الأمن يعلن مقتل شخص أطلق النار على دورية في الرابية .. واصابة 3 مرتبات البنك العربي يصدر تقريره السنوي الأول للتمويـل المسـتدام وتأثيــره جفاف البشرة في الشتاء.. الأسباب والحلول لتجنب التجاعيد المبكرة رذاذ فلفل وصعق للأطفال.. ممارسات "صادمة" للشرطة الاسكتلندية الأرصاد الجوية: أجواء باردة وأمطار متفرقة مع تحذيرات هامة.. التفاصيل كما توقعت "الانباط" في خبر سابق .. إعفاء الضريبة المضافة على السيارات الكهربائية 50% لنهاية العام 20 شهيدا و 66 مصابا في غارات إسرائيلية على وسط بيروت الامين العام لاتحاد اللجان الاولمبية يشيد بجهود لجنة الاعلام توازن تنظم لقاءً تعارفياً مع عدد من الصحفيين والصحفيات لبحث دور المرأة في الإعلام وتعزيز المهارات القيادية القطاع السياحي يدعو رئيس الوزراء لزيارة البتراء "المنكوبة" الأردن صمام أمان المنطقة وحارس الهوية الفلسطينية والمقدسات يارا بادوسي تكتب : جولات رئيس الوزراء:خطوة مطلوبة لتحفيز قطاع السياحة المرأة بالمحافظات وتحديات سوق العمل الثلاثي الفولاذي.. محور سياسي جديد يعيد رسم ملامح التوازن في الأردن الترخيص المتنقل بالأزرق من الأحد إلى الثلاثاء واتساب يقدم ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص أمانة عمان تعلن حالة الطوارئ المتوسطة اعتبارا من صباح غد ابتكار أردني رائد – إطلاق منتجات Animax+ و Animax++ قرارات مجلس الوزراء مطالبات جماهيرية بالاستعانة بالمحترفين الأردنيين المجنسين

سياسة" الحجة أم محمد"

سياسة الحجة أم محمد
الأنباط -

سياسة" الحجة أم محمد"

 

وليد حسني

 

لن تفهم الحجة ام محمد ظروف التعديل الحكومي الذي سيجريه الرئيس هاني الملقي اليوم على حكومته، ولن تستطيع إخبار جارتها أم علي إن كان احد من أقاربها سيعود اليوم من عمان في إجازته الأسبوعية ليقول لها إن الورود تفتحت على جانبي الطريق المؤدي الى الدوار الرابع.

 

لا يعني الحجة أم محمد ما يجري في عمان، ولا تهتم تماما بالحكومة بالقدر الذي تحسب فيه درجة رضاها عليها من خلال ما تدفعه لصاحب الدكان الحج فلاح الذي أخبرها مرات عديدة أن الغلاء هو الذي يدفعه لرفع الأسعار نافيا عن نفسه صفة"الحرامي" التي ألصقتها أم محمد به مرات عديدة كلما ترددت عليه واشترت من عنده شيئا"والله ما أنا حرامي ، كل شي غالي يا حجة..".

 

والحج فلاح يعرف أم محمد تماما،يعرف طيبتها ولغتها الساخرة، وبياض قلبها وطيبتها ومدى فقرها، وهو مثل كل خلق الله لا يلوم أم محمد على ما تقوله، بل لا يأخذ تنكيتها واتهاماتها له ماخذ الجد.

 

فأم محمد عجوز تجاوزت السبعين من عمرها تجدها في كل القرى والبوادي البعيدة عن عمان المركز، تراها في كل زاوية من زوايا الأردن لا يحيط المكان بها، ولا تحيط هي بالمكان، وتعرف جيدا أنها سليطة اللسان خاصة إذا تعلق الأمر بشؤون حياتها، وبتراقص الأوضاع الإقتصادية وتمايلها بين انكماش وانكماش، وهي مثل كل خلق الله تقيس مدى الرفاه الذي تعيشه بمقياس الخسائر التي تلحق براتبها الشهري المتواضع جدا الذي تتقاضاه من صندوق المعونة الوطنية.

 

قالت لها جارتها أم علي ان الحكومة ستتعدل، لم تدرك أم محمد هذه الجملة وسألت" هي كاينه عوجه يا ام علي" وتابعت" ايش يعني ما هو الرايح زي الجاي" ردت بعصبية واضحة وتابعت" يا خيه ويش النا بالحكومة هاي تبعت عمان واللي ييجي زي اللي يروح".

 

الحجة أم محمد لن تحتفل بالتعديل الحكومي ولن تسأل عن تفاصيله، ولن تتردد في كيل الإتهام للحج فلاح صاحب الدكان ولن تناقش معه بالتاكيد مدى قبول الأردنيين لهذا التعديل، وستكتفي فقط ــ كعادتها ــ بقياس مدى خسائرها وتآكل دخلها وارتفاع فاتورة مدفوعاتها لدكان الحج فلاح.

 

بالأمس لقيت الحجة أم محمد جارتها ام علي وسألتها وهي تقف على باب دارها" هل ينعدل الحال إذا تعدلت الحكومة؟؟"..

 

كان سؤال الحجة أم محمد أكبر من أن تحيط به ثقافة الجارة أم علي، وقبل أن ترد عليها كانت أم محمد تضيف" خلينا نسأل الحج فلاح صاحب الدكان...؟!".//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير