رلى هاني السماعين
بعد ما مررنا به من صعوبات وضيقات وتحديات في فترة الست سنوات الماضية، صمد الاردن لانه وقف وِقفة واحدة بالرغم من الرفض الداخلي لبعض السياسات المالية التي أثقلت كاهلنا كمواطنين .... لكننا صمدنا.
تكلمنا كثيراً بموضوع محاربة الارهاب والتعصب ونبذ الاخر، وأقمنا مؤتمرات عديدة مختلفة متنوعة العناوين لكنها متحدة في المضمون، لدرجة أننا مللنا من الحديث، وضعفت حركة القلم الحر من الدعوة إلى نشر التوعية ضد التطرف وقلة الهمة في محاربة الفكر الداعشي، وكرهنا هذا المصطلح (الفكر الداعشي) الذي صوره بالعقل يرتبط بالدماء والاشلاء. عقلنا لم يعد يحتمل مزيدا من العبء... وهنا أخطاؤنا .
الفكر المتطرف لا يهدأ، لا يأخذ راحة ولا ينام، هدفه إحداث ألم في القلوب، ودوشة في العقول وضوضاءً في الأجواء. وهو عكس مسلك سعاة السلام.
ومرة أخرى وبعد ما أحرز الاردن تقدما في السعي نحو السلام، يأتي من يأخذ الدين غطاء لينشر سياسة فكر متطرف ويأخذ من منصة التعليم مساحة لبث سمومه.
علمت من اصدقاء بأن مثل هؤلاء موجودون في جامعاتنا وفِي مدارسنا. كلمة "موجودون" هي مصدر قلق لي ولكل أردني يهمه استقرار الاردن، لاني أنا وعائلتي ومقربين لي واصدقاء لنا و معارف كثر لا نريد جنسية اخرى كبديل لوطني، وموضوع الهجرة هو ليس خيارا مطروحا أبداً. من الواضح أن سياسات وأجندات الدمار تعمل بهدوء ولا تكل
فلماذا يكل قلمنا ويختفي صوتنا من صد ذبذبات الشر المنتشرة بالفضاء!!!
السلام يحتاج إلى جدّية في العمل، و يحتاج إلى تفعيل القوانين التي تفرض على الغير محترم أن يحترم نفسه والآخر مقابله. ونضحك على أنفسنا إذا إعتقدنا بأن داعش ذابت، بل العكس هو الصح، الخطر يكمن في أنه أوصل الاعلام فكرة بأنها إنتهت، نحن إخترنا بأن نصدق ونمضي قدماً، وهذه بالذات وصفة لعدم الحل والتهرب من المسؤولية.
وعلينا أن نعي بأن مصالحنا مشتركة، وإن همنا واحد، ونعي ايضاً بأن هناك من يقفون في طريق الاصلاح الاجتماعي ولا يكلون.
وبالنهاية لا بـد مما ليس بُدّ منه وهو مطالبة المعنيين بالتحرك والعمل على تطبيق صارم للقوانين لردع من لا يرتدع وعدم السماح لأي شخص كائنا من كان بأن يتجاوز الخطوط الحمراء ... وعلينا التحرك الان!//