د. عبد المهدي القطامين
مؤلم ما سمعته من خطاب نشاز يخرج من افواه شاذة بالتأكيد ومنحرفة وتعيش في عصر ظلامي فالذين هتفوا في الزرقاء بهذا الهتاف لا يمكن ان يكونوا من ابناء هذا الوطن مهما امتدت جذورهم فيه ومهما علت قاماتهم فهل يعقل ان تتم الدعوة في وطن مثل الاردن وصفته القصائد انه في بعض حجم الورد هل يمكن ان نقارنه بتورا بورا حيث الكهوف الحجرية التي تعود الى ما قبل التاريخ ذاته وحيث الدم والدمار والقتل وانتهاك حق الانسان في الحياة .
غريب ما يجري وغريبة جدا عقليات البشر الذين يعتبرون تورا بورا انموذجا يقتدى به ولنكن واضحين من يريد تورا بورا بكل ما فيها من دم وقتل ورماد وظلامية ليذهب اليها فنحن باقون هنا في هذا الوطن الذي لولاه لم نكن شيئا مذكورا ومن اراد ان يكون بطل طواحين هواء مثل دون كيشوت فله ذلك شريطة ان يمارس هذه الدونكيشوتية حيث يرغب واظن ان تورا وبورا وقندهار تليق بمثل هذه الافعال .
نعلم ان المعارضة الحقيقية جزء من النسيج الوطني بل هي جزء من الوطنية ذاتها ولكن البعض لا زال غير مدرك ان المعارضة للبناء وليست للهدم والمعارضة نور وليست نارا تحرق الاخضر واليابس والمعارضة برنامج وليست تهويمات في الهزواء وتهريج واعتلاء منصات الخطابة بلغة رنانة لا تصمد طويلا امام الواقع .
لكم تور بورا ولنا الطفيلة والكرك ومعان واربد وعمان والعقبة لكم ذلك الموت المنتشر في فضاء غير معقول ولنا هذه الحياة التي نعشق نسغها كلما هبت نسائم ريح جنوبية وفاحت رائحة الشيح والقيصوم تداعب شعر نشمية شمرت عن ساعدها وقالت حي على العمل .//