كتّاب الأنباط

ديانا كرزون.. والتصنيف الفندقي

{clean_title}
الأنباط -

 

وليد حسني

 

قرأت تصريحات المغنية الأردنية ديانا كرزون التي قالت فيها إنها نجمة الأردن الأولى، وقالت كلاما آخر لا أظنه يعنيني في شيء، فهذه المغنية التي طفت على سطح الفن من خلال مشاركتها في برنامج مسابقات سنة 2003 ظلت مكانها لم تتقدم خطوة واحدة، ولا أظنها تستطيع ذلك.

 

ذكرتني تصريحات كرزون بيوم وصولها الى العرض النهائي، يومها أفاق الأردنيون على تعزيز وطنيتهم وانتمائهم وقرروا دعمها لأنها تمثل الأردن، وقد كنت انا وعائلتي من بين الذين صوتوا لها عشرات المرات لرفع رصيدها التصويتي مقابل منافسيها من سوريا ولبنان.

 

منذ ذلك الوقت لا اظنها أبدعت في أغنية واحدة يمكنها أن تشكل علامة فارقة في تاريخها الغنائي، ولا أظنها نجحت بإضافة شيء للأغنية الأردنية، وحتى اكون اكثر شفافية فإنني لا اعرف لها أية أغنية يمكنها ان تهزني وتطربني وتعلق في ذاكرتي وتذرني نشوان طروبا.

 

إن كانت ديانا كرزون تعتقد أنها نجمة الأردن الأولى فعليها أن ترشدني إلى مقاماتها الغنائية التي أبدعتها، وعليها ان تقول لي ولغيري كم هو رصيدها الغنائي، وإبداعاتها المنظورة والمسموعة حتى تستحق وصف نفسها بنجمة الأردن الأولى.

 

ثمة الكثير يمكن ان يقال اليوم في الغناء الأردني وتاريخيته ومن يمثلونه اليوم، لكن يبقى على المغنية كرزون أن تتواضع قليلا وتعترف بأن نجمات الغناء الأردني يحسبن بأصابع اليد الواحدة فقط وكلهن أبدعن وأضفن الى الأغنية الأردنية التي ظلت قاصرة عن اقتحام الفضاء الغنائي العربي لأسباب يعرفها الجميع.

 

وعلى كرزون ان تتواضع قليلا أمام أسماء فنانات كبيرات قدمن للفن الأردني الكثير وعليها ان تستذكر بتواضع جم سلوى العاص، وغاده محمود، والمرحومة سهام الصفدي، وميسون الصناع، ومكادي نحاس، وسميره العسلي, ونهاوند، ومريم فخري، والقائمة بالتأكيد تطول.

 

يمكن للسيدة كرزون ان تقول ما بدا لها توصيفا لنفسها ولفنها ولمكانتها، وهذا حقها الذي لا ينافسها فيه احد، لكن من حقنا عليها كجمهور أن تكون لدينا القناعة الكاملة لنصدق ما تقوله لنا السيدة كرزون ليس بالكلام وإنما بالصوت وبالإنجاز، وهذا للأسف ما لم يتوفر لدي.

 

المغنية كرزون شكل من اشكال أزمة الغناء الأردني، إنها صورة نابضة عن ازمة الفن الأردني عموما، وفي اللحظة التي ترى فيها معظم الدول العربية لديها أسماء فنية مرموقة لها حضورها لدى الجمهور العربي فإننا في الأردن ــ للأسف ــ نفتقد لمثل هذا الحضور.

 

الفن الأردني في أزمة..//

 

نعم، وهي ازمة جامعة وممتدة لا تتوقف عند حدود الغناء، بل تتعداه الى التمثيل والدراما، ولدينا أزمة حقيقية في صناعة الفن وادواته بدءا بالتقنيات وانتهاءا بصناعة الفنانين والنجوم..

 

ليس لدينا الآن ما يمكن أن تعتبره ممثلا حقيقيا للغناء الأردني على الساحة العربية، وليس لدينا أي استعداد لنصدق ما قالته ديانا كرزون عن نفسها من كونها" نجمة الأردن الأولى"، فتصنيف الفنادق لا ينطبق بالضرورة على الفن الرفيع..

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )