البث المباشر
المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة مديرية الأمن العام تطلق خدمة “التدقيق الأمني للمركبات” عبر الرقم الموحد "117111" موهبة استثنائية .. جامعة روشستر في دبي تقبل طالبا بعمر 12 عامًا وزارة الصناعة والتجارة والتموين تفوز بجائزة التميز الحكومي العربي .. أفضل وزارة عربية

استهداف العقل الفلسطيني

استهداف العقل الفلسطيني
الأنباط -

استهداف العقل الفلسطيني

بلال العبويني

ليس مهما إن كان الشهيد العالم فادي البطش منتميا لحركة حماس أو غيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية حتى يكون هدفا للموساد الإسرائيلي، إذ يكفي فقط الغوص في سيرته العلمية والمهنية، على حداثة سنّه، حتى نكتشف الأسباب التي تجعله هدفا لموساد الاحتلال.

الشهيد البطش، ابن الخامسة والثلاثين عاما، نال أرفع الشهادات في مجال الهندسة الإلكترونية، ونشر العديد من الأبحاث في كبريات المجلات العلمية المحكمة وحاز جوائز علمية رفيعة بما أبدع فيه في مجال الطاقة المتجددة.

هذه السيرة، كفيلة لأن تعتبرها سلطات الإحتلال الإسرائيلي خطرا عليها، فالعقول الفلسطينية هي من أكثر التهديدات التي تخشاها آلة الحرب الإسرائيلية، لأن شابا في مقتبل العمر وحائزا على ما حاز عليه من شهادات وعلوم وأبحاث وجوائز، سيكون الكثير أمامه لينجزه في المستقبل ليسجل اسمه كعالم فلسطيني فذ، وهو ما لا ترغب به إسرائيل الساعية دوما إلى طمس كل ما تعلق بفلسطين حتى لو كان على مستوى الأكلات الشعبية.

ما تخشاه إسرائيل أيضا أن يسخر مثل هؤلاء العلماء علومهم وإمكانياتهم لخدمة المقاومة، كما هو الحال مع الشهيد المهندس يحيى عياش، لذلك كان من المهم بالنسبة إليها المسارعة لإعلان قدرتها على التخلص من "رجل حماس في تسيير الطائرات من دون طيار".

في التاريخ الفلسطيني القريب، أي منذ العام 1948 على الأقل، قدم الكثيرون من أصحاب الشهادات العلمية أرواحهم برصاص سلطات الإحتلال، والذاكرة يمكن أن تستذكر على عجالة أسماء من مثل فتحي الشقاقي وعبد العزيز الرنتيسي وغسان كنفاني ويحيى عياش، والكثير الكثير غيرهم ممن تبوأوا مكانة مهمة في المقاومة الفلسطينية.

لذلك، فإن العقل الفلسطيني لا تقل خطورته عن المقاوم الفلسطيني، لأن كليهما يشكل خطرا وجوديا على الكيان المُصطنع، وبالتالي فإن مثل هكذا اغتيالات تؤكد أن هذا الكيان من المستحيل التعايش معه أو عقد أي صفقات سياسية من أي نوع كانت لأنه لن يحترمها من الأساس، ولن يكون بمقدوره العمل بها حتى وإن تظاهر بالالتزام بها.

الاحتلال الإسرائيلي بطبيعة الأحوال لن يجد من يردعه أو يعاقبه على ما اقترفه من جريمة باغتيال البطش، لأن المجتمع الدولي منحاز إليه دون خجل، فبالتالي التعدي على دولة ذات سيادة مثل ماليزيا لن تكون له تبعات سياسية حتى وإن نشطت بهذا الاتجاه، لأنها ستصطدم في نهاية المطاف بالفيتو الأمريكي إن اشتكت واستطاعت بعد ذلك، إيصال شكواها لمجلس الأمن.

من هنا، فإن المواجهة مع الاحتلال ستظل مفتوحة دائما وبكافة السبل، وليس مسيرات العودة في غزة إلا إحدى تلك الوسائل المشروعة للشعب الفلسطيني.

لذلك، من المعيب أن يتم التقليل من شأن تلك المسيرات أو رميها بما لا يليق بها، فمن ينتقد هكذا أسلوب مقاوم عليه أن يتقدم الصفوف ويقترح أساليب أكثر جدوى، إن كان لديه ما يقوله حيال ذلك.//

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير