخضراء نائب رئيس مجلس الاعيان يزور جامعة البلقاء التطبيقية زين الأردن تنال شهادة "الآيزو" في إدارة استمرارية الأعمال مسؤول أممي: كل شيء بقطاع غزة أولوية وبذات الوقت هو تحدي الخارجية تدين وزير الأمن القومي للاحتلال على اقتحام المسجد الاقصى اجتماع أممي عربي لمناقشة القضايا المشتركة الكرك : امين عام وزارة الشباب يتفقد المرافق الرياضية في المحافظة البيت الأبيض يعلن إصابة الرئيس بايدن بفيروس كورونا المنتخب الوطني لكرة القدم يلتقي فريق اسبارطة التركي غدا ارتفاع أسعار الذهب عالميا أميركا تدعو إسرائيل إلى محاسبة المستوطنين المتطرفين بالضفة الغربية شهيد في غارة إسرائيلية على البقاع اللبناني غزة: 13 شهيدا جراء قصف الاحتلال عدة مناطق
كتّاب الأنباط

الثورات الملونة ... اصلاح ام دمار !!!

{clean_title}
الأنباط -

م. هاشم نايل المجالي

مراكز الدراسات الاستراتيجية والابحاث والمحللين السياسيين يعتبرون ان استراتيجية الثورات الملونة مصدرها وتصدرها الولايات المتحدة الامريكية ، من خلال منظمات المجتمع المدني وهيئات حقوق الانسان العالمية والمحلية والغير هادفة للربح فهي تمثل اذرعا خفية لها في تلك الدول .

وذلك لغايات الضغط على الانظمة للقبول والرضوخ بشروطها لتحقيق هدف وغاية لها ، او من اجل تغيير نظام قائم كما حدث في مصر وتونس وغيرها وبشكل سلمي ، تماما على اعتبار انه تغيير سلمي حيث ان امريكا تكون اول من يعترف بنتائج الثورة الملونة ، فهي تضع معارضة داخل الدولة بطريقة او باخرى وباساليب متعددة خاصة انها تملك القوة الاعلامية وتملك الادوات الداخلية لتحريكها داخل تلك الدولة ، مثل منظمات اهلية او جمعيات او مراكز دراسات وغيرها ، بطرحها لقضايا مختلفة تخلق ازمات حقيقية عندما يتم تسويقها ، وتزويدها بمعلومات مختلفة تزرع الشك واليقين في نفوس وعقول ابناء تلك الدول ، مثل برامج الحريات وقضايا الفساد في النظام والحكومات والاشخاص ، مع تكرار عرض تلك المعلومات وتغذيتها بشكل تدريجي ليقتنع المواطن بصحتها ومدى انعكاسها على حياته المعيشية والعملية .

حيث تبدأ الحراكات السلمية الشعبية او الحراكات المطلبية كما حدث في جورجيا ( الثورة الوردية عام 2003 ) ، وفي اوكرانيا ( الثورة البرتقالية عام 2004 ) ، وكذلك كما حدث في بعض الدول العربية مثلاً في لبنان بعد اغتيال رفيق الحريري ، طالب العديد من اللبنانيين برحيل الجيش السوري وخرجت المظاهرات بالشوارع تحت شعار ثورة الارز في عام 2007 .

الشارع العربي اذن لم يسلم من عدوى تلك الثورات والحراكات كما حدث في تونس في حادثة البوعزيزي عام 2010 الذي فجر ثورة سميت بثورة الياسمين ، وكرت المسبحة في جمهورية مصر وليبيا ثم سوريا واليمن وسمي ذلك بالربيع العربي لتكون الفوضى والخراب الشامل ، لكن الفائدة كانت للدول الكبرى ، ودائماً مثل هذه الثورات تستخدم رمزاً معيناً او علماً او شعاراً معيناً وكثير من القوى الداخلية تتناسى خلافاتها وتتحد مع بعضها البعض لتحقيق هدف او غاية .

وعلى اعتبار انها تدشن فكراً ومنهجاً اصلاحياً جديداً يتناسب مع رياح التغيير والحرية والديمقراطية والمساواة وحقوق الانسان مع بقية الدول المتحضرة ، دون اي اعتبار لما ستكتويه شعوب تلك الدول من تدخلات وفتن داخلية وصدامات للخروج من هذا الواقع ، وهذا الاسلوب الذي يتحكم فيه رأسمال غربي يكلف الشعوب كثيراً ، وله تبعات لا يستطيع احد ان يضع لها ايّة ضوابط ، فالمسارات مرسومة والطروحات والبدائل كذلك مستغلين تردي الاوضاع الداخلية في تلك الدول سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ، وغالبيتها في خدمة السياسة الامريكية وبالتالي اسرائيل .

فمثلاً الدور الذي قامت به منظمة ( يورا ) التي تزعم انها جماعة مؤيدة للديمقراطية والتي قامت بتزويد المتظاهرين بكل ما يلزم حتى الملصقات ، واشارت صحيفة الغارديان البريطانية حول دور  منظمة يورا في الثورة البرتقالية في كييف الاوكرانية وهي منظمة امريكية ، وهناك مثلها الكثير في العديد من الدول مثل منظمة كمارا التي دعمت ثورة جورجيا ، ومنظمة ( تبور ) التي دعمت ثورة صربيا .

فهي منظمات تصنع الثورات السلمية والحراكات الشبابية وتمولها وتزودها بالمعلومات والوسائل والتقنيات وغيرها اي ان الولايات المتحدة واسرائيل تشتركان في هدف واحد وهو اثارة الثورات الملونة في الشرق الاوسط ( في الدول العربية ) واحدة تلو الاخرى .

ولن يسلم منها احد ومن خلالها يتم اثارة الفوضى واراقة الدماء واصطباغ الشوارع والبيوت باللون الاحمر من خلال الصراع والاقتتال الداخلي والصدامات غير المنضبطة ، مع ضخ اعلامي ممنهج فهي تحمل في شعارها الخروج من الواقع السيىء ، لكن الى ماذا فلقد وجدنا انها خرجت الى واقع اسوأ فبدل اصلاح ما هو موجود تغير الوضع الى ما هو اسوأ من سيىء .

فلقد صنعت امريكا واسرائيل ثورات بالوان مختلفة وبأنماط واشكال مختلفه على انها تمرد اجتماعي ، مستثمرين ثغرات واساليب نقد اعلامية مثيرة ومحفزة لابناء المجتمع للخروج الى الشوارع على شكل حراكات .

اي اننا نستطيع ان نقول ان الثورات الملونة هي على ارض الواقع تكنولوجيا تنظم الانقلابات في مختلف الدول ، في ظروف الزعزعة المتعمدة والمصطنعة للاستقرار ، ويجري خلال ذلك الضغط على سلطات هذه الدول على شكل الابتزاز السياسي ، وأما وسيلة هذا الابتزاز فهي ممثلة بحركات الشباب الاحتجاجية التي تنظم وفق مخطط محدد ، حيث يصور الوضع على انه ظاهرة احتجاج عفوية وكعصيان مدني نتيجة ما يتم خلقه من ازمات مفتعلة تؤدي الى تلك الاحتجاجات ، مما يزعزع الاستقرار ويحوله الى ازمة حقيقية ، وفي كثير من الاحيان يتم خلق توافق زمني فيما بينها في عدة مواقع في نفس البلد الواحد .

ولكن مثل هذه الثورات لا تحقق طموحات ومطالب الجماهير حيث ان الهدف منها هو زعزعة السلطة واستقرارها ، لفرض الشروط والاوامر عليها للقبول بها طوعاً ، ولا ننسى وجود ايدي خفية تعمل على ذلك سواء كانت صاحبة نفوذ او مجتمعية لكن يتم تمويه كل شيء على اعتبار انها حراكات عفوية وارادة شعبية ، وغالبيتها لا تستخدم العنف او المواجهة بقدر ما هي سلمية وفي الثورات الملونة يتم التمييز والتفريق بين الصديق والخصم وتحديد الغرباء والخصوم باسلوب او بآخر .//

 

 

hashemmjali@yahoo.com