الاحتلال الإسرائيلي يغلق حاجز جبع العسكري شمال القدس قطاعات تجارية تطالب بضبط عمليات البيع الإلكتروني منخفض جوي الأحد يتبعه صقيع وأجواء شديدة البرودة في المملكة الجناح الأردني في معرض الكويت الدولي للكتاب منصة للحوار الثقافي مديرية الأمن العام تحذر من المنخفض الجوي المتوقع عيد ميلاد سعيد سعد العوايشة (ابو ينال ) الرومانيون يتوجهون إلى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيسهم تجارة عمان تدعو لتكامل اقتصادي أردني – لبناني 55.10 دينارا سعر الذهب في الأسواق المحلية الأحد تجارة عمان تدعو لتكامل اقتصادي أردني – لبناني الأمن: مطلق العيارات النارية لديه سجل جرمي ومطلوب على قضايا عدة أبرزها المخدرات الصفدي :أمن الأردن واستقراره فوق كل اعتبار ونقف بجبهة صلبة لمواجهة الإرهاب الغادر المياه : تدعو للتحوط بسبب وقف ضخ المياه من الديسي لأعمال الصيانة الوقائية بداية شهر 12 المنتخب الوطني لكرة السلة يلتقي نظيره الفلسطيني في جدة غدا البرلمان العربي يرحب بإصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو 1287 طن خضار وفواكه ترد لسوق إربد المركزي اليوم غوتيريش يرحب بنتائج مؤتمر شرق أوسط خال من الأسلحة النووية المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تسلل حملة لإزالة الاعتداءات على قناة الملك عبد الله ضمن جهود حماية الموارد المائية الاتحاد العالمي للأسمدة يمنح شركة مناجم الفوسفات الأردنية الميدالية الذهبية للتميز الصناعي

استهداف العقل الفلسطيني

استهداف العقل الفلسطيني
الأنباط -

استهداف العقل الفلسطيني

بلال العبويني

ليس مهما إن كان الشهيد العالم فادي البطش منتميا لحركة حماس أو غيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية حتى يكون هدفا للموساد الإسرائيلي، إذ يكفي فقط الغوص في سيرته العلمية والمهنية، على حداثة سنّه، حتى نكتشف الأسباب التي تجعله هدفا لموساد الاحتلال.

الشهيد البطش، ابن الخامسة والثلاثين عاما، نال أرفع الشهادات في مجال الهندسة الإلكترونية، ونشر العديد من الأبحاث في كبريات المجلات العلمية المحكمة وحاز جوائز علمية رفيعة بما أبدع فيه في مجال الطاقة المتجددة.

هذه السيرة، كفيلة لأن تعتبرها سلطات الإحتلال الإسرائيلي خطرا عليها، فالعقول الفلسطينية هي من أكثر التهديدات التي تخشاها آلة الحرب الإسرائيلية، لأن شابا في مقتبل العمر وحائزا على ما حاز عليه من شهادات وعلوم وأبحاث وجوائز، سيكون الكثير أمامه لينجزه في المستقبل ليسجل اسمه كعالم فلسطيني فذ، وهو ما لا ترغب به إسرائيل الساعية دوما إلى طمس كل ما تعلق بفلسطين حتى لو كان على مستوى الأكلات الشعبية.

ما تخشاه إسرائيل أيضا أن يسخر مثل هؤلاء العلماء علومهم وإمكانياتهم لخدمة المقاومة، كما هو الحال مع الشهيد المهندس يحيى عياش، لذلك كان من المهم بالنسبة إليها المسارعة لإعلان قدرتها على التخلص من "رجل حماس في تسيير الطائرات من دون طيار".

في التاريخ الفلسطيني القريب، أي منذ العام 1948 على الأقل، قدم الكثيرون من أصحاب الشهادات العلمية أرواحهم برصاص سلطات الإحتلال، والذاكرة يمكن أن تستذكر على عجالة أسماء من مثل فتحي الشقاقي وعبد العزيز الرنتيسي وغسان كنفاني ويحيى عياش، والكثير الكثير غيرهم ممن تبوأوا مكانة مهمة في المقاومة الفلسطينية.

لذلك، فإن العقل الفلسطيني لا تقل خطورته عن المقاوم الفلسطيني، لأن كليهما يشكل خطرا وجوديا على الكيان المُصطنع، وبالتالي فإن مثل هكذا اغتيالات تؤكد أن هذا الكيان من المستحيل التعايش معه أو عقد أي صفقات سياسية من أي نوع كانت لأنه لن يحترمها من الأساس، ولن يكون بمقدوره العمل بها حتى وإن تظاهر بالالتزام بها.

الاحتلال الإسرائيلي بطبيعة الأحوال لن يجد من يردعه أو يعاقبه على ما اقترفه من جريمة باغتيال البطش، لأن المجتمع الدولي منحاز إليه دون خجل، فبالتالي التعدي على دولة ذات سيادة مثل ماليزيا لن تكون له تبعات سياسية حتى وإن نشطت بهذا الاتجاه، لأنها ستصطدم في نهاية المطاف بالفيتو الأمريكي إن اشتكت واستطاعت بعد ذلك، إيصال شكواها لمجلس الأمن.

من هنا، فإن المواجهة مع الاحتلال ستظل مفتوحة دائما وبكافة السبل، وليس مسيرات العودة في غزة إلا إحدى تلك الوسائل المشروعة للشعب الفلسطيني.

لذلك، من المعيب أن يتم التقليل من شأن تلك المسيرات أو رميها بما لا يليق بها، فمن ينتقد هكذا أسلوب مقاوم عليه أن يتقدم الصفوف ويقترح أساليب أكثر جدوى، إن كان لديه ما يقوله حيال ذلك.//

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير