خطوة ايجابية كبيرة قامت بها الحكومة، بتعيين الدكتور نضال ابراهيم الأحمد مديرا عاما للمكتبة الوطينة، خلفا للصديق محمد يونس العبادي، والاحمد خبير واستاذ علم مكتبات، جاء من التعليم الجامعي، وهو ناشط وفاعل في علم المكتبات وجمعية المكتبات الأردينة، وكفاءة تستحق الموقع، والأمل أن يبني على ما أنجزه سلفه وأن يقود المكتبة الوطينة إلى مصاف مثيلاتها في المنطقة العربية، فهي تعد مؤسسة وطنية غنية بالكنوز الوثائقية ولها اعتبار امام المؤسسات الدولية.
اكتمال تعيين الأحمد جاء بصدور الإرادة الملكية بالموافقة عليه بعد تنسيب من مجلس الوزراء وبعد مقابلات من لجنة الاختيار، وهو أمر يثلج الصدر، بتولي اصحاب الكفاءة والخبرة والمعرفة، وهو أمر يأتي في مسار تنسيب لجنة اختيار رؤساء جامعات اليرموك والتكنولوجيا والحسين، وما صدر عن اللجنة من تنسيبات تنتظر اقترانها بالإرادة الملكية، هو أمر في غاية الأهمية؛ لأنه استند كما عبرت لجنة الاختيار إلى معايير عديدة ومنها الخبرة الإدارية في الجامعة والأقدمية في رتبة الاستاذية والنشر العلمي والقدرة على التشبيك في مشاريع علمية، ورئاسة تحرير المجلات العلمية، وغير ذلك من معايير الاختيار التي وضعتها اللجنة.
الاختيار جاء بالدكتور زيدان كفافي، والدكتور نجيب أبو كركي والدكتور صائب خريسات، وانا هنا اتحدث عن الدكتور كفافي الذي عرفناه في حقل الآثار، وهو منقب ومؤرخ كبير قرأنا كتبه في مرحلة البكالوريوس، وكانت مقررة علينا في مساق تاريخ الأردن القديم، وهو عضو في هيئة تحرير المجلة الأردينة للتاريخ ومجلات علمية أخرى، ونقب ودرس في المملكة العربية السعودية وغيرها من البلدان، وفي النشر العلمي له مساهمة كبيرة، وقد كرمه جلالة الملك في منتدى العلوم قبل شهرين في جامعة الأميرة سمية.
اما الدكتور نجيب أبو كركي فشهادتي به مجروحة، كونه زميلا في الجامعة الأردنية، عمل رئيس قسم ونائب عميد، وعميد، وهو مناضل وطني بُحَ صوته منذ زمن وهو يدعو لتبني نظام انذار مبكر في منطقة البحر الميت جراء الحفر المفاجئة التي تهبط فيها الأرض، بشكل دوائر، وقد عرفته حق المعرفة فهو أهل للموقع، على خلق ودماثة، وهو خسارة على البحث أن يذهب للإدارة في جامعة تحتاج للكثير من العمل لانقاذها مالياً فكان الله في عونه.
المهم أن الاختيار جاء موفقاً، قد لا يرضي الجميع، والمعاير كل مرة تزداد صعوبة لمن يريد مناصب قيادية في الجامعات، وهناك بالتأكيد من لا يرضى ومن يرى أنه أحق، لكن هذه هي النتيجة، وعلينا أن نتفاءل؛ لأن ما حدث هو ايجابي جداً ولأسباب كثيرة.
الدستور