الدكتور رياض الشديفات
ابدأ مقالي بالاعتذار الشديد لكل من يقرأ لي على هذا العنوان المثير فأنا شديد الحساسية فيما يتعلق بمشاعر الناس ونقدهم ، فحين انتقد إنما انتقد السلوك ولا أنتقد الأشخاص .
ومما يؤسف له أن الممارسات السلوكية المنافية تماما للعرف والقانون تجاوزت حدود الوصف في مجتمعنا بما يدل على الانحطاط السلوكي الخطير الذي وصل إليه الحال في مجتمعنا ، فالمجتمعات التي تحترم اعرافها وقوانين بلادها وقيمها مجتمعات تستحق التقدير والإشادة ، والمجتمعات التي لا تحترم أعرافها وقوانينها تنحدر بسلوكها بما يسهم في هدم بنيانها وتماسكها .
وشواهد الانحطاط السلوكي اليومي في مجتمعنا كثيرة كالذي نراه في كل لحظة في شوارعنا من عدم احترام قواعد السير والتجاوزات القاتلة والإساءات الصادرة بما يدلل على درجة انحطاط السلوك مما يجعل المرء السوي يشعر بالمرارة والأسى لما وصلنا إليه ، ويضاف لذلك ما نراه من سلوك الفوضى وعدم النظافة وتخريب المرافق العامة ، والعبارات التي تخدش الحياء والذوق العام التي تفرض عليك هنا وهناك بما لا تستطيع منعه ورده .
وحدث ولا حرج عن الكتابات التي ترى في كل مكان حتى وصلت إلى أسوار المساجد والمدارس بما فيها من إسفاف وانحدار للذوق العام والخلق القويم وكأنك لا تعيش في مجتمع تحكمه القيم والأخلاق ، فمن يحمى مجتمعنا من هذا السقوط السلوكي المرعب ؟ ومن يحمي مجتمعنا من هذا الذي نراه مما يفسد الذوق والخلق والقيم ؟ وهل نستطيع بعد كل هذا أن ننهض ؟ آمل أن يتوقف الانحدار السلوكي كي نستطيع أن نلتقط أنفسنا قليلا أو نلم شعثنا المبعثر في ظل هذا الواقع المدمر لمجتمعنا// .