د.محمد طالب عبيدات
الهدف من وضع جسور المشاة على الطرقات الداخلية والخارجية هو أن يستخدمها المشاة لغايات سلامتهم والحد من الحوادث المرورية، وليس ﻷن تكون منظرا حضارياً للرؤية إليها فقط، فثقافة إستخدام جسور المشاة واﻷماكن المخصصة ﻹستخدامات المشاة بالمطلق باﻷردن والدول النامية ضعيفة جدا:
1. جسور المشاة واﻷرصفة الجانبية للطرق ومناطق عبور المشاة كلها أدوات تهدف لضبط موضوع السلامة العامة على الطرق، وتوضع وفق كودات ومواصفات ومعايير عالمية.
2. ثقافة إستخدام المشاة للأماكن المخصصة لهم للسير عليها قليلة نسبياً، والدليل على ذلك تواجد المشاة في الشارع نفسه والمخصص لإستخدام المركبات مما يؤدي لإطراد نسب حوادث المرور المتعلقة بالمشاة.
3. لا يمكن وضع رجل بوليس لكل مواطن لضبط سلوكه في الشارع العام وطريقة ومكان حركته، والموضوع يحتاج لثقافة ووازع إنتمائي داخلي عند كل مواطن.
4. السؤال المحير دائماً لماذا لا نضبط سلوكياتنا وسلوكيات أطفالنا في التحرك في الشوارع وأماكن عبور المشاة في وطننا؟ لكننا نحن أنفسنا نضبطها بالتمام عندما نكون في دول أخرى يحترم شعبها أماكن عبور المشاة.
5. ربما تكون هذه السلوكيات أفضل داخل بعض حدود أمانة عمان الكبرى لدخول أبعاد ومتغيرات أخرى، لكن بالمقابل تحتاج بعض البلديات بالمملكة تطويرات جذرية على بناها التحتية لهذه الغاية.
6. أجزم بأننا بحاجة لثقافة مجتمعية نابذة لبعض السلوكيات في عبور المشاة للشوارع ﻹعطاء الصورة الحضارية الناصعة عن وطننا كجزء من مواطنتنا الصالحة، كما نحتاج لثقافة مرورية صائبة عند المشاة أنفسهم.
7. نحتاج أيضاً لإضطلاع بلديات المملكة بمسؤولياتها لتأثيث البنى التحتية بممرات المشاة لغايات تشجيعهم على إستخدامها.
بصراحة: المواطن والبلديات واﻷمانة على السواء يتحملان مسؤولية عدم إستخدام جسور وأماكن عبور المشاة وما ينتج عنها من تبعات في مواضيع السلامة المرورية وصورة مواطننا الحضارية ووطننا، والمطلوب أن نتغير وتتغير سلوكياتنا في هذا الصدد، فهلّا بدأنا.//