عواقب الكسل المفرط أبرز أسئلة المقابلات الشخصية وإجاباتها بعد إصابة محمد فؤاد..نصائح مهمة لمريض العصب السابع 6 جثث في فندق فاخر.. السلطات التايلاندية تكشف اللغز مضيفة طيران تضطر للإمساك بباب حمام رحلة لمدة 16 ساعة هل التمارين قبل النوم مفيدة؟ النوم في غرف منفصلة بسبب الشخير.. مشكلة أم علاج؟ كريشان يرعى ايام شومان الثقافية في معان أسباب تعرق اليدين وطريقة التخلص منها سبع خطوات لكبح شهوة تناول الحلويات الأولوية ضد الاحتلال حسين الجغبير يكتب:بين شائعتين.. من نصدق؟ إطلاق وثيقة شعبية لمحاربة المال الأسود ب الانتخابات لماذا تراجعت "التربية" عن قرارها المثير للجدل خلال 24 ساعة؟ المعايطة: حكم قضائي بالسجن 6 أشهر على شخص بعد إدانته بالرشوة الانتخابية الأردن يستعرض نجاح تجربة قطاع المياه في تسريع تحقيق الهدف السادس من اهداف التنمية المستدامة في الأمم المتحدة أندية الدرجة الأولى لكرة القدم تعلق المشاركة بالدوري أجود موقع مكياج رخيص واصلي بأفضل الأسعار ختام معسكر التدريب المهني والتعليم التقني لمديرية شباب محافظة عجلون وزير الزراعة يطلع على خطط وبرامج تطوير الشركة الأردنية الفلسطينية( جباكو)
كتّاب الأنباط

استهداف العقل الفلسطيني

{clean_title}
الأنباط -

استهداف العقل الفلسطيني

بلال العبويني

ليس مهما إن كان الشهيد العالم فادي البطش منتميا لحركة حماس أو غيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية حتى يكون هدفا للموساد الإسرائيلي، إذ يكفي فقط الغوص في سيرته العلمية والمهنية، على حداثة سنّه، حتى نكتشف الأسباب التي تجعله هدفا لموساد الاحتلال.

الشهيد البطش، ابن الخامسة والثلاثين عاما، نال أرفع الشهادات في مجال الهندسة الإلكترونية، ونشر العديد من الأبحاث في كبريات المجلات العلمية المحكمة وحاز جوائز علمية رفيعة بما أبدع فيه في مجال الطاقة المتجددة.

هذه السيرة، كفيلة لأن تعتبرها سلطات الإحتلال الإسرائيلي خطرا عليها، فالعقول الفلسطينية هي من أكثر التهديدات التي تخشاها آلة الحرب الإسرائيلية، لأن شابا في مقتبل العمر وحائزا على ما حاز عليه من شهادات وعلوم وأبحاث وجوائز، سيكون الكثير أمامه لينجزه في المستقبل ليسجل اسمه كعالم فلسطيني فذ، وهو ما لا ترغب به إسرائيل الساعية دوما إلى طمس كل ما تعلق بفلسطين حتى لو كان على مستوى الأكلات الشعبية.

ما تخشاه إسرائيل أيضا أن يسخر مثل هؤلاء العلماء علومهم وإمكانياتهم لخدمة المقاومة، كما هو الحال مع الشهيد المهندس يحيى عياش، لذلك كان من المهم بالنسبة إليها المسارعة لإعلان قدرتها على التخلص من "رجل حماس في تسيير الطائرات من دون طيار".

في التاريخ الفلسطيني القريب، أي منذ العام 1948 على الأقل، قدم الكثيرون من أصحاب الشهادات العلمية أرواحهم برصاص سلطات الإحتلال، والذاكرة يمكن أن تستذكر على عجالة أسماء من مثل فتحي الشقاقي وعبد العزيز الرنتيسي وغسان كنفاني ويحيى عياش، والكثير الكثير غيرهم ممن تبوأوا مكانة مهمة في المقاومة الفلسطينية.

لذلك، فإن العقل الفلسطيني لا تقل خطورته عن المقاوم الفلسطيني، لأن كليهما يشكل خطرا وجوديا على الكيان المُصطنع، وبالتالي فإن مثل هكذا اغتيالات تؤكد أن هذا الكيان من المستحيل التعايش معه أو عقد أي صفقات سياسية من أي نوع كانت لأنه لن يحترمها من الأساس، ولن يكون بمقدوره العمل بها حتى وإن تظاهر بالالتزام بها.

الاحتلال الإسرائيلي بطبيعة الأحوال لن يجد من يردعه أو يعاقبه على ما اقترفه من جريمة باغتيال البطش، لأن المجتمع الدولي منحاز إليه دون خجل، فبالتالي التعدي على دولة ذات سيادة مثل ماليزيا لن تكون له تبعات سياسية حتى وإن نشطت بهذا الاتجاه، لأنها ستصطدم في نهاية المطاف بالفيتو الأمريكي إن اشتكت واستطاعت بعد ذلك، إيصال شكواها لمجلس الأمن.

من هنا، فإن المواجهة مع الاحتلال ستظل مفتوحة دائما وبكافة السبل، وليس مسيرات العودة في غزة إلا إحدى تلك الوسائل المشروعة للشعب الفلسطيني.

لذلك، من المعيب أن يتم التقليل من شأن تلك المسيرات أو رميها بما لا يليق بها، فمن ينتقد هكذا أسلوب مقاوم عليه أن يتقدم الصفوف ويقترح أساليب أكثر جدوى، إن كان لديه ما يقوله حيال ذلك.//