سناء فارس شرعان
الاردن والارتباط الوثيق بالقمة !!!
يتوجه الاردن الى القمة العربية المزمع عقدها في الدمام في المملكة العربية السعودية وهو على اهبة الاستعداد للمشاركة الفاعلة في هذا الحدث الهام سيما وانه شغل منصب رئيس القمة العربية الماضية التي عقدت في البحر الميت على مقربة من العاصمة عمان وسيبقى يشغل هذا المنصب لحين افتتاح اعمال القمة القادمة .
ما يجعل الاردن على اهبة الاستعداد للمشاركة في قمة الدمام بالاضافة الى رئاسته لقمة البحر الميت الملفات التي يبدو على اتم الاستعداد لحملها وطرحها على اعمال القمة سواء ما يتعلق بالعلاقات العربية العربية وتسوية الخلافات والنزاعات بين الدول الشقيقة وتنقية الاجواء العربية وتصفيتها من الشوائب لان سياسة الوفاق والاتفاق هي التي دأب الاردن على انتهاجها في سياسته الخارجية منذ استقلاله في الخامس والعشرين من ايار عام 1946 وانطلاقا من هذه السياسه حرص الاردن على التمسك بالوحده العربية وازالة الخلافات التي تفرض هذه العلاقات والعمل على تكريس الوحده بالمواقف ازاء مختلف الاحداث.
وامتاز الاردن على الدوام بانه اكثر قطر عربي تمسكا ودعما لمؤسسه القمة فكان الاسبق في حضورها للمشاركة باعمالها بل اول من يلبي نداء القمة وبعد النداء الذي وجهه الرئيس جمال عبد الناصر للقمة العربية عام 1964 م للرد على مشروع اسرائيل بتحويل روافد نهر الاردن كان المرحوم له باذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال بالموافقة بعد 45 دقيقه من الخطاب الذي وجهه عبد الناصر لهذه الغاية وكان الاردن دائما اول المشاركين في القمة ولم يتخلف عن حضورها منذ مؤتمر انشاص الذي عقد في مصر 1946م.
وللدلالة على تمسك الاردن بالوحده العربية والحرص على الانخراط بجامعة الدول العربية بادر الى الانضمام اليها قبل ان يحقق استقلاله في الخامس والعشرين من شهر ايار عام 1946 فاعتذرت الدول العربية عن قبول عضويته الا انه احضر وثيقة من بريطانيا التي كانت تستعمر البلاد تفيد بان الاردن مؤهل للاستقلال فوافقت الدول الست المستقله انذاك على انضمام الاردن الى عضوية الجامعة العربية ليصبح عددها 7 دول هي مصر والسعودية والعراق واليمن وسوريا ولبنان والاردن وشارك الاردن في قمة بلودان في سوريا عام 1947 التي عقدت في اجواء نكبه فلسطين وتصويت الجمعية العامه للامم المتحده على القرار رقم 181 وما يرد بقرار التقسيم حيث قررت الجمعية العامة انذاك اقامة دولتين الاولى يهودية على مساحه 53% من فلسطين واعلنت قيامها فور الموافقه على قرار التقسيم ودولة فلسطين على مساحة 47% من مساحة فلسطين ولم تظهر الى حيز الوجود الى حد الان وبعد نكبه 1948 اصبحت القضية الفلسطينية قضية العرب الاولى والتي تتعاقب على القمم العربية وتتداولها الجامعة العربية عبر ملفاتها لتجدد عاما بعد اخر ويحرص الاردن على نقل القضية الفلسطينية قضية العرب الاولى من قمة عربية الى اخرى لمتابعة مستجدات هذه القضية وتداعياتها على الساحة الدولية وعلى مختلف الملاعب الاممية
ولعل ابرز انجاز قدمه الاردن لصالح القضية الفلسطينية كان ذلك خلال القمة العربية عام 1974 التي عقدت في الرباط حيث وافق الاردن على اقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية التي كانت خاضعة له لتمكين منظمة التحرير الفلسطينية من اقامة مثل هذه الدولة وفي عام 1988 تنازل الاردن عن سيادته على الضفة الغربية وقبل بفك العلاقة القانونية والادارية مع الضفة الغربية ما اتاح المجال لمنظمة التحرير الى اعلان الدولة الفلسطينية المستقله مؤقتا في القمة العربية في الجزائر عام 1988 وبذلك حقق الاردن حلم منظمة التحرير باقامة الدولة الفلسطينية رغم وقوف الكيان الصهيوني دون تحقيق هذا الحلم.//