كتّاب الأنباط

 منبج ...... بعد عفرين !!!

{clean_title}
الأنباط -

 فارس شرعان

 منبج ...... بعد عفرين !!!

من الواضح ان احلام تركيا ومخططاتها المتعلقة بالازمة السوريه بدات تتحقق وفق الخطط التي تم وضعها رغم ان السنوات السابقه من الثوره لم تحقق كما ارادت لها تركيا التي دعمت الشعب السوري بكل ما تملك ووقفت الى جانبه بالمال والسلاح كما دعمت غيرها من الثورات العربيه في تونس وليبيا ومصر واليمن

الخلافات التركيه الامريكيه حالت دون تحقيق احلام تركيا وطموحاتها حيث كانت الادارة الامريكيه السابقة برئاسة باراك اوباما تتعارض مع الاهداف والمخططات التركيه في ضوء التنسيق الامريكي الروسي ورفضت الادارة الامريكيه تقديم اي دعم للثوره الشعبيه السوريه وخاصه المال والسلاح والدعم الاعلامي والسياسي فيما كانت روسيا التي تتهافت على استعمار سوريا واحتلالها تسعى للانقضاض على سوريا ارضا وشعبا وموارد لنهبها والسيطره عليها

بل ان تركيا عملت جاهده على تكرار دور حلف الناتو في ليبيا والقضاء على نظام القذافي الا ان واشنطن رفضت هذه الفكره جمله وتفصيلا حيث لم تكن الادارة التركيه تتسم  بالشجاعه التي اتصف بها الجمهوريون علاوة على مخاوف واشنطن من الميلشيات الشيعيه الايرانيه والعراقيه والللبنانيه والافغانيه واليمنيه الامر الذي باعد الخطى الامريكيه التركيه التي عملت على اقناع واشنطن في مختلف الوسائل لجلب الدعم الامريكي للثوره السوريه والشعب السوري من خلاال اقامة مناطق امنه في شمال سوريا لحمايه الثوره والمقاتلين وتوفير المناطق الامنه لاقامة مخيمات للاجئين السوريين وتدريب المقاتلين الذين وضعوا نصب اعينهم منذ بدايه الثوره اسقاط النظام واقامه اخر على انقاضه بحيث يكون اكثر عدلا وديمقراطيه وتعدديه سياسه وتكريسا للحقوق الانسان واكثر عداله ومساواه واخاء

ورغم ان الخلافات لم تصل الى درجه كبيرة في البدايه الا ان مساحه هذه الخلافات بقيت كبيره رغم ان واشنطن وانقره حليفتان في اطار الدول الغربيه وحلف شمال الاطلسي( الناتو) الا ان للانحياز الامريكي الكامل للاكراد السوريين على حساب تركيا زاد من هوة الخلاف بين الجانبين خاصه وان واشنطن دعمت الاكراد بالمال والسلاح ولم تبخل بهذا الدعم على سوريا الديمقراطيه التي تمكنت من دحر تنظيم داعش في شمال شرق سوريا بحيث احتلت 30% من منطقه الجزيرة كما دعمت واشنطن قوات حمايه الشعب الكردي التي تمكنت من طرد تنظيم داعش على طول الشريط الحدودي السوري التركي الذي تبلغ مساحته 8% من مساحه سوريا

ورغم الوعود الامريكية لتركيا بالانسحاب القوات الكرديه من شرق الفرات بعد دحر داعش الا ان واشنطن لم تفي بوعدها وظلت تعارض انسحاب الاكراد من منبج ومنطقة شرق الفرات حتى بعد ان اجتاحت تركيا عفرين واوشكت على احتلالها بالكامل

واخيرا رضخت واشنطن لمطالب تركيا بالانسحاب من منبج حيث اتفقت على سحب الاكراد من المنطقه في المستقبل القريب ما يتيح لتركيا الفرصه كامله للقضاء على التنظيمات الكرديه الارهابيه في منطقه الحدود السوريه التركيه بل ان تركيا اتفقت مع العراق على وضع حد لاطماع الاكراد شمال العراق ما يتيح لها وضع حد لطموحات الاكراد في اقامة كيان او دوله سواء في شمال العراق او شمال سوريا خاصه بعد فشل المشروع الكردي في شمال العراق

مجرد انسحاب القوات الكرديه الى شرق الفرات ومن منبج من شأنه ان ينهار المشروع الكردي في شمال سوريا وتسهيل اعاده اللاجئين السوريين الذين فروا الى تركيا لتخفيف معاناتهم وتسهيل سبل العيش امامهم

لقد تمكنت تركيا من تحقيق اهدافها بتفعيل استغلالها لتناقضات والخلافات بين روسيا وامريكا ودعمها للثوره السوريه وتقديم كافه المساعدات لسوريا وشعبها ما مكنها من التغلب على الطموحات الامريكية والروسيه على حد سواء ..... كما ان الدعم الذي قدمته تركيا لسوريا ارضا وشعبا وثوره كان صادقه قد مكن الثوره من تحقيق اهدافها في اسقاط النظام واقامه نظام اخر على انقاضه ليكون اكثر عدلا وديمقراطيه وتعدديه لولا رفض المجتمع الدولي التدخل عن هذا الصعيد !!!

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )