الأمن يعلن مقتل شخص أطلق النار على دورية في الرابية .. واصابة 3 مرتبات البنك العربي يصدر تقريره السنوي الأول للتمويـل المسـتدام وتأثيــره جفاف البشرة في الشتاء.. الأسباب والحلول لتجنب التجاعيد المبكرة رذاذ فلفل وصعق للأطفال.. ممارسات "صادمة" للشرطة الاسكتلندية الأرصاد الجوية: أجواء باردة وأمطار متفرقة مع تحذيرات هامة.. التفاصيل كما توقعت "الانباط" في خبر سابق .. إعفاء الضريبة المضافة على السيارات الكهربائية 50% لنهاية العام 20 شهيدا و 66 مصابا في غارات إسرائيلية على وسط بيروت الامين العام لاتحاد اللجان الاولمبية يشيد بجهود لجنة الاعلام توازن تنظم لقاءً تعارفياً مع عدد من الصحفيين والصحفيات لبحث دور المرأة في الإعلام وتعزيز المهارات القيادية القطاع السياحي يدعو رئيس الوزراء لزيارة البتراء "المنكوبة" الأردن صمام أمان المنطقة وحارس الهوية الفلسطينية والمقدسات يارا بادوسي تكتب : جولات رئيس الوزراء:خطوة مطلوبة لتحفيز قطاع السياحة المرأة بالمحافظات وتحديات سوق العمل الثلاثي الفولاذي.. محور سياسي جديد يعيد رسم ملامح التوازن في الأردن الترخيص المتنقل بالأزرق من الأحد إلى الثلاثاء واتساب يقدم ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص أمانة عمان تعلن حالة الطوارئ المتوسطة اعتبارا من صباح غد ابتكار أردني رائد – إطلاق منتجات Animax+ و Animax++ قرارات مجلس الوزراء مطالبات جماهيرية بالاستعانة بالمحترفين الأردنيين المجنسين

مرضى السرطان والاعتصام الفجائعي

مرضى السرطان والاعتصام الفجائعي
الأنباط -

مرضى السرطان والاعتصام الفجائعي

 

وليد حسني

 

لا أذكر بالمطلق أن مرضى في الأردن أو خارجه اعتصموا ضد قرار حكومي يصادر حقهم باستمرار العلاج غير ما رأيته بالأمس حين اعتصم مرضى السرطان ممن تجاوزوا الستين من العمر وذويهم أمام رئاسة الوزراء في اعتصام قد يكون الأول من نوعه في الأردن ــ ربما ــ وفي عالمنا العربي.

بالأمس كانت ثمة فضيحة بكل المقاييس أمام دار رئاسة الوزراء، فمرضى السرطان شافاهم الله وعافاهم ممن طالتهم إجراءات الحكومة " 1440 مريضا ممن تجاوزوا الستين من العمر" وقفوا هناك على ناصية الدوار الرابع وهم يدركون جيدا أن لا حول لهم ولا قوة غير الوقوف احتجاجا للإعلان بأن مرضى السرطان خط أحمر.

غاب الكثيرون عن اعتصام الأمس من المرضى لأسباب صحية لا أكثر، وتغيبت الحكومة أيضا التي كانت منشغلة تماما في متابعة جلسة مجلس النواب، في الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء ووزير الصحة يستبقان اعتصام الأمس بتصريحات أكدا فيها على تراجع الحكومة عن قرارها السابق واستمرار معالجة هؤلاء في مركز الحسين للسرطان.

المشكلة الجوهرية أن الحكومة حتى مساء أمس لم تقل كيف سيواصل هؤلاء تلقي العلاج، وهل تطلب منهم العودة اليها لتجديد اعفاءاتهم العلاجية أم التمسك بالذهاب إلى الديوان الملكي ليعودوا مجددا إلى مركز الحسين للسرطان ليحصلوا على إعفاء لمدة شهرين وربما شهر.

مرضى السرطان لا يكذبون، ولا يدعون المرض، ومن حقهم الإنساني والدستوري والوطني تلقي العلاج في مركز متخصص، ومن حقهم متابعة حالاتهم مع أطبائهم الذين يشرفون على علاجهم منذ اللحظات الأولى.

ومع كامل الإحترام والتقدير لمستشفيات وزارة الصحة ولأطبائها المبدعين حقا فإن خلافنا مع القرار الحكومي يتعلق فقط في أن مستشفيات وزارة الصحة ليست مؤهلة بالقدر الكافي لعلاج معظم حالات السرطان، وتفتقد الإمكانيات الكافية، وكان على الحكومة قبل أن تتخذ مثل هذا القرار أن تعمل مقدما على إعادة تاهيل المستشفيات ورفدها بالكوادر الطبية والخبرات الكافية لمعالجة هذا المرض وبعد ذلك تتخذ قراراها بدلا من ان تلقي المرضى في اليم وتقول لهم "لا تبتلوا بالماء" وهي تدرك جيدا "أن الغريق لا يخشى من البلل".

هل وصل الحال بالمواطن أن يذهب للاعتصام امام رئاسة الوزراء أو  في الشارع للحصول على بعض حقه في المعالجة؟ وهل وصل الحال بمرضى السرطان تحديدا لاستدرار الشفقة الحكومية إلى هذا الحد الفجائعي الذي عبر عن نفسه أمام رئاسة الوزراء أمس؟!.

إن سياسة "الاعتماد على الذات" لا تعني تحت أي ظرف من الطروف العبث بمقادير الناس، وبحياتهم وبأبسط حقوقهم التي تقلص معظم ما يتعلق منها بالحياة الكريمة في ظل سياسات لا تحفل كثيرا باحترام حياة الفقراء مقابل الاحتفاء بمنطق السوق وتسليع المواطن وتجفيف منابع حياته الكريمة ومقاديرها..

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير