المهندس هاشم نايل المجالي
القلوب الصافية كالزهرة المتفتحة يسرك منظرها ، ومن اساسيات الاصلاح هو صفاء القلوب تجاه الاخرين وعدم حمل البغضاء لأمور شخصية او مصلحة او امور دنيوية ، وعدم شن الحملات اياً كان نوعها والتي من شأنها ان تملأ روح الحقد والكره ، لان القلوب الحقودة لا تسعى للاصلاح انما للفتنة ولتفكيك المجتمع وغرس الحقد في القلوب ، ان انتزاع طابع الحقد واستبداله بحب الخير والعطاء وحب المجتمع وجعله مجتمع متماسك وقلب واحد لن يكون بجهد فردي بل بجهد جماعي ، ويجتاج الى سهر وتعب واجتهاد بعد ان فرقت ابناء المجتمع الصراعات على المناصب التي لم تعد تجمل اي قيمة واي معنى في ظل معوقات وعجز في المخصصات وضعف بالصلاحيات ، فلماذا الحسد ولماذا الحقد بل علينا نبذ هذه التصرفات لننعم في مجتمع خالي من الشوائب وارضاء الله عز وجل لا ان تكون سبباً في سخط الله على من لا يشكر الله على نعمه الكثيرة ، ان من يعمل على اثارة الفتنة وتفكيك المجتمع ليعتبر من اشد انواع الفساد الا وهو الفساد الخلقي للشخص نفسه ففي فساده وحقده يسعى لافساد المحيط من حوله وانتهاك مبدأ النزاهة في العمل والعطاء وهو ينقل عدوى الحسد والبغضاء واستغلال المناصب .
وعلينا أن نعي لتلك الشخصيات ونبتعد عن مسيرتها ومخططاتها ، فاصلاح النفس يجب ان يكون اولاً ليصلحها من كل حقد ومن الاخطاء وتهيئتها لعمل الخير لتكون قدوة للغير واصلاح النفس هو صلاح المجتمع ولقد ذكر الله عز وجل في كتابه في سورة الرعد ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ، ليكون هناك مجتمع صالح مجتمع التكامل والتضامن خالي من التعديات والتعقيدات يعمل على سد الثغرات التي يستغلها الاشخاص الذين لا يريدون الاصلاح ولا يريدون الامن والامان والاستقرار ، بل يريدون ان ينشروا الفتنة فيتربصون لكل زلة او خطأ او تقصير ليجلعوا منه قصة وحكاية فهذا هو فساد خلقي ومهما كان انواع الفساد فلن ينصلح المجتمع ولا المستوى المعيشي للحياة الا اذا تم اجتثاث جذور الفساد لسلك طريق الاصلاح والتغير السليم ، خلافاً لذلك لن يكون لأي جهد مهما كان نوعه اي قيمة واي معنى ، فهناك نماذج واقعية لشخصيات سياسية واقتصادية سببا ًفي كثير من انواع الفساد ولا تزال تحلق في فضاء المناصب السياسية تلهث وراءها لتكمل مسيرتها اللاأخلاقية .
الاصلاح كلمة بات يرددها الصالح والطالح دون ان نعي المعنى الحقيقي للاصلاح خاصة اصلاح النفس قبل كل شيء ، فكيف لمن نشر الفساد ان ينادي بالاصلاح لتحقيق مصالحه الشخصية فمن يريد ان يتحدث عن الاصلاح عليه ان يقيم نفسه اولاً ويصلح نفسه قبل ان يتشدق بها ، والقيادة الهاشمية تدعو كافة الجهات المعنية لاجتثاث كافة انواع الفساد المالي والاداري والخلقي وغيره للوصول الى الازدهار المنشود خاصة عندما تلتقي طموحات القيادة ورغبات المواطنين لتكتمل صور الاصلاح ليصبح اكثر فاعلية واسرع ايقاعاً لتعويض ما فات من فرص للاستثمار والتطور المهدورة ، ولادراك ما يمكن ادراكه من منجزات وتنمية ، حيث ان الباحثين عن الاصلاح لا يؤمنون بالمهدئات والعلاجات المؤقتة التي تستجيب لظروف آنية ، بل علينا تشكيل عامل ضغط وطني عقلاني لتحيقيق ذلك الاصلاح في جميع المجالات ، لان الفساد اصبح التحدي الاكبر المعيق للاصلاح ، ومحاربته لا يتحقق بالنوايا الحسنة والمحاباة بل بحزمة اصلاحات شاملة واقصاء لهؤلاء الفاسدين ، ليصبح واقعاً تتربى عليه الاجيال وثقافة عامة تسيّر في طريقها هذه الاجيال في سلوكياتهم العامة ، لقطع اذرع الفساد الممتدة في كل موقع بسبب المحسوبية والشللية لتعبث بقيمة ومقدرات الوطن ، لنحقق الانجازات الحضارية ولتكون مصلحة الوطن هي العليا فوق كل مصلحة اتية ، ولنسيطر على ازماتنا ومنع تفاقم المشكلات او ازدياد حجمها ، وتسارع وتيرة الاحداث بسبب الفقر والبطالة ، وحتى لا يكون انعكاساتها من عنف وسرقة وانحراف وغيره تمس الثوابت الاساسية لاستقرار المجتمع وأمنه ، ومن هنا تأتي اهمية الاسراع في الاصلاح لارتفاع الحاجة لقيم انسانية معيشية مجتمعية اقتصادية غير قابلة للجدل لانها تتعلق بكرامة الانسان وامنه الاجتماعي ومشاركته في البناء التنموي وحرصه على الانتماء الوطني .
حفظ الله هذا الوطن وأمنه واستقراره في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة .
hashemmajali_56@yahoo.com