البث المباشر
بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة مديرية الأمن العام تطلق خدمة “التدقيق الأمني للمركبات” عبر الرقم الموحد "117111" موهبة استثنائية .. جامعة روشستر في دبي تقبل طالبا بعمر 12 عامًا وزارة الصناعة والتجارة والتموين تفوز بجائزة التميز الحكومي العربي .. أفضل وزارة عربية خبراء بمنتدى القطاع غير الربحي: الذكاء الاصطناعي يقود استثمارات خيرية تتجاوز 10 مليارات دولار عالميًا المساعد للعمليات والتدريب يلتقي وفداً عسكرياً سعودياً الصداقة الأردنية الإسبانية في الأعيان تلتقي السفير الإسباني المساعد للعمليات والتدريب يلتقي وفداً عسكرياً سعودياً

ملح الخزينة

ملح الخزينة
الأنباط -

ملح الخزينة

 

وليد حسني

 

لم يعد "الملح " من أرخص الأطعمة في الأردن، وللحقيقة انا لا أفرق بين كونه من عائلة البهارات، أم من عائلة الغذاء، إلا أنه وأيا تكن عائلته النبيلة فإنه مثل الجوكر في لعبة الورق يدخل في تفاصيل كل شيء، ولا يستغني أحد عنه أبدا.

 

"الملح" هذا الأوان صار بالنسبة لحكومة السيد الملقي أحد مناجم الذهب الرئيسية التي ستنقذ موازنة الهلاك من كساحها، وكيف لا والسيد الملقي نفسه يرى بأم عينيه أن السيد"الملح" شريك استراتيجي في كل مناحي الحياة للأردنيين ولذلك وجب إخضاعه للجباية، لعله يتواضع قليلا هذا الملح ويتنازل عن ثروة حضوره البهي ويشارك في سداد ثمن حفلات البذخ التي ارهقت الموازنة المريضة.

 

أصبح"الملح" مهما في حكومة السيد  الملقي، ليس لكونه فاعلا وصاحب قوة وتاثير على المائدة أو على ما سيتبقى للأردنيين على موائدهم، بل لكونه سيكون العنصر الأكثر إثراء للموازنة، ولعله يرتق خرقها، ويقيم عوجها، ويجبر كسرها، فهذا الملح فاعل ساحر، وله القدرة الفائقة على تغيير الإتجاهات والتأثير في الأذواق، وقد كان سببا في إذكاء الحروب، وسببا في نسيج السلام وبناء المدن والحضارات.

 

لقد شملت الحكومة"الملح" بعطفها واخضعته للضريبة البالغة 10%، لكن الحكومة لم تقل لنا كم ستكون القيمة العليا لوارداته في الخزينة، ومدى مساهمته في إصلاح عهن الموازنة المنفوش.

 

الملح اليوم يستثير الكثير من الشجن، ولا أعتقد ان الأردني سيجرؤ في قادمات لياليه الحالكات المهلكات على العبث بكرامة الملح ، ولن يكون كريما في بعثرة هذا الأبيض الجميل الذي أصبح أحد ضحايا سياسة الترقيع والتجهيل في الدولة  .

 

خاض العالم قديما حروبا بسبب الملح، وفي التراث الشعبي الإنساني آلاف الحكايات عن الملح لعل من أهم ما استذكره هنا قصة ذلك الملك الذي اراد اختبار حجم حب بناته الثلاثة له ، فقامت كل واحدة منهن بوصف حجم حبها لابيها إلا أن الابنة الصغرى قالت له إنني احبك كما احب الملح، فلم يعجب والدها هذا الوصف، إلا انها وحتى تبرهن له على حجم حبها له صنعت له طعاما يخلو من الملح ، ولم يعجب أبيها الطعام طالبا إضافة الملح لطعامه، عندها ادرك الملك كم حجم اهمية الملح وتأثيره، وايقن بلا تردد أن ابنته الصغرى هي اكثر بناته حبا له..

 

أستذكر هذه القصة التي قرأتها صغيرا ربما منذ أكثر من اربعين سنة هذا الأوان، وأنا أقول لدولة الرئيس بكل احترام" نحن نحتاجك فينا بحجم حاجتنا لطعامنا بدون ملح..".//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير