نتائج التوجيهي
د. محمد طالب عبيدات
نتائج الثانوية العامة أو التوجيهي للدورة الشتوية صدرت صبيحة امس، وهذا العام للأمانة جو الإمتحان والحديث فيه بين الطلبة والأهل بات مريحاً نسبياً، فالأسئلة من المنهاج ويضبطها التوزيع الطبيعي في السهولة أو الصعوبة وحتى مستوى إستثارة التفكير فيها، فنسب النجاح وتحصيل الطلبة بالإمتحان يمثلان مخرجات التعليم العام لفترة دراسة الطلبة الممتدة ﻹثني عشر عاماً في المدارس، والتي ساهم فيها الطالب والمدرس ووزارة التربية والتعليم واﻷهل والبيئة التعليمية والمناهج:
1. أبارك من سويداء القلب سلفاً للطلبة الناجحين وخصوصاً المتميزين منهم وأشدّ على أياديهم كنتيجة وثمرة لتعبهم وكدّهم وسهرهم وإدارتهم لوقتهم.
2. أمّا الذين لم يحققوا تطلعاتهم أو كبوا في الإمتحان فأقول لهم وﻷهليهم بأن ذلك سواء بالحصول على المعدل اﻷقل من التوقعات أو الرسوب لا سمح الله ليس نهاية المطاف أو نهاية الحياة، ولكلّ جواد كبوة وسيتم التعويض لاحقاً، وربما يكون هذا درسا لبداية النجاح في مسيرة حياتكم!
3. الإجراءات التصحيحية الأخيرة التي إتخذتها وزارة التربية والتعليم من حيث المحافظة على بيئة تعليمية طبيعية دون إرهاصات أو ضغوطات وكذلك بيئة الإمتحان المثالية وغيرها من العمليات ساهمت دون شك في إعادة هيبة الثانوية العامة لمسارها الصحيح من حيث دقّة العلامات وأهميتها وضبط اﻹمتحان وإهتمام اﻷهل والطلبة، لكن ما زال هنالك حاجة ماسة لربط الحزم التعليمية بالتخصصات الجامعية وسوق العمل وغيرها.
4. أؤكد بأن التحصيل الدراسي للطلبة ليس وليد عام الثانوية العامة فقط لكنه نتيجة تراكمية لفترة دراستهم في المدرسة طوال إثني عشر عاماً، لذلك فعنصر المفاجأة لا مكان له في التحصيل الدراسي.
5. التمّيز في الحياة لا يكون بدراسة الطب أو الهندسة او الصيدلة لوحدها لكنه يتحقق بالرغبة واﻹتقان ﻷي تخصص يختاره الطلبة أو يكون من نصيبهم ويبدعون فيه، وربما بالمواءمة مع حاجات سوق العمل.
6. التوجهات الجديدة لوزارة التربية والتعليم لضبط جودة العملية التعليمية وبيئتها الحاضنة ومخرجات التعليم العام إيجابية وخصوصاً في مسائل جودة اﻹمتحانات وإقتصار مسارات التعليم العام اﻷكاديمي على مسارات معينه، لكن المسائل التربوية والتركيز على الدراسات الميدانية والتفكير الإبداعي وحل المشكلات ومهارات الإتصال وبناء الشخصية الطالبية بحاجة للمزيد.
7. أتطلع ﻷن نصل لمرحلة أن يصبح إمتحان الثانوية العامة كأي إمتحان دون أن يكون كابوساً للأهل وللطلبة، وإن كنّا قاربنا على ذلك، وبالطبع لا يمكن أن يتم ذلك إلّا إذا تم تخفيض نسبة أهميته لدخول الطالب للجامعة وتوزيع درجاته على المرحلة الثانوية كافة وإجراء إمتحانات قبول جديدة في الجامعات وإجراء القبول المباشر بالجامعات تعزيزاً لإستقلاليتها وإيجاد مبدأ السنة التحضيرية لإختيار رغبات الطلبة أسوة بما سيجري في كليتي الطب وطب الأسنان في جامعتي التكنولوجيا والأردنية وتوجّهات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الصائبة في ذلك.
8. نجحت وزارة التربية والتعليم بعدم إرباك الطلبة وأهليهم ومحبيهم حول موعد الثانوية العامة حيث أن حالة اﻹرباك للموعد تم تجاوزها وبات الطلبة يعلمون بموعد صدور النتائج، فالشفافية أصبحت سمة ناجحة في ذلك.
9. دعوة للأهل والطلبة لعدم المبالغة في إحتفالات اﻷفراح في حال النجاح وعدم المبالغة في الحزن لدرجة اﻹحباط في حال الرسوب أو عدم تحقيق الطموح، فالوسطية واﻹعتدال في المشاعر والمظاهر مطلوبة، والوقوف لجانب أبناءنا الطلبة هو المهم للحفاظ على صحتهم النفسية.
بصراحة: توجّهات وزارة التربية والتعليم على الأرض سديدة وتسعى كي لا يشكّل التوجيهي كابوساً للطلبة وأهاليهم ومحبيهم، والمطلوب مزيد من الإصلاحات التي ستساهم في تطوير بيئة العمليات والمخرجات التعليمية.
صباح النجاح والتميز.//