كتّاب الأنباط

هل سوريا صحن فتُّوش..؟؟

{clean_title}
الأنباط -

هل سوريا صحن فتُّوش..؟؟

 

وليد حسني

 

كشفت الميادين امس الاول الجمعة عن وثيقة وصفتها بالخطيرة وحملت اسم( وثيقة مجموعة واشنطن) وتضم هذه المجمموعة في عضويتها كلا من الأردن، والسعودية، ثم امريكا العظمى، ثم الإمبراطوريتين الافلتين فرنسا وبريطانيا..

 

والقصة بكامل ما فيها من تبسيط وتسطيح تستهدف وضع سوريا تحت وصاية الأمم الأمم المتحدة، أو تحت الإنتداب الدولي، لتصبح سوريا بكامل تفاصيلها وبموجب هذه الوثيقة مجرد صحن فتوش على مائدة الخمسة الكبار.

 

فور الشكف عن هذه الوثيقة غير الرسمية اعلنت دمشق رفضها لها، ووصفها رئيس الوفد السوري إلى الحوار السورى في فيينا د. بشار الجعفري بانها لا تساوي الحبر الذي كتبت به مضيفا إنها تناقض القرارات الدولية وتهدف إلى تقويض محادثات جنيف ومؤتمر سوتشي.

 

وما تضمنته الورقة  ــ غير الرسمية ــ يشبه الكارثة التي تنتظر سوريا، ففيها ما يكفل نزع الوحدة السياسية لسوريا، والأهم أنها وبذريعة الحل السياسي بتتويج الديمقراطية والحرية في سوريا فان انتزاع السيادة السورية بدا ظاهرا تماما في تلك الوثيقة التي تقلص من صلاحيات الرئيس، وتمنح القوة لرئيس الوزراء وللبرلمان السوري المرتقب بغرفتيه سلطات واسعة ومحصنة بينما سيبقى الرئيس مجرد عنوان بريدي في دولة مجزأة ومفدرلة.

 

قرأت الوثيقة قراءة عجلى مرتين فقط ، واستذكرت وانا اقرأ ما جرى للعراق بعد احتلاله سنة 2003، واستذكرت أكثر حجم الديمقراطية الفذة التي تفرض ايقاعها هذا الأوان على جغرافيا العراق المريض بديمقراطيته، والمفجوع بوحدته، والحزين الأسيف لبرلمانه.

 

والوثيقة لا تقدم حلا سياسيا آمنا لسوريا ولمأساتها بالقدر الذي تقوم فيه بتعقيد المشهد السوري، ودفعه دفعا للمزيد من الإحتراب الداخلي، والتشظي الطائفي والقومي والمذهبي، وهذا أمر لم نكن في الأردن وفي يوم من الأيام معه أو من الداعين اليه.

 

لقد وصف الكثيرون هذه الوثيقة غير الرسمية بانها ستضع سوريا تحت وصاية الأمم المتحدة التي ستتولى وضع دستورها الجديد لما بعد الحرب وستشرف هذه الأمم المتحدة على إجراء الإنتخابات البرلمانية ووضع كامل الضمانات لانتخابات حرة ونزيهة تكفل التمثيل العادل لكل الوان الطيف السوري، ومنح صلاحيات واسعة لرئيس الوزراء، وتقليص دور وصلاحيات الرئيس"لاحظوا النموذج العراقي هنا"، وغير ذلك من التفاصيل.

 

هل تقبل أي من الدول العربية مثل هذه الوثيقة لتطبيقها على نفسها..؟؟

 

لا أظن أية دولة ستقبلها، فلماذا نقبل للاخرين ما لا نقبله لأنفسنا...؟؟؟!!//

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )