إطلاق المرحلة الثانية لمشروع "تحسين جودة البنية التحتية من أجل إدارة كفؤة للمياه في الأردن " اختتام حملة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لدعم مرضى السرطان من غزة الناقل الوطني الأمل الوحيد للعجز المائي .. ندوة في عمان للترويج السياحي الثقافي في نانتشانغ الصينية الساكت: المشاركة في الانتخابات تعني أن نكون شركاء في صنع القرار مدرب النشامى يؤكد جاهزية المنتخب للقاء نظيره الفلسطيني اعادة انتخاب مجلس إدارة مؤسسة إعمار السلط الحالي للدوره القادمة بالتزكية و إضافة السيد عبدالرحيم الواكد إلى المجلس السعايدة : اتفاق مع "المستقلة للانتخابات" لتنظيم ملف الإعلام مستقبلاً العقبه -منح سلطة منطقة العقبه الاقتصاديه الخارجية تعزي بضحايا الفيضانات في المغرب عمان الأهلية تشارك بالمؤتمر الدولي السابع لجمعية أطباء الأمراض النفسية الأردنية من هي المرأة التي ستمثلنا في مجلس النواب إبراهيم أبو حويله يكتب : مدرسة حزبية ... "شومان" تعلن أسماء الفائزين بجائزة أدب الأطفال لدورة العام 2024 رئيس جامعة البلقاء التطبيقية يكرم نائبي الرئيس والعمداء الذين تقدموا باستقالاتهم الدلالات والرؤى في رواية "كويت بغداد عمّان" لأسيد الحوتري وزيرة التنمية تستقبل بعثة منظمة المرأة العربية لمراقبة الانتخابات صندوق الإتمان العسكري يعطل أعماله الثلاثاء سلطة المياه : توقيع منحة دعم من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية ضمن مشروع المحافظة على المياه مدير عام الشؤون الفلسطينية يلتقي مدير عمليات الأونروا
كتّاب الأنباط

التحقيق في "كيماوي دوما".. هل له قيمة؟

التحقيق في كيماوي دوما هل له قيمة
الأنباط -

 

بلال العبويني

من المفترض أن يكون وفد منظمة حظر الأسلحة الكيماوية قد دخل يوم أمس الغوطة الشرقية للشروع في جمع الأدلة والعينات المخبرية للتأكد من مزاعم استخدام الغاز الكيماوي في مدينة دوما على وجه التحديد.

لكن، وعلى الرغم من الحماس الذي أبدته الحكومة السورية لوصول الوفد وإعلانها التعاون المطلق معه لفضح أكاذيب من أَلصق بها تلك التهمة، إلا أنه لا قيمة عملية لذلك الوفد وما قد يصدر عنه من نتائج تحديدا إن كانت في سياق نفي استخدام الحكومة الغاز في تلك المنطقة.

ذلك أن التهمة قد صدرت منذ البدء، وربما قبل يوم الإعلان عنها لأن الهدف، على ما يبدو، تقَصُد إلصاق تهمة مثل هذه بالحكومة السورية بين فترة وأخرى، وتحديدا كلما حقق الجيش تقدما ملحوظا في أي من ساحات القتال.

لكن، ماذا لو توصل فريق التحقيق إلى أن ثمة آثار للغاز السام في تلك المنطقة؟، هل ستبدأ التحقيقات للتعرف على من استخدمه سواء أكانت القوات التابعة للحكومة السورية أم المسلحين أنفسهم؟.

أغلب الظن أن التهمة ستُلصق مباشرة بالحكومة السورية وقواتها الأمنية والعسكرية، لأن الهدف كما قلنا مسبقا توريط الجيش السوري بتهمة استخدام الغاز كلما كان في وضعية المتقدم على الأرض، وهذا هو الواقع في الغوطة الشرقية التي عادت إلى حضن الدولة السورية بعد سنوات من وقوعها تحت قبضة المسلحين.

كانت مدينة دوما آخر معاقل المسلحين، وفي يوم الإعلان عن استخدام الغاز كانت المفاوضات لخروج المسلحين في مراحلها النهائية، بل إن المسلحين كانوا قد طلبوا من المفاوض الروسي ترتيب لقاء يجمعهم بوفد من الحكومة السورية

بدأوا بمغادرتها قبل الإعلان عن الغاز الكيماوي بيوم وانتهت مغادرتهم للمنطقة بعد يوم من إعلان وقوع ضربة الغاز.

بالتالي، العقل البسيط بإمكانه القول إن لا مصلحة للحكومة للوقوع في ورطة كبيرة من مثل استخدام الغاز وتأليب الرأي العام العالمي عليها في مثل هذا الوقت والظرف.

على العموم، هذا الكلام لم يعد له قيمة لأن كل من يقف في الطرف النقيض للدولة السورية صدق التهمة وانتهى الأمر، بل إن الكثير منهم غمرهم الفرح لإلصاق التهمة بالحكومة السورية، وغمرهم الفرح أكثر عندما هدد الرئيس الأمريكي باستعداده توجيه ضربة عسكرية موجعة لسوريا.

غير أن خيبة الأمل كانت كبيرة من نتيجةالعدوان، وهو ما يجعل الشك يتزايد أكثر وأكثر من وجود الغاز الكيماوي في تلك المنطقة، أو على الأقل من أن الحكومة هي من قامت بإلقاء الغاز هناك إن كان حقا وجدت له آثار.

على العموم، التجارب مع وفود منظمات حظر الأسلحة الكيماوية والنووية في العراق، تدعونا إلى عدم الثقة بما سيصدر عن اللجنة الموجودة في الغوطة اليوم، لأنها ببساطة لم تكن حيادية ونزيهة ما يعني أنها لن تكون كذلك مستقبلا.

استخدام الغاز الكيماوي جريمة كبرى بحق الإنسانية بغض النظر عن من استخدمه، لكن السؤال سيبقى ماذا لو وجدت آثار له، هل سيتم التحقيق بمن استخدمه أم سيكتفي الوفد بإثبات وجوده وإلصاق التهمة بالحكومة، على الرغم من أن خبراء أثبتوا أن مختبرا صغيرا بإمكانه انتاج مثل تلك الغازات السامة، هذا إذا ما أضفنا إلى ذلك حجم الدعم المالي والعسكري واللوجستي الذي يتلقاه المسلحون من دول خارجية.

من أجل ذلك، قلنا إن لا فائدة من ذلك الوفد ومن تقريره، لأن التهمة تم تكييفها وانتهى الأمر.//

 

 

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير