عقد جلالة الملك عبدالله الثاني، في إسلام أباد اليوم الخميس، مباحثات مع رئيس الوزراء الباكستاني شاهد خاقان عباسي، ركزت على العلاقات بين البلدين، والتطورات الإقليمية والدولية.
وخلال مباحثات ثنائية، تبعتها موسعة جرت بحضور كبار المسؤولين في البلدين، جرى استعراض آليات النهوض بمستويات التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والأمنية والثقافية.
وتم التأكيد، خلال المباحثات، التي عقدت في مقر إقامة رئيس الوزراء الباكستاني، على عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين الأردن وباكستان، وضرورة الاستفادة من الفرص المتاحة لتعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة التبادل التجاري بينهما، خصوصا في قطاعي التعدين والأسمدة.
كما جرى بحث فرص الاستفادة من موقع الأردن الاستراتيجي كبوابة للأسواق في الولايات المتحدة وأوروبا وإفريقيا، خصوصا في ظل اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط الأردن مع العديد من الدول.
وفي هذا الصدد، جرى التأكيد على عقد اجتماعات الدورة العاشرة للجنة الأردنية الباكستانية المشتركة في إسلام أباد الشهر المقبل.
كما تناولت المباحثات الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة الإرهاب، ضمن استراتيجية شمولية، كون خطره يشكل تهديدا لمنظومة الأمن والسلم العالميين، حيث أكد جلالة الملك تقدير الأردن ودعمه لجهود الحكومة الباكستانية في محاربة الإرهاب والتطرف، واستعداد المملكة للتعاون الوثيق مع باكستان بهذا الخصوص.
وفيما يتعلق بالتطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية والقدس، أكد جلالة الملك ضرورة كسر الجمود في العملية السلمية، وصولا إلى تحقيق السلام العادل والشامل، المستند إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد جلالته على أن مسألة القدس يجب تسويتها ضمن إطار الحل النهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، داعيا إلى ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لحماية حقوق الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين في مدينة القدس، التي تمثل مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس الوزراء الباكستاني شاهد خاقان عباسي أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والدور الكبير الذي يقوم به الأردن في تحمل هذه المسؤولية، مشددا على دعم بلاده لمواقف جلالة الملك بهذا الخصوص.
كما أعرب عن تقدير بلاده لمواقف الأردن، بقيادة جلالة الملك، في تحقيق الاستقرار في المنطقة، مؤكدا حرص باكستان على تعزيز التعاون والتنسيق مع المملكة في مختلف المجالات.
المباحثات تطرقت أيضا إلى الدور المهم الذي تقوم به وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وضرورة دعم المجتمع الدولي لها لتمكينها من الاستمرار في تقديم خدماتها في مجالات التعليم والصحة والإغاثة للاجئين، خصوصا وأن هناك أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني مسجل لدى الأمم المتحدة.
كما تطرقت المباحثات إلى قضية جامو وكشمير وأهمية التوصل إلى حل سياسي بخصوصها مع الهند، وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي، حيث أن التوصل لحل سياسي لهذه القضية من شأنه تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
وتناولت المباحثات مساعي التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تعيد الأمن والاستقرار لشعوبها.
وحضر المباحثات وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومدير مكتب جلالة الملك، والسفير الأردني في الباكستان، فيما حضرها عن الجانب الباكستاني وزير الخارجية ووزير الإسكان والأشغال وعدد من كبار المسؤولين والسفير الباكستاني في الأردن.
وحضر جلالة الملك مأدبة العشاء الرسمية التي أقامها رئيس الوزراء الباكستاني تكريما لجلالته والوفد المرافق.
وكان في استقبال جلالته لدى وصوله إلى العاصمة الباكستانية إسلام أباد، الرئيس الباكستاني ممنون حسين، وعدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين في باكستان، والسفير الأردني في إسلام أباد، وأركان السفارة، والسفير الباكستاني في عمان.
وحيت جلالة الملك لدى وصوله قاعدة نور خان الجوية ثلة من حرس الشرف، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لجلالته.
وجرت لجلالته مراسم استقبال رسمية في مقر إقامة رئيس الوزراء الباكستاني، حيث عزفت الموسيقى السلامين الملكي الأردني والوطني الباكستاني، كما استعرض جلالته حرس الشرف الذي اصطف لتحيته، فيما حلقت طائرات مقاتلة من طراز (JF-17 ) باكستانية الصنع، تابعة لسلاح الجو الباكستاني، تحية لجلالته.
وعلى هامش زيارة جلالة الملك لإسلام أباد، وقع الأردن وباكستان اتفاقية تعاون في مجال الحماية المدنية والدفاع المدني، ومذكرة تفاهم في قطاع الأشغال العامة والإسكان، وقعهما عن الجانب الأردني وزير الخارجية وشؤون المغتربين، وعن الجانب الباكستاني وزير الخارجية، ووزير الإسكان والأشغال.