أرسلت مجموعة من خبراء الاقتصاد، تضم نحو ألف شخص من بينهم 14 فائزا بجائزة نوبل، رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تحذره من أن سياساته الاقتصادية تشبه تلك التي تم اتباعها في ثلاثينيات القرن الماضي، وأدت إلى "الكساد العظيم".
وقام 1140 خبيرا اقتصاديا بتحذير ترامب في رسالة أرسلت، الخميس، من "سياسات الحماية الاقتصادية" التي يتبعها، خاصة قراره بفرض رسوم جمركية على واردات الحديد والألومنيوم الأوروبية.
يذكر أن ترامب منح الاتحاد الأوروبي وأستراليا ودولا أخرى إعفاءات مؤقتة من تلك الرسوم.
وجاء في الرسالة: "في عام 1930، حث 1028 خبيرا اقتصاديا الكونغرس على رفض مشروع قانون الرسوم الجمركية المعروف بـ (سموت هاولي)، واليوم الأميركيون يواجهون مجموعة من الأنشطة الحمائية، بما في ذلك تهديدات بالانسحاب من اتفاقيات تجارية، وقرارات مضللة لفرض رسوم جمركية".
وأضافت الرسالة: "لم يستجب الكونغرس لنصيحة الخبراء عام 1930، ودفع الأميركيون في مختلف أنحاء البلاد ثمن ذلك".
ويحث الاقتصاديون ومعلمو الاقتصاد الموقعين على هذه الرسالة، بقوة على عدم تكرار خطأ عام 1930، كون التجارة الآن أكثر أهمية بكثير للاقتصاد الأميركي.
يذكر أن الكونغرس حول "سموت هاولي" إلى قانون في يونيو عام 1930، وكان يطبق سياسات حماية تجارية، أدت إلى تطبيق رسوم جمركية على أكثر من 20 ألف سلعة مستوردة.
ويرى خبراء اقتصاديون أنه لعب دورا كبيرا في الكساد العظيم الذي شهده العالم في تلك الفترة، وفق ما ذكرت صحيفة "التلغراف" البريطانية.
ومنذ تولي ترامب الحكم، هدد بتفكيك اتفاقيات اقتصادية تعود لعشرات السنوات، بما في ذلك اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية "نافتا"، معتبرا أن هذه الاتفاقية أضعفت قاعدة التصنيع في الولايات المتحدة.
وقال براين رايلي الذي نسق الرسالة، إن ترامب والمرشح الديمقراطي السابق لانتخابات الرئاسة، بيرني ساندرز، هاجما في خطاباتهما قبيل الانتخابات التجارة الحرة، معتبرين بأنها تؤثر على توازن الاقتصاد العالمي.
وأضاف رايلي: "الناس ينظرون إلى التغييرات التي تعرض لها الاقتصاد، ويلقون باللوم على التجارة الحرة، مثل انخفاض التصنيع، ولكن في الواقع التغيير له علاقة أكثر بالاتجاه نحو الآلات".
وتابع: "إذا نظرنا لما حدث عام 1930، سنجد أن التجارة الدولية أصبحت أكثر أهمية للاقتصاد العالمي الآن أكثر من أي وقت مضى. إذا تم تحويل خطابات ترامب إلى حرب تجارية فعلية، فإن النتائج قد تكون رهيبة".