رلى السماعين
كم من وعودٍ قطعناها على أنفسنا ولَم نوفها؛ سوف أترك الدخان، سوف أتوقف عن المشروب، لن أتعاطى بعد اليوم .... وكم من نذور نذرناها أمام الله ومع الوقت ننسى، أو في مخادعنا وفِي اليوم التالي تلهينا الحياة بأعبائها ، أو في وقت الأزمة والحاجة، فتمر الأزمة وتنقضي الحاجة وتبقى الوعود عالقة.
وفِي أحاديثنا اليومية، فغالبيتنا نبدأ جملة حديثنا أو ننهيه بكلمة "والله" لنعطي الكلام الفارغ - معظم الأحيان- قيمة، ونضفي على الكذبة جمالية، وليعطي المتحدث وزناً لنفسه وحق في الاستمرار بالكلام و 'الهرج' مفتخراً بقدرته بخداع من أمامه معتقداً بأنه حكيم، لكن بعيني نفسه فقط.
ثم تأتي السنة الجديدة ويبدأ غالبية الناس، وبتصميم كبير، في كتابة أمور حياتية سيعملون على تغييرها، منهم من يكتبها على الاجندة واخرين يسردوا قراراتهم ووعودهم لأنفسهم على ورقة يضعونها في المحفظة للتذكير الدائم، فهم يشعرون بالراحة لمجرد أخذ القرار بالتغيير. ثم يتراكم عبىء هذه القرارات عندما يفشلون في تطبيقها. وتأتي سنة جديدة وتتلوها سنة وراء سنة وتكبر القرارات وتكثر الكتابة وتصغر مساحة الورقة ويزداد العبىء لدرجة أن البعض يتوقف عن اخذ القرارات وآخرين يفقدون الرغبة في التغيير.
جميعها وعودٌ مكسورة عالقة منتظرة.
ثم نعيش في حالة من الفوضى؛ فوضى من مشاعر والفكر والإحساس والعاطفة غير مدركين بأن ما نمر به من ظروف يومية معظمها تراكمات أسباب وأحداث ومسببات نحن سببها - ونلوم الله.
كيف تريد أن تمتد للأمام وأنت عالق بالماضي؟ أو كيف تريد أن تفتح أمامك أبواب جديدة والابواب التي خلفك لم تغلقها بعد. قناعتي الشخصية بأن هناك دائما الأفضل لكل منا في المستقبل ، أما مصدر قناعتي فهو الإيمان والثقة بالله، لكن لن يكون هناك مستقبل أفضل وأبواب الماضي لم تغلق، ولن تكون هناك خطوة إلى الامام إيجابية في حياتنا وأرجلنا لاتزال تمشي إلى الخلف وأفكارنا محصورة بفصل من فصول مضت من حياتنا.
إغلاق الأبواب القديمة، إنهاء المواضيع، الإيفاء بالوعود العالقة، تحقيق النذور أمور حتمية لا مفر منها، وجميعها لا يحدها وقت؛ بإمكانك البدء الان ليفتح المستقبل لك أبوابه ولتحصد النعم المعطاة لك ولتواجه المزيد من الوعود والنذور. يقول العرب " أنجز حر ما وعد" .... ولتعِش بحرية.