المومني يطالب بدور «الميسر» للاعمار ويضع خبراتنا تحت تصرف الاشقاء
مؤتمر اعمار العراق في الكويت واعمار سوريا في لبنان ولا عزاء للأردن
دفعنا ثمنا لأزمات الجوار ويجب ان نحظى بدور تفضيلي
أكثر من مليوني لاجئ عراقي وسوري احتضنهم الأردن
الأنباط: قصي ادهم
في اللحظة التي اطلق فيها قادة دول الخليج سيلا من المليارات لاعمار العراق، كانت حافلة اغاثة تتحرك نحو مخيم «الزعتري» الذي يسكن جنباته مئات الالاف من اللاجئين السوريين، بعد ان ضاقت بهم جنبات سوريا الرحبة بعد انفاق ١٣٧ مليار دولار على الحرب العدمية في سوريا من اموال النفط حسب اعترافات رئيس الوزراء القطري الأسبق.
الأردن ومنذ العام ١٩٩٠ استقبل ايضا ما يزيد عن نصف مليون عراقي بين مئات المليونيرات والاف الفقراء الذين افترشوا ساحات عمان القديمة لبيع السجائر وبعض الاعشاب وما زالت بقاياهم ماثلة الى اليوم على ارصفة عمان القديمة، وقبلها كان قرابة نصف مليون اردني يحملون بقايا اثاثهم في طريق العودة الى عمان.
المفارقة العربية دائمة الحدوث ان مؤتمر اعمار العراق جرى في العاصمة الكويتية وجمع ثلاثين مليار دولار لاعادة اعمار العراق، علما بأن بداية انهيار الدولة العراقية كان بسبب احتلالها لدولة الكويت، ولاستكمال شروط المفارقة فإن مؤتمرا مماثلا وقريب الانعقاد لاعمار سوريا سيجري في العاصمة اللبنانية التي كانت تحت الاحتلال السوري حتى العام ٢٠٠٦، فهل من مصادفة في ذلك ام ان سيناريو انعقاد المؤتمر الذي اخرج فلسطين من الخارطة العربية كان في مدريد التي شهدت خروج العرب من الاندلس؟
ربما لا تحتاج الاجابة الى كثير تفكير بأن الاشارات القادمة عن مشاريع الاعمار الكبرى لن تعود بالخير الكثير على الأردن الذي اكتفى بتحمل اعباء اللجوء فقط مسنودا بخذلان عربي وعالمي وبقلة حيلة وسوء ادارة حكومية لهذه الملفات حتى لا ننكر الخطأ الذي نحمل اوزاره.
كلمة الأردن في اعمال مؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق تؤكد على الاختلال الحكومي في معالجة الملفات الكبرى، فالوزير الاردني محمد المومني الذي القى كلمة الاردن في المؤتمر ابدى استعداده لأن يكون الاردن «الميسر» لجهود اعادة الاعمار وانه على استعداد لأن يضع تحت تصرف الاشقاء العراقيين جميع العوامل والخبرات التي تدعم جهود الاعمار حسب الخبر الرسمي الذي اوردته وكالة الأنباء الأردنية.
عرض حكومي باهت للدور الاردني في اعادة اعمار العراق رغم كل الجهود الاردنية والاعباء الوطنية التي تحملها الاردن خلال ازمة العراق وتداعيات هذه الأزمة على الواقع الاجتماعي والاقتصادي الاردني، كل اسعار العقار والايجارات كانت بفعل النزوح العراقي الى الأردن.
الحديث الرسمي في مؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق، هو بمثابة مناورة بالذخيرة الحية للحديث الذي ستقدمه الحكومة في مؤتمر اعمار سوريا، مما يعني اننا امام مزيد من التراخي في مطالبنا بان يكون دورنا في الاعمار حقا لنا وليس ميسرا فقط او نضع خبراتنا تحت تصرف الاشقاء فنحن دفعنا ثمنا باهظا ويجب ان نحظى بتعويض وبفرص متميزة في هذا المجال لأننا نملك الخبرة والكفاءة ولاننا صبرنا وكنا شركاء في الغرم ويجب ان نكون شركاء في الغنم.
الخطاب الرسمي ما زال ضعيفا ومتساهلا في الحقوق الوطنية الاردنية، رغم ان معاناتنا بمعظمها هي من تبعات ازمات الاشقاء وارتدادها علينا حتى بتنا نترنح تحت ضغط رغيف الخبز والغموس اللازم له.