كتّاب الأنباط

مجلس الأمن ومحرقة الغوطة … !!!

{clean_title}
الأنباط -

 فارس شرعان


 

خلال الأيام الأخيرة تحولت الغوطة الشرقية في دمشق الى اشبه بالهولوكوست اي المحرقة النازية ضد اليهود في المانيا خلال الحرب العالمية الثانية ما ادى الى احراق مئات الالاف من اليهود على ايدي النازية في جريمة لم يعرف التاريخ مثيلا لها من قبل الأمر الذي اثار الرأي العالمي وهز الضمير الانساني من الاعماق اشفاقا على مصير ٤٠٠ الف من سكان الغوطة الشرقية الذين يموتون تحت وطأة قصف الطيران الروسي والسوري والمدفعية الايرانية وكذلك الميليشيات الشيعية الايرانية والعراقية واللبنانية والافغانية.

وبعد جهود مضنية ومفاوضات شاقة بين اعضاء مجلس الأمن الدائمين وغير الدائمين تخللتها شروط روسية لابرام هدنة انسانية في الغوطة الشرقية توصل مجلس الأمن الى ابرام هدنة لمدة شهر في سوريا ترافقها وصول قوافل المساعدات للمحتاجين الا ان النظام واعوانه من الروس والايرانيين خرقوا الهدنة قبل ان يجف الحبر الذي كتب فيه القرار الذي وافق عليه مجلس الأمن بالاجماع بما في ذلك روسيا التي تمكنت من خداع  دول العالم من خلال تصويتها لصالح القرار ونكثها لهذا التصويت.

فقد خرقت روسيا والنظام قرار الهدنة وعادت تقصف قرى ومدن الغوطة الشرقية لتعيدها الى الجحيم الذي اعقب اتخاذ قرار مجلس الأمن بدأ النظام وحلفاؤه هجوما على الغوطة الشرقية مع منع وصول المساعدات الانسانية للمحاصرين من سكان الغوطة منذ اكثر من ٥ سنوات وكذلك منع اخراج المدنيين من الغوطة بأي حال من الاحوال،ولم يكتف النظام السوري بشن المزيد من الهجمات على قرى ومدن الغوطة بل بدأ هجوما شاملا هو الأقوى من نوعه بما يشبه حرب ابادة على سكان الغوطة …

وفي خضم المجازر الروسية والسورية بسكان الغوطة ومقاتليها طالب الأمين العام للأمم المتحدة غويتريش بتطبيق قرار مجلس الأمن الذي يحمل الرقم ٢٤٠١ فورا والالتزام به على الاطلاق فيما تؤكد روسيا وايران والنظام ان مناطق من الغوطة غير مشمولة بالهدنة و،هي المناطق الخاضعة لجبهة النصرة في الغوطة الشرقية علاوة على المناطق الخاضعة لتنظيمي داعش والقاعدة يضاف الى ذلك ان قرار وقف اطلاق النار لا يشمل المناطق التي تمارس فيها القوات التركية عملياتها في شمال سوريا حيث تقوم بتأديب قوات حماية الشعب الكردي التي احتلت منطقة عفرين من تنظيم داعش وتسعى تركيا حاليا لاستعادة عفرين ومناطق اخرى من القوات الكردية..

تركيا وعملية عفرين خارج اطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم ٢٤٠١ لأن هذا القرار يتعلق باقامة هدنة انسانية في الغوطة الشرقية اما مسرح العمليات التركية فهو في عفرين وقد يمتد الى منبج في مرحلة لاحقة … اما روسيا وايران فتدعيان التزامهما بقرار مجلس الأمن الا ان واقع الأمر يختلف عن ذلك اختلافا عمليا فروسيا تشارك قوات النظام بفاعلية في الغارات على الغوطة الشرقية رغم الضغوط التي يبذلها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للالتزام بنصوص القرار وتطبيق الهدنة الانسانية في الغوطة الشرقية لدرجة ان بوتين التزم امام المجتمع الدولي بقرار مجلس الأمن الدولي رقم ٢٤٠١ الذي ينص على اقامة هدنة انسانية في الغوطة الشرقية ويفتح المجال لتسيير القوافل الانسانية للطعام والدواء والاغاثة.

ورغم الضغوط التي مارسها ماكرون وميركل على بوتين الا ان الطيران الروسي لا يزال يقصف العديد من مدن وقرى الغوطة الشرقية فيما يواصل الجيش السوري اقتحام الغوطة فيما يشبه حرب الابادة ضد المدنيين والمقاتلين الأمر الذي يتطلب ممارسة المزيد من الضغوط الدولية على موسكو وخاصة من واشنطن ولندن وباريس وبعض الدول العربية لتخفيف الضغوط عن اهالي الغوطة ووقف المحرقة التي تتعرض لها …

يؤكد المحللون ان الهدف من معارك الغوطة او المحرقة التي يمارسها النظام يتمثل باخراج سكان الغوطة خارج سوريا وابعادهم عن مدنهم وقراهم في اطار التعديل الديمغرافي في منطقة الغوطة التي تحيط بالعاصمة دمشق من كافة الجهات … ويسعى النظام الى طرد سكان الغوطة واحلال الميليشيات الشيعية محلهم من ايرانيين وعراقيين ولبنانين وافغان … !!!

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )