حبا الله الأردن قيادة حكيمة تستشرف أمان المستقبل وتقوده نحو الأفضل برؤية واضحة تتيح للجميع المشاركة ، فكانت الأوراق النقاشية تعبيراً عن رغبة صادقة ليصوغ الجميع و يساهموا في صناعة مستقبل دولتهم.
و منذ أن اطلق جلالة الملك الأوراق النقاشية ، حول رؤية جلالته للأصلاح في الأردن، بادر المجلس الأعلى للشباب (سابقاً ) بتنظيم العديد من ورش العمل للشباب الأردني في كافة مديريات الشباب في المحافظات لمناقشة الأوراق الخمسة (في حينها) ، حيث عقد المجلس(٥٤١) ورشة عمل خلال عامي ٢٠١٣/٢٠١٤ و بمشاركة (٣١,٠٠٠) شاب وشابة ، تخلل ذلك جلسات عصف ذهنية و جلسات حوار، نتج عن ذلك عقد مؤتمر للشباب بمشاركة ممثلين عن الشباب من كافة المحافظات ممن شاركوا في الحوارات تحت اسم ( ملتقى الشباب الأردني لمناقشة الأوراق الملكية الخمسة) .
و قد خرج الملتقى بتوصيات حول هذه الأوراق الملكية، بعد دراستها ومناقشتها بمنهجية علمية متطورة، الأمر الذي من خلاله بادر المجلس الأعلى للشباب لوضع منهجية عمل لترجمة هذه الرؤى الملكية للإصلاح، وفق القراءة التحليلية التي قام بها الشباب الأردني ، لتكون ضمن خطط وبرامج المجلس اعتباراً من بداية عام ٢٠١٥.
وقد قمت على إثر ذلك بتوجيه رسالة إلى سيدي ومولاي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم بتاريخ ٤-١١-٢٠١٤ بإسمي ونيابة عن العاملين في المجلس الأعلى للشباب والشباب الأردني عامة ، ذكرت فيها ومن خلال تقرير مفصل ( مرفق معها) توصيات الشباب الأردني في ضوء القراءة التحليلية للأوراق النقاشية، والتي تمثل سابقة نادرة في سلوك الملوك والقادة في مخاطبة شعوبهم مباشرة، والتواصل معهم بالكلمة المكتوبة على شكل رسائل، كما أوضحت فيها منهجية المجلس و إجراءاته في التعامل مع هذه التوصيات ، ترجمة لفلسفة المجلس وإستراتيجيته التي تعتمد على حملات الاستماع للشباب و ترجمة رؤاهم وتطلعاتهم و توفير البيئة الآمنة والداعمة لبرامجهم وأنشطتهم و تحقيق امنياتهم، و قد قمت بتسليم الرسالة والتقرير المفصل للنقاشات إلى الديوان الملكي و بمعيتي خمسة من الشباب المنتخبين من زملائهم لهذه الغاية.
وقد تضمنت الإجراءات التي قام بها المجلس حيال الأوراق النقاشية ، تنفيذ برامج البرلمانات الشبابية ، تحقيقاً لمبدأ التحكيم الديموقراطي ، حيث أعدت التشريعات اللازمة و أجريت الانتخابات في كافة المحافظات ، كما تم تطوير الأستراتيجية الوطنية للشباب ، حيث ادخلت محاور جديدة تماشياً مع الأوراق النقاشية الملكية، و منها : محور الشباب والتمكين الديموقراطي ، محور الشباب والتطرف، محور الشباب والأمن الوطني والإنساني ، محور الشباب وريادة الأعمال، محور الشباب و محركات التغيير والتركيز هنا على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من محاور أخرى.
كما طُرح برنامج السلامة الوطنية لمحاربة الغلو و التطرف والإرهاب ، كما تم تطوير وتفعيل برنامج القائد الشبابي وتأهيل القيادات الشبابية بكافة الجوانب المعرفية والمهارات الإبداعية واكسابهم السلوكيات الإيجابية، وتعزيز مبدأ العدالة والتميز والنزاهة والشفافية وتكافؤ الفرص.
كما تم إطلاق برنامج الحوارات الشبابية عام ٢٠١٥ ، الذي يقوم على أساس الحوار بين الشباب وصناع القرار في كافة الجوانب ، إضافة إلى الحوار بين الشباب أنفسهم ( المناظرات الإيجابية ) ، وتعزيز مبدأ الحوار القائم على إحترام الرأي و الرأي الآخر . كما تم إطلاق البرامج الشبابية التي تؤكد مبدأ السِلم الإجتماعي والاعتدال والوسطية و الأبتعاد عن الغلو والتطرف والعصبية، وترجمت المبادئ السامية للأديان والتعايش الديني . وبعد انتهاء الحوارات وبروز التوصيات و إجراءات المجلس ، تم تأليف كتاب بعنوان الرؤية الملكية لمسيرة الإصلاح بعنوان ( الرؤية الملكية لمسيرة الإصلاح ، دراسة وتوصيات للأوراق النقاشية الملكية الخمسة من وجهة نظر شبابية ). وهي حصيلة المناقشات الشبابية في كافة المحافظات ، وقد تم إشهار هذا الكتاب برعاية دولة السيد فيصل الفايز رئيس مجلس الأعيان والمرفق صورة عن غلاف هذا الكتاب .
سائلاً المولى عز وجل أن يديم على بلدنا نعمة الأمن والأمان والإستقرار في ظل عميد آل البيت صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، حفظه الله ورعاه.