الحباشنة: على الأشقاء أن يتفهموا وضع الأردن وخصوصيته وألا يتم التعامل معه بالقطعة
الحباشنة : من يعرف حقيقة الوضع الاردني لا يجوز أن يطلب منه "طلبات غير منطقية"
الحباشنة : الاردن يقوم بدور أمني استثنائي لحماية أمنه الداخلي والاشقاء العربي
غصين : مسؤولون بواشنطن يعتقدون أن التحالف مع أي طرف لا يجب أن يكون على حساب علاقات اخرى مهمة مثل الاردن
غصين : الكثير من القادة السياسيين الأمريكيين يفهمون أهمية الاردن واستقراره بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة
– بثت قناة الجزيرة تغطية إخبارية خاصة مساء الجمعة حول التصريحات الأردنية تمحورت حول موقف الأردن من القدس حملت عنواناً " الأردن وضريبة الموقف من القدس".
وربطت الفضائية التصريحات الصادرة عن رئيس الوزراء بالوكالة ممدوح العبادي حول أوضاع الأردن الإقتصادية الصعبة ومواقفه تجاه عدة ملفات، بما أوردته صحيفة واشنطن بوست قبل أيام من تقرير موسع تناول المملكة.
وقالت الجزيرة إن تصريحات تصدر من الاردن من اعلى المستويات تتحدث عن مقايضة الاردن من اجل مواقفه مع القدس.
وعرض الزميل حسن الشوبكي مدير مكتب الفضائية في عمّان تقريراً تطرق فيه إلى أبرز التصريحات الأردنية التي صدرت في هذا المجال، والأوضاع الإقتصادية التي تعيشها المملكة.
* الحباشنة :
ورفض وزير الداخلية السابق سمير الحباشنة وصف ما يجري للأردن بـ "العقوبات"، وقال إن الاردن لديه مواقف مبدئية ثابته من أجل القدس وفلسطين وهو موقف ثابت يستند للمبادرة العربية التي اتخذت في قمة بيروت والتي طرحها ملك السعودية الراحل عبد الله بن عبد العزيز.
وشدد على أن موقف الاردن لن "يتزحزح" نتيجة لتلك الضغوطات، وقال يجب إن يكون دعم الاردن استرتيجياً لأن دور الاردن في المنظمومة العربية وفي مواجهة اسرائيل طوال 70 عاما الماضية وباتجاه قضايا العراق وسوريا وفلسطين واليمن أكبر من ان يتم التعامل معه تكتيكياً ضمن هذه الطريقة.
وفيما يتعلق بوقف المساعدات، عاتب الحباشنة دول عربية وقال "عتبنا على الدول العربية كبير خصوصاً في منظمة دول الخليج العربي"، لان الاردن يقوم بدور امني فيما يتعلق بمنظومة الاشقاء العرب والخليج بشكل خاص.
وبين أن الاردن يعتبر الممر الوحيد لآفة المخدرات أو السلاح إلى دول الخليج العربي، حيث يقوم الاردن بدور أمني استثنائي لحماية أمنه الداخلي والاشقاء العربي والخليج بالتحديد.
وحول مقالة "واشنطن بوست" قال الحباشنة إن الاردن مع التحالف العربي، ولكن ليس لدى الاردن المكنة والقدرة ان يقوم بمهماته الامنية ضد الارهاب والامن الداخلي وحماية حدود اشقائه العرب، وبنفس الوقت ان يرسل قواته خارج الاردن، واعتبر أن هذا "عتباً" – إن وجد - نحو الاردن ليس "في محله"، لان الامر خارج عن قدرته.
وفيما يتعلق بالاخوان المسلمين، أكد الحباشنة أن حزب الاخوان المسلمين في الاردن غير الاخوان الموجودة في أي بقعة من العالم فهو حزب سلمي وجزء من التركيبية الاجتماعية والسياسية للاردن منذ الاستقلال.
وأوضح الحباشنة "من يعرف حقيقة الوضع الاردني لا يجوز ان يطلب منه "طلبات غير منطقية" ويسعى لأن يلحق دولاً ويقف بموقف يمس النسيج الاجتماعي والسياسي في الاردن، مشيراً أن حزب الاخوان المسلمين في الاردن موجود في البرلمان ويعمل كحزب مرخص.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع قطر، بين الحباشنة أن الاردن سحب سفيره من قطر، لكن الحباشنة المح إلى ان الاردن يفضل أن يكون تداخلاته في الشؤون العربية بشكل ايجابي يساهم في تنقية الاجواء العربية.
واشار إلى أهمية أن يطوى الخلاف القطري السعودي وان ينتهي لانه ليس اولوية وان لا يبقى بهذه الحدية بين دول مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، وهم اشقاء يربطهم الكثير من عوامل لأن الحالة العربية لا تحتمل المزيد من التعقيدات ولا بد أن تكون العلاقة نظيفة وسليمة.
واكد الحباشنة أن الاردن يرفع الآن شعار الاعتماد على الذات، حيث يحاول الاردن اعادة هيكلة اطارات الدولة الاردنية الاقتصادية والاجتماعية لتجاوز الازمة والتي تعتبر سلسلة من الازمات التي مر بها الاردن.
وطالب الاردن بشرح موقفها للدول العربية والادارة الامريكية بوضوح أكثر، مبيناً ان الاردن لا يغير تحالفاته وعلاقته بالسعودية ممتدة وطويلة كما هي بباقي دول منظومة الخليج العربي، حتى في امريكا فالعلاقة راسخة وشركاء في مكافحة الارهاب.
واعتقد الحباشنة أن عتب الاردن على الأشقاء بان يتفهم وضعه وخصوصيته وضرورية التعامل معه ليس بالقطعة وليس على اساس تكتيكي او مرحلي انما على اساس دوره الاستراتيجي، فالمهم في الدولة الاردنية مكافحة الارهاب وفي الاستقرار والامن بالمنطقة بشكل عام.
وكشف أن النموذج الاردني نجح في ظل عالم ملتهب من حوله ومن المهم أن نبقي على الدولة امنه ومستقره وهي قصة نجاح، ويجب ان يتمثلها الاخرون وليس يعمل على اضعافها.
* غصين :
من جهتها عبرت المستشارة في شؤون الامن القومي والشرق الاوسط باسمة الغصين عن اعتقادها بأن التوتر سيرتفع بين قوات التحالف التي تقوده السعودية والحصار التي تقوم به على قطر.
وأضافت أن ولي العهد السعودية غير مسرور من الاردن لعدة اسباب الأول : عدم ارسال الاردن قوات برية في حرب الوكالة على اليمن، واعتراض الاردن على الحملة السعودية على قطر، وعدم اتفاق بين السعودية والاردن من السياسات باتجاه الاخوان المسلمين.
وكشفت أن هناك مستوى عالياً من التوتر بين الدولتين، حيث نرى السعودية تزيد من تأثيرها من خلال دعم ادارة ترمب وتحاول ان تغير أو تزيح دور الاردن كواحد من أقوى حلفاء لامريكا في الشرق الاوسط.
وأكدت أن الكثير من النقاشات تحصل في واشنطن، حيث إن الكثير من القادة السياسيين يفهمون أهمية الاردن واستقراره بالنسبة لمصالح امريكا.
وبينت أنه سيتم اطلاق الموازنة في 12 من الشهر الحالي، متوقعة أن يكون هنالك توقيع مذكرة تفاهم لزيادة المساعدات للاردن من مليار 275 مليون دولار إلى مليار 500 مليون دولار في 5 سنوات مقبلة.
واعتبرت أن هذا تحرك مهم من قبل لامريكا والاردن سيحتاج للمزيد من الدعم والمساعدات وليس فقط من امريكا بل يجب ان يكون المجتمع الدولي لانهم يستوعبون الكثير من اللاجئين. الذين يأتون من سوريا وفلسطين.
وحول مواقف امريكا وهل لها ارتباط بصفقة القرن قالت إن الامر مرتبط بصفقة القرن و"حينما ننظر إلى الاجتماع بتركيا وبعد اعلان نقل السفارة للقدس، فان الدولة الوحيدة التي لم تمثل بشكل كبير جداً هي السعودية، فكل دول مجلس التعاون الاسلامي كانت ممثله ونعتقد ان هناك تدخل لمحمد بن سلمان للاقتراب من ادارة ترمب وإلى حد الان تجرى الامور بشكل جيد، ولكن هناك الكثير من الاشخاص في واشنطن يعتقدون بأن التحالف مهم لكن ليس بالدرجة التي تتم على حساب علاقات اخرى مهمة فيما يتعلق بالمنطقة مثل الاردن وقطر لان هذا قد يقوض تأثير امريكا ومصالحها القومية