كتّاب الأنباط

الاتفاق النووي مع ايران … !!!

{clean_title}
الأنباط -

  فارس شرعان

 


 

الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة ٥ + ١ الذي تم التوصل اليه في نهاية عهد باراك اوباما يجب ان يتغير والا فان الولايات المتحدة ستنسحب منه امعانا في ملاحقة ايران وارغامها على الابتعاد عن كل ما هو نووي، هذا ما انفك الرئيس الامريكي دونالد ترامب يردده منذ حملته الانتخابية التي اوصلته الى سدة الرئاسة الامريكية رغم ما شاب الانتخابات من تدخل روسي سافر مازالت التحقيقات جارية بشأنه ..

هذا ما اعلنه ترامب منذ بدء حملته الانتخابية لتحقيق طموحات الكيان الصهيوني واهدافه والابقاء عليه كأقوى قوة في الشرق الاوسط … فارضاء اسرائيل وتحقيق طموحاتها اسمى ما يصبو اليه الرئيس الامريكي الذي ينضح حقدا وعنصرية وكراهية والذي بلغت عنصريته ان وصف بعض الدول الافريقية ودول امريكا اللاتينية بانها بؤر القذارة … ما اثار عليه العالم بأسره وليس اعضاء الكونغرس فحسب …

فالرئيس الذي يفيض عنصرية وحقارة لا يتورع عن فعل كل ما تريده اسرائيل والتي لم تكن في يوم من الأيام راضية عن التوصل الى اتفاق ٥ + ١بين ايران والدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي والمانيا رغم مليارات الدولارات التي حصلت عليها من الادارة الامريكية مقابل صمتها عن ابرام الاتفاق النووي مع ايران … فبالاضافة الى قراره الذي اعتبرته اسرائيل تاريخيا المتمثل بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني الذي كان مثار استنكار وسخط العالم باسره الذي يؤمن بان القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية اراد ان يتوج انجازاته للكيان الصهيوني بالغاء الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة ٥ + ١ رغم حرص الدول المشاركة الاخرى على ابقاء الاتفاق ..

ورغم التشاورات التي جرت طوال الاشهر الماضية منذ ان تبوأ ترامب سدة الرئاسة في امريكا بين واشنطن وبقية دول مجموعة ٥ + ١ الا ان ترامب لم يقتنع بمواقف الدول الاخرى باستمرار الاتفاق علما بانه قرر تمديد تجميد العقوبات المفروضة على ايران لآخر مرة …

الرئيس العنصري امهل حلفاءه الاوروبيين ١٢٠ يوما لاجراء التعديلات التي يطالب بها على الاتفاق النووي والا سيجد نفسه مضطرا الى الانسحاب من الاتفاق ما يعيد الامور الى سابق عهدها من حصار ايران وتهديدها عسكريا بدعوى انها تهدد الأمن القومي الامريكي …

ادارة ترامب تسعى لاجراء تعديلات على اتفاق الاسلحة والصواريخ البالستية الايرانية للموافقة على الاتفاق النووي فيما ترى ايران ان تعديل الاتفاق غير ممكن وعير خاضع للمفاوضات باي حال من الأحوال.

في ضوء اصرار واشنطن على تعديل الاتفاق خلال ١٢٠ يوما او الغاء الاتفاق النووي لا نعرف كيف سيتصرف الاتحاد الاوروبي الذي يتمسك حتى الآن بالاتفاق النووي فهل يرضخ للاملاءات الامريكية ويجري التعديلات المطلوبة على برنامج الصواريخ البالستية الايرانية رغم رفض ايران ام يرفض الطلب الامريكي ما يسهل على ترامب خطوته القادمة بالانسحاب من الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة ٥ +١

لا شك ان ادارة ترامب مصممة على صياغة نظام عالمي جديد يقوم على القوة وحدها وعلى اساس ان امريكا ومصالحها وتسخير الظروف الدولية لخدمة هدف امريكا ومصالحها بعيدا عن مصالح الدول الأخرى القوية والضعيفة على حد سواء.

واذا لم يتمكن العالم من وضع حد لسياسة ترامب وغطرسته من خلال تعديل الاتفاق من خلال تعديل برنامج الصواريخ البالستية الايرانية كما يطالب الرئيس العنصري وكذلك الغاء قراره باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني فان احدا لا يمكنه ان يعترض القرارات الامريكية التي لا تصب الا في مصلحة اسرائيل وخدمة سياساتها العنصرية من خلال التشديد على قوانين منع الهجرة الى امريكا ولو بالقوة التي دفعت الى وصف بعض الدول التي يهاجر سكانها الى امريكا بانها بؤرة قذارة…!!! 

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )