فارس شرعان
يعود القادة الى اوطانهم بعد تحريرها وتعود الجيوش الى بلادها بعد تخليصها من المحتلين والمستعمرين وبذلك تحظى باستقبال مهيب في عواصمها ومن قبل ابنائها وشعوبها مثلما فعل الجنرال شارل ديغول بعد ان عاد من منفاه في لندن بعد ان حرر بلاده من الاحتلال النازي كذلك استقبل نابوليون بونابرت اثر الانتصارات التي حققها في القاره الاوروبيه وخاصه في روسيا رغم الخسائر التي اوقعها الثلج بين جيوشه وقواته وعوده الفاتحين المنتصرين وهم مكللون باكاليل الغار امر طبيعي بل هو تقليد دأبت الامم على اتباعه منذ الاسكندر المقدوني وبعده اباطرة روما وقادتها ولم نجد على مر التاريخ قائدا مهزوما او عاجزا عن تحقيق الحرية والاستقلال لوطنه يهدد بالعوده فاتحا ....
خاصة اذا كان التهديد موجها الى شعبه او الى الفريق المناضل من ابناء وطنه كما فعل مؤخرا رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله الذي هدد بالعوده الى غزة عوده الفاتحين اثر محاولة الاغتيال التي فوجئ بها لدى زيارته الى القطاع حيث سرعان ما وجه مع قيادته اصابع الاتهام الى حركة حماس باغتيال الحمد الله ومدير مخابراته كما كان من الرئيس الفلسطيني ان فرض عقوبات قاسيه على القطاع الذي لم يكفيه الحصار الامريكي الاسرائيلي العربي منذ 10 سنوات ونيف مطالبا بتسليم قطاع غزة كاملا للسلطة لممارسه سيادتها عليه بحيث يمكن للحمد الله من العوده الى القطاع بحراسه شرطته وحراسه ما يحقق له طموحاته بالعوده الى غزة عودة الفاتحين
اسوا ما في هذه العقليه والتصرفات الصبيانيه التي لا تختلف عن تصرفات الجواسيس انها تاتي في هذا الوقت بالذات الذي لا تكاد النيران فيه تفارق الاراضي الفلسطينية جراء انتهاكات والجرائم الصهيونية التي تتضاءل امامها الجرائم ضد فلسطين ارضا وشعبا ومقدسات اسلامية ومسيحيه فلا يكاد يمر يوم لا يقتحم فيه الصهاينة المسجد الاقصى المبارك ويعيثون فيه فسادا ولا تمر ساعه دون ان يمارس المستوطنون اعتداءاتهم على اراضي الفلسطينية في الضفة الغربية ويستولون على الاراضي ويصادرونها تمهيدا لاقامة المزيد من المستوطنات عليها بالاضافة الى اقامة الطرق الالتفافية التي من شانها انتهاك المزيد من الاراضي الفسطينية بحيث اضحت المستوطنات تزيد عن 40% من مساحه الضفه الغربية بما فيها القدس علاوة على هدم المنازل وتهجير اصحابها قسريا خارج فلسطين وعدم السماح لهم بالعوده وخاصه الاشقاء المسيحيين لتسهيل سيطرة الصهاينة على الكنائس والاديرة والاملاك والاراضي التابعه لها
عباس توج اجراءاته البطوليه ضد قطاع غزة بفرض المزيد من العقوبات لتأديب المقاومة واخضاعها وتحقيق ما عجزت اسرائيل عن تحقيقه باخضاع المقاومة ومنظماتها المكافحه من حماس وجهاد اسلامي وحركات اخرى
عباس الذي يحكم السلطة الفلسطينية بعد انتهاء فترته القانونيه منذ اكثر من 10 سنوات يتفاخر بانه وزمرته يعيشون في الاراضي الفلسطينية تحت (البساطير الاسرائلية) فكيف من هذا الشخص ان يحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني بما فيها حق العوده واقامة دولة مستقله واين ستقام هذه الدولة العتيدة بعد ان يستولي سلطات الاحتلال على بقية الاراضي الفلسطينية وماذا اذا رفضت اسرائيل المفاوضات هل لدى هذا القائد ( المغوار ) بدائل اخرى لانتزاع الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني
بل ان السؤال المطروح بالحاح هو كيف تقام الدولة الفلسطينة المستقله وعاصمتها القدس الشريف اذا كانت الاولويه لدى الحمد الله تتمثل بالعوده الى قطاع غزة عودة الفاتحين لانها اهم ما يشغل باله وتفكيره !!!