كتّاب الأنباط

من هم مسلحو الغوطة؟

{clean_title}
الأنباط -

من هم مسلحو الغوطة؟

بلال العبويني

منذ أن وطئت أقدام المسلحين أرض الغوطة الشرقية، كان واضحا التباين والتنافس على السيطرة فيما بينها حتى وصل إلى مستوى المواجهة المسلحة.

حال الغوطة في ذلك، كحال بقية المناطق السورية التي غزاها الإرهابيون من كل أصقاع الدنيا، حاملين فكرا شاذا وأهدافا خاضعة لإمرة من يُمول ويُسلح.

اليوم، ثمة سؤال يطرح نفسه عن الأسلحة الثقيلة التي يمتلكها مسلحو الغوطة، فالتقارير تفيد أنهم يقصفون بالصواريخ منذ عشرة أيام، مناطق الحكومة السورية لإجبارها على الرد.

من أين تأتي تلك الأسلحة، والغوطة من المفترض أنها مُحاصرة من قبل الجيش السوري وحلفائه؟.

يدرك الجميع، حتى أولئك الذين يصرّون على عدم غسل الغشاوة المتراكمة على أعينهم، أن أجندات خارجية لا صلة لها بالوطنية، يحملها أولئك المسلحون، وأن الدعم الذي يتلقونه إذا ما انقطع سرعان ما يتحول الولاء إلى منْ يدفع.

لذا، لنا أن نسأل إنْ كان الهدف وطنيا لأولئك المسلحين، وإنْ كانوا حريصين على دماء المدنيين، فما الذي يمنعهم من الخروج عبر الممرات الآمنة، وفقا للعرض الذي قدمه لهم الجيش السوري؟.

في الواقع، ثمة تقارير وشهادات كثيرة تحدثت عن اتخاذ المسلحين للمدنيين دروعا بشرية يحتمون بها، وهذا كان في مناطق متعددة في سوريا، وهو اليوم ماثل في الغوطة؛ فمنْ المسؤول بعدئذٍ عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ؟.

استهداف المدنيين، على أي حال، ليس مبررا من أي جهة كانت، لذا من الواجب وضع مشهد الغوطة في سياقه الصحيح، من حيث من هو المسؤول المباشر عما يجري.

ملف الغوطة، يستحوذ اليوم على نشرات الأخبار و"مانشيتات" الصحف، في إدانة موجهة لطرف بعينه، دون أن تُسلّط كل تلك الوسائل الإخبارية الضوء على الضحايا المدنيين الذين يسقطون بفعل صواريخ المسلحين، التي يقصفون بها المناطق الخاضعة للجيش السوري.

هل أولئك مدنيون أبرياء يستحقون التعاطف معهم، وهؤلاء ليسوا بمدنيين ولا أبرياء وبالتالي هم ليسوا بشرا ولا يستحقون التعاطف معهم أو تسليط الضوء عليهم؟.

ثم أليس هناك ثمة بؤر ساخنة في العالم العربي وحروب يموت فيها العشرات إن لم نقل المئات يوميا، لماذا لا أحد يتعاطف مع أولئك المدنيين الأبرياء؟.

المستفيد من تصعيد المشهد في سوريا، هو وبكل تأكيد من يقف وراء كل ذلك، وللأسف غالبية من على أعينهم غشاوة ليسوا معنيين بتحريك أدمغتهم قليلا والتحرر من الرسائل التي يبثها إعلام المستفيدين من تأزيم الأوضاع في سوريا، والنظر إلى الزاوية الأخرى من المشهد.

ليس مطلوبا من أولئك تبني موقف حيال هذا الطرف أو ذاك، بل الإحاطة بكلية المشهد للبحث عن المستفيد من كل ما يجري من حولنا.

على أي حال، سألنا في العنوان عن مسلحي الغوطة، وهم جيش الإسلام، وجبهة النصرة المتحالفة مع فيلق الرحمن، وأحرار الشام، وجيش الإسلام - الذي يشن بين فترة وأخرى حملات موسعة ضد جبهة النصرة وحليفها.

وكل جماعة من أولئك تُحصّن المناطق التي تسيطر عليها بالسواتر الترابية، فتقطعت أوصال الغوطة وأصبحت أشبه بإمارات معزولة ومتناحرة أحيانا فيما بينها، تنفيذا لأجندات الممولين الخارجيين.

هؤلاء هم "الثوار"، وهذا هو مشروعهم، فكل منهم يبحث عن إمارة تكون قاعدة لتنفيذ أوامر من يُمول ويُسلح، بالتالي هم ليسوا معنيين بالخروج الآمن لأن الهدف البقاء تحت حماية السواتر البشرية التي يتخذونها من سكان الغوطة الشرقية الأبرياء.//

تقسيم المقسم هو عنوان المرحلة الراهنة في الغوطة الشرقية، طالت أم قصرت لا يهم، فالمنتصر منهم سيرتطم بجدار الجيش السوري.

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )